يبدو أن الجهود الحكومية للحد من النزاعات العشائرية جنوب البلاد لم تفلح حتى اللحظة، حيث شهدت محافظة ذي قار منذ يومين نزاعا عشائريا حادا بين عشيرتي آل عمر، والرميض في قضاء الإصلاح شرقي المحافظة، اسفر عن مقتل مدير شعبة مكافحة واستخبارات ذي قار العميد عزيز فيصل الشامي.
النزاع العشائري بقضاء الإصلاح تطور، اليوم الاثنين، إلى اشتباك بين القوات الأمنية وأحد طرفيّ النزاع، فيما قرر المحافظ مرتضى الإبراهيمي رفع دعوى قضائية على العشيرتين.
اذ قال مصدر مطلع، إن “أفراداً من إحدى العشيرتين اشتبكوا مع قوات الشرطة الاتحادية أثناء قيامها بعمليات التفتيش، وأسفر الاشتباك عن إصابة اثنين من أبناء العشيرة بجروح”.
وأضاف أن “قوات أمنية مشتركة من محافظات المثنى وميسان وبغداد، إضافة لقوات ذي قار، نفذت فجر اليوم عمليات اعتقال في قرى قضاء الإصلاح واعتقلت لغاية الآن 90 متهماً بينهم عناصر أمن شاركوا بالنزاع العشائري وصادرت المئات من قطع السلاح بحوزة الطرفين”.
إلى ذلك، ذكر بيان لمكتب المحافظ تلقته “العالم الجديد”، أن “محافظ ذي قار مرتضى عبود الإبراهيمي، وبعد انتهاء مراسم تشييع جثمان العميد عزيز شلال جهل الذي سقط ضحية للنزاع العشائري مساء يوم أمس الأحد، توجه إلى محكمة استئناف ذي قار والتقى رئيسها، وتم تدارس مختلف التطورات الأمنية في المحافظة”.
وقال الإبراهيمي، إن “القضاء والقانون هو الرادع لحفظ النظام الاجتماعي، وسيحال للقضاء كل من تثبت عليه جرائم جنائية ومن أي طرف كان، وستلاحق العدالة الصارمة كل من يعتدي أيّاً كان”.
من جانبه، أكد رئيس محكمة الاستئناف أن “القضاء ماضٍ بإجراءاته للوصول إلى الجناة ومحاكمتهم وفق القانون”، مشيراً إلى أن “الجهود لا تتوقف ولا تكلّ إلا بمحاكمة القتلة والمتسببين بالقتل وسفك الدماء”.
فيما قرر مجلس محافظة ذي قار عقد جلسة طارئة غداً في تمام الساعة الثانية عشر ظهراً بحضور المحافظ وقادة الأجهزة الأمنية لمناقشة الوضع الأمني الأخير في المحافظة.
وشهد قضاء الإصلاح شرقي محافظة ذي قار، أمس الأحد، جلسة صلح بين عشريتي آل عمر والرميض بناءً على أوامر المرجعية العليا في النجف، لكن عشيرة الرميض قامت بنقض الهدنة ونفي (علگ العباس) وشن هجوما عنيفا على قرية النواصر التابعة لعشيرة آل عمر، حيث ردت الأخيرة، بقوة على الهجوم الذي تعرضت له من قبل افراد عشيرة الرميض واصابت 4 افراد منهم بجروح.
ودخلت القوات الامنية بالموضوع، راح ضيحتها العميد عزيز الشامي مدير استخبارات ومكافحة ارهاب المحافظة برصاصة داخل إحدى قرى عشيرة الرميض بعدما دخلها عبر الطريق الحولي لغرض فرض السيطرة، مع قوته الامنية.
حيث وصلت قوات امنية كبيرة من الجيش إلى القضاء الإصلاح فرضت سيطرتها بالقوة على منطقة الحادث، حيث دخل الطرفين بهدنة عشائرية مدتها 10 أيام.
وفي 3 تشرين الأول 2023 أعلن زعيما عشيرتي آل عمر، والرميض، في محافظة ذي قار، الاستجابة لمبادرة المرجع الديني الأعلى علي السيستاني بالركون إلى الحل السلمي للنزاع المسلح الجاري بينهما منذ أشهر.