مع تصاعد الأحداث في سوريا، تعتزم العاصمة بغداد، عقد إجتماعا مهما يوم غد الجمعة، يضم وزراء خارجية كل من إيران وسوريا لبحث التطورات الأحداث الأخيرة، في حين شدد زعيم التيار الوطني، مقتدى الصدر، على ضرورة عدم تدخل العراق حكومة وشعباً وكل الجهات في الشأن السوري.
إذ ذكرت وسائل إعلام محلية وعربية، أن “وزير الخارجية السوري بسام الصباغ يرافق وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في زيارة لبغداد الجمعة، وسيتم عقد أول قمة ثلاثية إقليمية، بشأن تطورات الأحداث في سوريا”.
إلى ذلك، شدد زعيم التيار الوطني ، مقتدى الصدر، اليوم الخميس، على ضرورة عدم تدخل العراق حكومة وشعباً وكل الجهات في الشأن السوري.
وقال الصدر في تغريدة، على حسابه في منصة (إكس): “نراقب الوضع في الجارة العزيزة سوريا بدقة، ولا نملك لشعبها الحر الأبي بكل طوائفه إلا الدعاء عسى الله أن يدفع عنهم البلاء والإرهاب والتشدّد والظلم والظلام والطائفية والتدخلات الخارجية”.
وأضاف “نحن ما زلنا على موقفنا من عدم التدخل بالشأن السوري، وعدم الوقوف ضد قرارات الشعب فهو المعني الوحيد بتقرير مصيره، آملاً من الجميع أن لا ينجر خلف مخططات الثالوث المشؤوم إمريكا وبريطانيا وإسرائيل ومن لف لفها لتدمير الدين ووحدة الصف وبث الفرقة”.
وشدد الصدر “كما ويجب الإلماع إلى ضرورة عدم تدخل العراق حكومة وشعباً وكل الجهات والمليشيات والقوات الأمنية في الشأن السوري كما كان ديدن بعضهم في ما سبق، بل ويجب على الحكومة منعهم من ذلك ومعاقبة كل من يخرق الأمن السلمي والعقائدي في عراقنا الحبيب”.
وكان زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني، قد وجه في وقت سابق من اليوم الخميس، كلمة نشرتها القيادة العامة للهيئة، تضمنت “رسالة طمأنة” إلى الحكومة العراقية، أكد فيها أن ما يجري في سورية لن يمتدّ إلى العراق، داعيا رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى عدم زج الحشد الشعبي في دائرة الصراع السوري، جاء ذلك بالتزامن مع سيطرة فصائل عملية “ردع العدوان” على مدينة حماة وسط سورية.
وكانت عدد من وسائل الإعلام تناقلت خبرا نقلا عن مصادر عراقية مطلعة، اليوم الخميس، بأن الرئيس السوري بشار الأسد طلب من السوداني دعماً لمواجهة قوات المعارضة السورية التي تواصل تقدمها”، مشيرة إلى أن الطلب جاء خلال اتصال هاتفي بين الأسد والسوداني، السبت الماضي.
وأضافت أن “الأسد أراد دعماً عسكرياً مباشراً من حكومة العراق، دون أن يُحدد نوع هذا الدعم، لكن الذي فُهم منه أنه يطلب سلاحاً نوعياً لوقف تقدم فصائل المعارضة.
وحضر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أمس الأربعاء، الى جلسة البرلمان لاستضافته بطلب منه للحديث عن عدد من الملفات، فيما كانت الجلسة سرية فيما يتعلق بالوضع الأمني والعسكري للبلاد، لاسيما مع تصاعد الأحداث في سوريا.
وعقد ائتلاف إدارة الدولة، أمس الأول الثلاثاء، اجتماعه الدوري، بحضور رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ورئيس مجلس النواب، محمود المشهداني.
وخُصص الاجتماع لبحث التطورات الأمنية في سوريا وانعكاساتها على الأمن القومي العراقي، بحسب البيان الصادر عن الاجتماع.
وعبّر الائتلاف عن دعمه وتأييده “لكل الجهود الحكومية الدبلوماسية والأمنية التي تقوم بها منذ بداية الأزمة”، داعياً إلى أن “تكون بغداد مقراً للحوارات المستمرة”.
وطمأن المجتمعون “جميع أبناء الشعب العراقي الحبيب بأن الاستعدادات كفيلة بأن تمنع أي خطر عن العراق. مؤكدين على أهمية توحيد الخطاب الوطني، وبذل مزيد من الجهود باتجاه الانفتاح على جميع الدول المعنية بالازمة، واتخاذ خطوات تحفظ أمن وسلامة الأراضي السورية من جهة، وتحفظ الأمن القومي العراقي من جهة اخرى، وذلك من خلال التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب في العراق وسوريا”.
وأعلن المجتمعون عن “مبادرة عراقية لدعوة دول الجوار، والدول المعنية بالأزمة السورية الى اجتماع عاجل في بغداد”.
يشار إلى أن فصائل المعارضة السورية باتت الآن تسيطر على كامل أحياء حلب، ثاني أكبر المدن السورية، بينما تواصل عملياتها على أطراف مدينة حماة من الجهة الشمالية.
ودعت كتائب حزب الله العراقية، أمس الأول الثلاثاء، الحكومة العراقية إلى إرسال قوات عسكرية رسمية إلى سوريا، رغم مساعي الحكومة العراقية بدفع العراق خارج دائرة الخطر.
ورفع العراق حالة التأهب العسكري، ونشر تعزيزات عسكرية شملت 3 ألوية من الجيش ولواءين من قوات الحشد الشعبي على طول الحدود مع سوريا.
وتعززت الحدود التي تمتد لأكثر من 620 كم، بخطوط دفاعية متلاحقة، شملت موانع تعتمد على أسلاك منفاخية وشائكة وسياج بي آر سي وجدار كونكريتي وخنادق، فضلاً عن العناصر البشرية وكاميرات حرارية، لرصد وصد أي هجمات أو تسلل حدودي.
وسبق أن نفى رئيس هيئة الحشد فالح الفياض، في 2 ديسمبر كانون الأول الجاري ، بشكل قاطع دخول الحشد إلى سوريا، مؤكدا أن الحشد لا يعمل خارج العراق.
وقال الفياض، إن “توجيهات القائد العام للقوات المسلحة العراقية، محمد شياع السوداني، تضمنت زيادة التواجد وتعزيز القطعات على الجبهات”، موضحا أن “ما يحصل في سوريا له انعكاسات مباشرة على الأمن القومي العراقي”.
وخلال الأيام الماضية نجحت جماعات مسلحة تسمي نفسها المعارضة السورية، عبر هجوم مباغت، في اجتياح مدينة حلب والسيطرة الفعلية على أجزاء واسعة منها، وسط انسحاب قوات الجيش السوري من الكثير من المواقع داخل المدينة، وامتدت المواجهات العسكرية من مدينة حلب وريفها إلى محورين آخرين، الأول من الجهة الشرقية لمدينة حلب، والآخر ينطلق من ريف محافظة إدلب باتجاه أطراف حماة.
وذكرت هذه القوات إن الهجوم الأخير جاء “ردا على الضربات المتزايدة التي شنتها القوات الجوية الروسية والسورية في الأسابيع القليلة الماضية ضد المدنيين في مناطق بإدلب وأيضا لاستباق أي هجمات من الجيش السوري”.
وبدأ الهجوم خلال مرحلة حرجة يمر بها الشرق الأوسط مع سريان وقف إطلاق نار هش في لبنان بين إسرائيل وحزب الله اللبناني الذي يقاتل منذ سنوات إلى جانب قوات النظام في سوريا، كما شهد ردود أفعال إقليمية مختلفة.