صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

بعد توجيه دعوة رسمية له.. برلماني عراقي يحرك دعوى قضائية ضد الشرع

ما إن أعلنت الحكومة العراقية موعد انعقاد القمة العربية في بغداد، بـ17 آيار مايو المقبل، حتى صار محورها دعوة الرئيس الانتقالي في سوريا أحمد الشرع، فبين تحذير وتصعيد بـ”اعمال ميدانية” في حال لم يتخذ القضاء والأجهزة الأمنية إجراءات تنفيذية بحقه، في حال قدومه إلى العراق، أعلن عضو مجلس النواب علاء الحيدري، اليوم الثلاثاء، أنه قدم دعوى قضائية لدى الادعاء العام العراقي ضد الرئيس السوري الجديد احمد الشرع.

وقال الحيدري في تصريح فيديوي من مبنى مجلس القضاء الاعلى،أطلعت عليه “العالم الجديد”، إنه “قدم الشكوى بحق الارهابي الجولاني المدعو (أحمد الشرع)، ونحن مدعون بالحق الشخصي لشقيقه (الشهيد عماد الحيدري)، وكذلك نجل (الشهيد ابو تحسين الصالحي) لمشاركتهما بمعارك التحرير والدفاع عن الوطن والمقدمات”.

وأضاف أن “الارهابي الجولاني كان ضمن تنظيمات داعش في الأراضي العراقية”.

وأوضح الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في وقت سباق من اليوم الثلاثاء، أن الرئاسة السورية لم تؤكد بعد حضور الرئيس أحمد الشرع القمة العربية المزمع عقدها في العراق.

يأتي هذا في وقت تسلم فيه الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، يوم الأحد 27 نيسان أبريل الجاري، دعوة رسمية من العراق لحضور فعاليات القمة العربية المقرر انعقادها الشهر المقبل في العاصمة بغداد.

ووصل، رئيس جهاز المخابرات حميد الشطري، برفقة مسؤولين من قوات حرس الحدود وهيئة المنافذ الحدودية ووزارة التجارة، في 25 نيسان أبريل الجاري، إلى العاصمة السورية دمشق، وبحسب مصدر حكومي أفاد لوكالة الأنباء الرسمية، فإن الشطري التقى بالرئيس السوري أحمد الشرع، وعدد من المسؤولين الحكوميين وبحث التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، وتعزيز الترتيبات المتعلقة بتأمين الشريط الحدودي المشترك وتقويتها بالضد من أي خروقات أو تهديدات محتملة، وتوسعة فرص التبادل التجاري ومناقشة إمكانية تأهيل الأنبوب العراقي لنقل النفط عبر الأراضي السورية إلى موانئ البحر الأبيض المتوسط.

جاء ذلك عقب الإعلان عن لقاء جمع السوداني بالشرع في قطر، في 17 من نيسان أبريل الحالي، الذي صادف يوم الخميس، إلا أنه عقد يوم الثلاثاء الذي سبقه، ولم يصدر أي موقف رسمي عراقي، باستثناء مصادر حكومية، فضلا عن بيان من الرئاسة السورية حول اللقاء.

وبحسب المصادر الحكومية التي نشرتها وكالة الأنباء العراقية “واع”، فقد أكد السوداني، على أن العراق يراقب عن كثب التطوّرات الحاصلة في سوريا، والتواجد العسكري للكيان الغاصب على أرضه، وجدد إيضاحَ موقف العراق الثابت والمبدئي، الداعي الى قيام عملية سياسية شاملة وحماية المكوّنات والتنوّع الاجتماعي والديني والوطني في سوريا، وحماية المقدّسات وأماكن العبادة، لكل المجموعات السكّانية التي يتشكل منها الشعب السوري الشقيق، واحترام حقوق الإنسان خصوصا بعد الأحداث التي حصلت مع الطائفة العلوية هناك”.

وبالتزامن مع اللقاء، جرى تداول وثائق تكشف أن الشرع كان معتقلا في العراق منذ الرابع عشر من أيار مايو 2005، بموجب مذكرة صادرة عن مجلس القضاء الأعلى، وقد تم تسجيله حينها باسم وهمي هو “أمجد مظفر حسين النعيمي” في دائرة الإصلاح بسجن التاجي.

يشار إلى أن السوداني، كشف مؤخرا، في ملتقى السليمانية، عن توجيه دعوة رسمية للشرع لحضور القمة العربية في بغداد، وأكد نصا “مرحب به في بغداد”، وذلك بعد الجدل حول دعوته طيلة الأشهر الماضية، الأمر الذي فجر موجة رفض عارمة بدأت من البرلمان وصولا إلى القيادات والأحزاب السياسية.

واستمر السجال في العراق حول مشاركة الشرع في القمة العربية المقرر إجراؤها في 17 من أيار مايو المقبل بالعاصمة بغداد، وسط تحشيد إطاري لمنع استقبال الشرع في بغداد، فبعد جمع تواقيع برلمانية لمنع حضور الشرع للقمة، كشفت النائب ابتسام الهلالي، عن تحركات داخل مجلس النواب لجمع تواقيع تهدف إلى استضافة رئيس مجلس الوزراء خلال جلسة البرلمان المقبلة، وذلك على خلفية دعوته للشرع لحضور القمة العربية.

وكشف المحلل السياسي والمقرب من الإطار التنسيقي حيدر البرزنجي، في 23 نيسان أبريل الجاري، عن معاتبة الإطار لرئيس الوزراء محمد السوداني لعدم إبلاغهم بزيارة الدوحة ولقاء اللرئيس السوري أحمد الشرع.

ويشهد الإطار التنسيقي، خلال الفترة الماضية، خلافات واضحة بشأن مسألة توجيه دعوة إلى رئيس النظام السوري أحمد الشرع للمشاركة في القمة العربية المرتقبة في العاصمة بغداد، يأتي ذلك بالتزامن مع الاستعدادات الجارية لعقد القمة العربية المقبلة في بغداد والتي من المتوقع أن تشكل محطة أساسية في بلورة توازنات المنطقة خلال المرحلة القادمة، فيما تبقى مسألة دعوة الشرع رهينة التوازنات السياسية الحساسة حيث يرى بعض الأطراف في هذه الخطوة فرصة لبناء تفاهمات إقليمية في حين يعتبرها آخرون مغامرة دبلوماسية قد تجر البلاد إلى مزيد من التعقيد.

وأعلن حزب الدعوة الإسلامية، في 20 نيسان أبريل الجاري ، رفضه “غير المباشر” لزيارة الشرع، الى بغداد للمشاركة في القمة العربية، مشددا على ضرورة التأكد من خلو السجل القضائي العراقي والدولي من كونه مطلوبا، فيما لوح الأمين العام لعصائب أهل الحق قيس الخزعلي، بالقبض على الشرع فور وصوله إلى بغداد.

وخلال الشهر الماضي، زار وزير خارجية سوريا، أسعد الشيباني بغداد، والتقى الرئاسات الثلاث، بما فيها السوداني، واعتبرت الخطوة تمهيدا لزيارة الشرع، وجاءت بعد لقاءات عديدة عقدها وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين مع الشيباني في عواصم إقليمية.

ولا يستبعد مراقبون للشأن السياسي حضور الشرع في قمة بغداد المرتقبة، وذلك لان الدعوة الرسمية توجهت له حسب البروتوكولات المعمول بها في الجامعة العربية، وبغداد ودمشق ستتفقان في النهاية على طبيعة المشاركة السورية في القمة المقرر إجراؤها في آيار مايو المقبل.

كما يرى البعض أن مشاركة سوريا في القمة العربية يمكن أن تساهم في تعزيز الحوار العربي وإيجاد حلول للأزمات الإقليمية، حيث يعتبرون أن استمرار الحوار والتنسيق بين العراق وسوريا يمثل نموذجا للتعاون الإقليمي في مواجهة التحديات المشتركة.

إقرأ أيضا