رغم مرور عشر سنوات على القضاء على ما يسمى بـ”تنظيم الدولة الإسلامية”، إلا أن فكر مقاتليه الإرهابي والوحشي مازال حاضرا، ليشمل البسطاء من أصحاب صيد الأسماك.
فبعد الهجوم الذي استهدف أمس صياد ونجله في بحيرة آمرلي، أعلن قائممقام قضاء آمرلي في صلاح الدين ميثم نوري، اليوم الثلاثاء، بحظر صيد الأسماك في بعض المناطق النائية بالقضاء.
إذ قال نوري في تصريح تابعته “العالم الجديد”، إن “داعش الإرهابي يقف وراء هجوم استهدف صياد وابنه يوم امس في منطقة حاوي اللبن في بحيرة امرلي ما أدى إلى استشهادهما على الفور”.
وأضاف أن “الاجهزة الامنية شددت من إجراءاتها”، لافتا إلى أنه “تم حظر الصيد في المناطق النائية البعيدة عن المرابطات الامنية وتم ابلاغ الصيادين بضرورة الالتزام بالتعليمات”.
وأشار إلى أن “فلول داعش تستهدف البسطاء في دلالة على تفكيرها الاجرامي”، مؤكدا بأن “الاجهزة الامنية مستمرة في متابعة فلول التنظيم وستنال من الإرهابيين”.
وكان صياداً ونجله يقومان، أمس الاثنين بصيد الأسماك في قارب متواضع ضمن منطقة حاوي اللبن في تلال حمرين ضمن بحيرة آمرلي التي هي امتداد لسد العظيم قبل ان يتفاجأ بهجوم من قبل مفرزة داعشية ما أدى إلى استشهادهما.
ويعد الطريق الرابط بين تكريت وطوز خورماتو عبارة عن سلسلة جبلية تلول عالية مع مواقع مائية تسمى بالحاوي ومجملها يطلق عليها وادي الزركة المائي الذي يرتبط بقضاء داقوق من جهة الغرب بامتداد وادي الشاي المرعب جنوب كركوك.
يشار إلى أن خبير العسكري والأمني جليل خلف، أكد في تقرير سابق لـ”العالم الجديد”، أن “هذه الخروق تحدث بسبب الحواضن التي يتملكها داعش، على الرغم من أن التنظيم لم يعد يمثل ذلك الخطر الكبير في العراق، حتى وإن نفذ عمليات منفردة هنا وهناك، فقد قام التنظيم بتغيير أسلوبه في العراق بعد 2017، إذ أصبح ينفذ هجمات بواسطة عناصر قليلة تتراوح من 3 إلى 10، منتقيا الأماكن الرخوة التي لا توجد فيها رقابة أمنية مشددة، ومستخدما أسلوب: اضرب واهرب، ليوصل رسائل بأنه موجود”.
الجدير بالذكر، أن مراقبين امنيين اكدوا في وقت سابق، استمرار تحركات تنظيم داعش في مناطق كركوك، وتكريت، والرمادي، وديالى، ومخمور، وطوز خورماتو، وداقوق، والثرثار، ومرتفعات جبل حمرين، وما يزال التنظيم نشطاً في العراق فهو ينفّذ هجماته عبر مجموعات وأفراد وإن كان غالبية مسلحيه ينحدرون من دول مجاورة.
وكان القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني شدد في الثالث من شباط فبراير الماضي على “ضرورة أخذ الحيطة والحذر، والاستنفار والاستعداد؛ لأن الإرهاب يستغل الأوضاع السياسية الداخلية والخارجية، وسيحاول التعرض والقيام بنشاطات إرهابية واجب التصدي لها بقوة” مؤكداً أن “مسؤوليتنا كبيرة في الحفاظ على الأداء، وتضييع الفرصة على فلول داعش”.
وفي العام الجاري، تمكنت القوات العراقية من قتل عشرات من عناصر “داعش” وتدمير مئات الأوكار والمخابئ والأنفاق التابعة للتنظيم في مناطق متعددة ورغم أن التنظيم يعاني من تراجع مستمر، إلا أنه لا يزال يشكل تهديدًا حقيقيًا.
وتستند هذه الهجمات إلى تكتيكات متجددة وغير تقليدية، حيث يستغل أعضاء “داعش” الظروف المناخية والتضاريس الوعرة في المناطق النائية، حيث يعتمدون على التخفي واستخدام رعاة الأغنام والتنقل على شكل مفارز صغيرة لتنفيذ عملياتهم الإرهابية، بحسب مختصين.