مع غياب التوافق والجمود الذي يُخيم على مشهد السياسي في كركوك، اثر عدم تمكن أي طرف سياسي أو مكون من تسمية محافظ جديد لها، منذ حوالي ستة أشهر، بات تشكيل الحكومة المحلية في المحافظة أشبه بـ”عقدة” تأبى أن تحل.
فبعد ذهاب المؤشرات نحو تدوير منصب المحافظ بين قوى كركوك والخلاف حول من سيبدأ أولا بتولي المنصب، أكد مسؤول الجبهة التركمانية في كركوك، قحطان الونداوي، اليوم الخميس، أن جميع أطراف تنتظر الحل من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لإنهاء الأزمة.
وكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، رعى اجتماعين للقوى السياسية الفائزة في انتخابات مجلس محافظة كركوك، وأعلن عن “اتفاق مبادئ” للمضي بتشكيل الحكومة المحلية في المحافظة، إلا أنه لم يتم التوصل إلى نتيجة حتى الآن.
ويصرّ العرب والكرد على الظفر بمنصب المحافظ، في مقابل مطالبة التركمان (المكون الأقل عدداً) بصيغة للحكم التداولي على المنصب، موزعة على جميع الأطراف.
إذ قال الونداوي في تصريح تابعته “العالم الجديد”، إن “التركمان وباقي مكونات المحافظة السياسية، تنتظر رأي السوداني لانهاء أزمة تشكيل الحكومة المحلية للمحافظة”.
وأضاف ان “هناك لقاءات واجتماعات بين الكتل السياسية في كركوك، الا انها لم تفضي الى شي، لان هذه الكتل لا ترغب بتجاوز السوداني الذي يحمل امل التوصل الى حل للازمة”.
وكشف عن وجود ” شبه اتفاق بين الكتل بضرورة إيجاد الحلول فيما بينها في حال أغلقت أبواب الخروج من الازمة”، مستبعدا إعادة الانتخابات المحلية في كركوك، بالقول:” إن طريق الحلول اقرب من إعادة الانتخابات”.
وكانت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات قد أعلنت في 28 كانون الأول ديسمبر 2023، النتائج النهائية لانتخابات مجلس محافظة كركوك، حيث حصل تحالف كركوك قوتنا وإرادتنا على 157 ألفا و649 صوتا وحصل على خمسة مقاعد، والتحالف العربي في كركوك على 102 ألفا و558 صوتا بثلاثة مقاعد، وجبهة تركمان العراق الموحد على 75 ألفا و169 صوتا بمقعدين، وتحالف القيادة على 61 ألفا و612 صوتا بمقعدين، والحزب الديمقراطي الكردستاني على 52 ألفا و278 صوتا بمقعدين، وتحالف العروبة على 47 ألفا و919 صوتا بمقعد واحد، ويبلغ العدد الكلي لمقاعد مجلس المحافظة 16 مقعدا، 11 منها للرجال، وأربعة للنساء، ومقعدا واحدا لكوتا المكونات.
وكان محافظ كركوك بالوكالة، راكان سعيد الجبوري، قد دعا في 30 كانون الثاني يناير الماضي، الفائزين بعضوية مجلس المحافظة لعقد أول اجتماع للمجلس في الأول من شباط فبراير الماضي لاختيار رئيس مجلس المحافظة ونائبيه، وانتخاب المحافظ ونائبيه، إلا أن الخلافات حالت دون حسم انتخاب المحافظ حيث تطالب الكتل الكردية بالمنصب، كما أن العرب أيضا يريدون الاستمرار بإدارة المحافظة، وكذلك التركمان يطمحون للفوز بالمنصب.
ووفقا لقانون انتخابات مجالس المحافظات الذي ينص على وجوب انعقاد أول جلسة خلال 15 يوما من تاريخ المصادقة على النتائج النهائية للانتخابات، كما يأتي بعد يوم واحد من تأدية أعضاء المجلس اليمين القانونية أمام القاضي، ويترأس الجلسة الأولى لمجلس المحافظة أكبر أعضاء المجلس سنا، وهي بروين فاتح من كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني.
وفي الجلسة الأولى لمجلس المحافظة يجب انتخاب رئيس المجلس ونائبه وذلك بأغلبية أصوات المجلس (50+1)، أي أن الفائز يجب أن يحصل على تسعة أصوات من أعضاء مجلس محافظة كركوك، لكن لا توجد فقرة قانونية توضح المدة التي يمكن للمجلس ترك جلسته مفتوحة في حال لم يتم حسم المنصبين في الجلسة الأولى.
يذكر أن محافظة كركوك، أجرت أول انتخابات عام 2005، وفي 18 كانون الأول يناير 2023 شهدت إجراء انتخابات مجالس المحافظات، ونال الكورد فيها سبعة مقاعد، وانضمت إليهم كتلة بابليون التي فازت بمقعد الكوتا، ليصبح مجموع المقاعد ثمانية، وفي المقابل نال العرب ستة مقاعد، فيما حصل التركمان على مقعدين.