صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

بعد ضبطه بـ«وضع مخل».. أستاذ بجامعة تكريت يقتل موظف أمن دهسا

يمر التعليم الجامعي في العراق بأزمة في منظومته القيمية والأخلاقية، بعد ظهور حالات وصفت بـ”المنحطة” و”المخلة”، أبطالها أساتذة وتدريسيون، أصبحت صورهم وأخبارهم على جميع الألسن والهواتف، في صورة مغايرة تماما للمستوى الأخلاقي والأكاديمي الذي كانت عليه.

ففي حادثة هزت مدينة تكريت في محافظة صلاح الدين، اليوم الخميس، إثر مقتل أحد منتسبي أمن جامعة تكريت، على يد أستاذ جامعي خلال محاولة عنصر الامن الإطاحة بـ”ممارسات غير أخلاقية” للأستاذ داخل عجلته مستغلا طالبة كانت بجانبه.

وقال مصدر مطلع لـ”العالم الجديد”، إن “الشاب مصطفى الجميلي أحد منتسبي الأمن في جامعة تكريت بعد ورود معلومات عن سيارة مظللة مشبوهة توجه إليها وطالب سائقها بفتح زجاج السيارة”، مشيرا إلى أن “صاحب السيارة امتنع عن فتح زجاج السيارة وهرب مسرعا مما تسبب بدهس الشاب مصطفى الذي وافته المنية”.

وأوضح أن “السيارة كان يقتادها الاستاذ في كلية التربية الرياضية في جامعة تكريت عمر فلاح عبد الجبوري وبجنبه إحدى الطالبات التي يحاول أن يبتزها بعلاقة غير أخلاقية”، مشيرا إلى أن “هذا الدكتور لديه سوابق في ابتزاز الطالبات”.

وأكد المصدر، أن “السيارة الجاني كانت تحتوي على كاميرات سرية تقوم بتصوير ضحاياه من الفتيات، لكنه بعد الحادث أقدم على ابتلاع الرام الخاص بالتصوير”.

وتصل عقوبة التحرش أو الابتزاز أو أي نوع من السلوك غير المهني من قبل الموظف أو الأستاذ الجامعي، الى الفصل وفق أحكام قانون انضباط موظفي الدولة المرقم 14/ 1991.

إلى ذلك، حصلت “العالم الجديد”، على صورة للأشعة السينية للمتوفي، تظهر حدوث شرخ كبير في الجمجمة بعد تعرضه للدهس من قبل أحد الأساتذة.

وشيع العشرات من الأفراد من ذوي وأصحاب موظف امن جامعة تكريت الشاب مصطفى الجميلي، الذي فارق الحياة اليوم الخميس بعد أيام من فقدانه الوعي إثر دهسه من قبل أستاذ في جامعة تكريت، بعد ان حاول الضحية ضبطه بـ”وضع مخل”.

من جهة أخرى، انتقد ناشطون على مواقع التواصل الإجتماعي، حال الجامعات العراقية وما وصل له من انحطاط اخلاقي، مؤكدين أن التخصص الذي لم يدرّس في الجامعات هو”الأخلاق”.

https://twitter.com/falc313/status/1910291056505012510

وتكررت خلال الأشهر الماضية، حوادث الانحطاط الأخلاقي للتدريسيين في الجامعات العراقية، حيث تم اعتقال رئيس قسم علوم الحاسوب في جامعة سومر بمحافظة ذي قار، في آيار مايو 2024، بتهمة ابتزاز الطالبات “جنسياً” مقابل النجاح”.

https://twitter.com/marwa2077/status/1910301367870062965

وكانت محكمة استئناف البصرة، اصدرت في 19 آيار مايو 2024، حكماً يقضي بسجن عميد كلية الحاسوب في جامعة البصرة عماد الشاوي، لمدة 15 سنة، استنادا لأحكام المادة 393/ أ وج من قانون العقوبات واستدلالا بأحكام المادة 132/ 1 منه.

https://twitter.com/mn_Iraq23/status/1910293522365755627

يشار إلى أن العميد الشاوي كان يعد الطالبات بالدرجات التحصيلية مقابل “أمور غير أخلاقية”، وأنه بدأ في ابتزاز الطالبات بمقاطع الفيديو، وتطور الأمر للحصول على المال وابتزازهن، واغتصابهن داخل الحرم الجامعي، بحسب مصادر من داخل الجامعة.

وأثار تسريب المشاهد الفاضحة للعميد الشاوي، جدلا واسعا داخل الأوساط السياسية والشعبية، حيث انتقد ناشطون على مواقع التواصل الإجتماعي، في 20 آذار مارس 2024، الانحطاط الأخلاقي الذي وصل إليه حال التعليم في العراق، مؤكدين أن تجار المال والسياسيين وراء انتشار مثل هكذا افعال مخلة بالآداب، مطالبين بحرم التدريسي وسحب لقبه العلمي وعدم قبوله باي مكان مهما كانت المبررات والدوافع.

يذكر أن العديد من الحالات المشابهة رصدت في عدة جامعات عراقية، إذ يقوم أساتذة جامعيون بالتحرش بطالباتهم وابتزازهن، مقابل النجاح.

وشهد النظام التعليمي في العراق بعد 2003 تحولات كبيرة، حيث خاضت مستوياته، تجارب لا تقل مرارتها عن مفاصل حياة العراقيين الأخرى، وبعد 21 سنة على تلك اللحظة، ما يزال التعليم في البلاد يعاني مشكلات هيكلية، مثل نقص التمويل والموارد، ونقص الكوادر التعليمية المؤهلة والمدربة، ونقص البنية التحتية الملائمة، ما يبقيه خارج تصنيفات التعليم العالمية الرصينة، وخارج مؤشرات الجودة.

وكانت “العالم الجديد” سلطت الضوء في تقرير سابق، عن تحرش الأساتذة بالطالبات والتمييز الذي يحصل بين الإناث والذكور، والأسباب التي دفعتهن إلى الصمت على مثل هكذا اعمال مشينة.

إقرأ أيضا