بعد موجة الغضب والتنديد في العراق..أمريكا ترفض أي استهداف يطال السيستاني

يبدو أن موجة التنديد والاستنكار الغاضبة في العراق إثر إدراج صورة المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني ضمن قائمة أهداف الاحتلال الإسرائيلي إلى جانب شخصيات أخرى، قد دفعت أمريكا (الحليف الأكبر لإسرائيل) إلى توضيح موقفها بهذا الشأن.

إذ أعلنت السفارة الأمريكية في العراق، اليوم الخميس، رفضها أي إستهداف للمرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني، مبينة أن السيد السيستاني يمثل صوتاً حاسماً ومؤثراً في تعزيز منطقة أكثر سلاماً.

وكانت القناة 14 الإسرائيلية قد تناولت صوراً لشخصيات قالت إن حكومة بنيامين نتنياهو أدرجتها على قائمة الاغتيالات، من بينها المرجع الديني علي السيستاني، والمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، وقائد فيلق القدس إسماعيل قاآني، ونائب الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم، وزعيم جماعة الحوثيين في اليمن عبد الملك الحوثي.

وذكرت السفارة في بيان اطلعت عليه “العالم الجديد”، أن “الولايات المتحدة ترفض أي استهداف لسماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني”، مبينة أن “السيد السيستاني قامة دينية بارزة تحظى باحترام كبير في المجتمع الدولي”.

وأضافت أن “الولايات المتحدة ترى أن سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني، يمثل صوتاً حاسماً ومؤثراً في تعزيز منطقة أكثر سلاماً”.

من جانب آخر،  قال رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني خلال لقائه عضو لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأميركي، سيث مولتن، وسفيرة الولايات المتحدة الأمريكية لدى العراق ألينا رومانسكي، اليوم الخميس، إن اسرائيل “قد تمادت في تجاوزاتها من خلال الإساءة للرموز والشخصيات الاعتبارية، ومنها تجاوز الإعلام الاسرائيلي على شخص المرجع الأعلى السيد السيستاني”.

واعتبر السوداني، بحسب بيان لمكتبه تلقته “العالم الجديد”، أن ذلك يمثل “إساءة لمشاعر المسلمين حول العالم”.

ولم يعلق الجيش الإسرائيلي، حتى كتابة الخبر على القائمة التي نشرتها القناة 14.

وقوبل ما روّجه الإعلام الإسرائيلي، خلال الساعات الماضية بموجة غضب وتنديد واسعة في العراق، إذ نددت الحكومة العراقية، أمس الأربعاء، بوضع إسرائيل صورة السيستاني ضمن قائمة الشخصيات التي تقع ضمن أهداف إسرائيل، مشيرة إلى أن سلوك إسرائيل يؤكد أنها “ليست سوى جماعة إجرامية”،  محذرة من خطورة هذه المحاولات المستندة إلى خلفية فكرية عنصرية، والاستهتار بمقدّسات الشعوب، ما يشجع على توسيع دائرة العدوان ويعرض الأمن والسلم الدوليين إلى تهديد حقيقي.

وأكد رئيس مجلس النواب بالنيابة محسن المندلاوي، أن الكيان الصهيوني يشنّ حملةً إعلامية شعواء تُواكب الحملة العسكرية العدوانية ضد المراجع الدينية، فيما حذر من المساس بمقام مرجعية السيد علي السيستاني

فيما قالت رئاسة الجمهورية العراقية، إن “التعدي السافر الذي طال المرجعية الدينية في العراق والعالم سيؤدي الى توسيع دائرة الخطر والعنف وسيعرض المنطقة الى مزيد من الاقتتال”، داعية المجتمع الدولي إلى “التحرك الفاعل وإبداء مواقف عاجلة في رفض أي دعوات للكراهية بين الشعوب”.

كما حذرت كتائب “سيد الشهداء” احدى ابرز الفصائل العراقية المسلحة، أمس الأربعاء، إسرائيل من حرب طويلة لا تزول إلا بزوالها، معتبرة إستهداف السيد السيستاني “محاولة للضغط على الداخل العراقي وتخويف وتهويل حجم الرد”.

أما رئيس جماعة علماء العراق خالد الملا، فاعتبر أن تهديدات الاحتلال للسيستاني وشخصيات أخرى، تؤكد أن إسرائيل تعلن حرباً دينية علينا”، مبينا أن الاحتلال يحاول تحويل الحرب وكأنها موجهة إلى طائفة معينة وهو أمر لن ينجح فيه”.

وما زالت تتصاعد حدة الرفض في العراق والخارج لما أقدم عليه الاحتلال بوضع صورة السيستاني ضمن الأهداف، إذ أكدت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الخميس، أن وقاحة الصهاينة بتهديد المرجع الديني أية الله العظمى السيد علي السيستاني أدت لتنامي غضب المسلمين.

وحذر رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، في 6 أكتوبر تشرين الأول الجاري، من “حرب لا تبقي ولا تذر” في المنطقة، مؤكدا أنه لن يكون فيها رابح سوى منطق القتل والتخريب والدمار.

جاء ذلك بعد اعلان الجيش الإسرائيلي، مقتل جنديين اثنين وإصابة 24 في أعنف هجوم تشنه الفصائل العراقية منذ نحو عام.

وكشف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أن الجنديين القتيلين هما من “لواء جولاني/ الكتيبة الثالثة عشر”، لافتا إلى أن “طائرة بدون طيار انفجرت في قاعدة عسكرية شمال الجولان، أطلقت من العراق”.

يعد هذا الهجوم هو الأعنف من إجمالي أكثر من 180 هجوما تبنته الفصائل المسلحة العراقية على إسرائيل، منذ شهر تشرين الثاني نوفمبر من العام الماضي.

وعقب هجوم إيراني بمئات الصواريخ على إسرائيل ردا على اغتيال نصر الله، هددت “المقاومة العراقية”، باستهداف القواعد الأمريكية في حال تدخلت أمريكا ضد إيران أو استخدم “العدو الصهيوني” أجواء العراق لقصفها.

ومنذ أشهر، تشن فصائل عراقية هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل إسنادا للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، لكن التصعيد بدأ يشتد منذ دخول حزب الله اللبناني في القصف المتبادل مع إسرائيل حتى بلغ التصعيد ذروته باغتيال أمين عام الحزب اللبناني حسن نصر الله، إثر غارة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت الأسبوع الماضي.

وكانت صحيفة الشرق الأوسط نقلت، في 1 اكتوبر تشرين الأول الجاري، عن مصادر مطلعة، تحديد تل أبيب 35 هدفا داخل العراق يمكن ضربها في أي لحظة، وتشمل استهداف قيادات سياسية بارزة وزعماء فصائل على غرار ما حدث في لبنان، مشيرة في الوقت ذاته، إلى طلب رئيس الوزراء محمد السوداني من شخصيات شيعية بارزة التوسط لكبح جماح الفصائل وعدم زج العراق في الحرب بين لبنان وإسرائيل.

إقرأ أيضا