تسعى دائرة المتاحف العامة في هيئة الآثار والتراث، لتحويل ملجأ العامرية في بغداد، إلى متحف يؤرخ للمجزرة التي راح ضحيتها أكثر من 400 مدني خلال قصف أمريكي في العام 1991.
وقالت مدير عام الدائرة، لمى ياس الدوري، في بيان تلقته “العالم الجديد”، إن “وفدا من وزارة الثقافة ودائرة المتاحف العامة، يضم ملاكات هندسية، زار الموقع واطّلع على أعمال التأهيل الجارية”.
وأوضحت الدوري، أن “الهدف من المشروع هو تحويل الملجأ إلى معلم تذكاري ومتحف يوثق هذا الحدث الأليم، ويخلّد ذكرى الضحايا، ويُسهم في الحفاظ على الذاكرة التاريخية للعراقيين”.
يذكر أن مقاتلتين أمريكيتين قصفتا فجر 13 شباط فبراير 1991، أحد الملاجئ بحي العامرية وسط العاصمة بغداد، في إطار عملية عاصفة الصحراء التي شنّها تحالف دولي لإخراج القوات العراقية من الكويت، وذلك عبر قنبلتين ذكيّتين صُنعتا خصيصا لضرب الملجأ الخرساني رقم 25، إذ اخترقت أولاهما السقف المحصّن، في حين وصلت الثانية إلى داخله فأوقعتا معا نحو 408 قتلى، بينهم 261 امرأة، و52 طفلا، أصغرهم لم يتجاوز عمره 7 أيام، فضلا عن 26 مقيما عربيا.
يشار إلى أن الملجأ شُيّد مع مجموعة ملاجئ أخرى على يد شركات غربية إبان الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988)، على أمل أن يكون مقاوما في تصميمه، وهو مجهّز للتحصن ضد الضربات الكتلوية؛ أي الضربات بالأسلحة غير التقليدية الكيميائية، أو الجرثومية، ومحكم ضد الإشعاع الذري والنووي والتلوث الجوي بهذه الإشعاعات، ويتّسع لـ1500 شخص، يمكن أن يلجؤوا إلى داخله أياما، دون الحاجة إلى العالم الخارجي، فهو مجهز بالماء والغذاء والكهرباء والهواء النقي غير الملوث.