صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

بغداد وأنقرة توقعان 10 مذكرات تفاهم وتجددان موقفيهما بشأن «حزب العمال» و«طريق التنمية»

بدأ رئيس الوزراء، محمد السوداني، خلال زيارته الرسمية إلى العاصمة التركية أنقرة، ولقائه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اجتماعا ثنائيا جددا فيه موقف العراق وتركيا تجاه حزب العمال الكردستاني، وطريق التنمية، فيما رعيا توقيع 10 مذكرات تفاهم بين البلدين.

وقال السوداني، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تابعته “العالم الجديد”، “إننا أكدنا موقفنا الواضح تجاه حزب العمال الكردستاني، كجماعة محظورة، ونرحب بعملية نزع سلاح الحزب، ولن نسمح باستخدام أراضينا للاعتداء على دول الجوار”.

وأضاف أن “العلاقة العراقية التركية تقوم على ركائز أساسية، أهمها ما يتعلق بالبعد الأمني، وتحديات الإرهاب، وهو عدو مشترك للبلدين، وأكدنا موقفنا الثابت تجاه الأمن كوحدة واحدة متكاملة في أمن العراق وأمن تركيا”، مشددا على أنه “أهمية التنسيق والتعاون في المجال الأمني وتبادل المعلومات، بما يحفظ السيادة الوطنية العراقية ضمن إطار القوانين الدولية”.

وتابع رئيس الوزراء، “ناقشتُ في أنقرة البعد الأمني، حيث إن علاقتنا مع تركيا علاقة جوار، وروابط الجوار باقية مهما تغيرت الظروف”.

وبين “بحثنا وراجعنا مشروع طريق التنمية، ونحن بصدد إنشاء هيئة لهذا المشروع”، مردفا “أبدينا استعدادنا لإقامة مصانع تركية في العراق، بالشراكة مع القطاع الخاص العراقي من خلال المدن الصناعية”.

وأكد السوداني أن “زيارتي لتركيا شملت حوارات جادة، ووقعنا مذكرات تفاهم في مجالات مختلفة، ويجب أن يكون هناك تفاهم عادل في ملف المياه”.

وأشار إلى أن “الحكومة العراقية تنظر لسوريا كجزء من الأمن القومي العراقي، لذلك أكدنا للرئيس السوري جديتنا في مواجهة داعش، وندعو لعملية سياسية شاملة في سوريا والمحافظة على حقوق الأقليات”.

إلى ذلك، قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، خلال المؤتمر الصحفي، إنه “سنواصل تعزيز التعاون مع العراق، وعلاقاتنا مع بغداد شهدت زخما كبيرا بعد زيارتي لها العام الماضي”.

وأكد عزم بلاده على “مواصلة مكافحة الإرهاب”، مبينا أن “حجم التبادل التجاري مع العراق بلغ 18 مليار دولار خلال العام الماضي”.

وعبر أردوغان عن أمله بـ”توسيع التعاون مع العراق بشأن قطاع الكهرباء”، مؤكدا “نريد المُضي قُدما وبسرعة في مواضيع تتعلق باستئناف ضخ البترول عبر خط أنابيب النفط العراقي التركي”.

من جانب آخر، قال أردوغان “نرحب بدور العراق في استقرار المنطقة، وهذا بفضل حكمة رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني”، منبها إلى أن “العراق يتعامل مع سوريا على نحو يسهم في استقرار المنطقة”.

ولفت إلى أن “مشروع طريق التنمية، سيساهم بشكل كبير في استقرار وازدهار العراق وكذلك منطقتنا بأكملها، وأدعو الدول المهتمة بطريق التنمية لتكون جزءا من هذا المشروع الاستراتيجي، الذي تناولنا خلال لقائنا الخطوات اللازمة لتنفيذه”.

وفي السياق ذاته، رعى السوداني وأردوغان، مراسم توقيع 10 مذكرات تفاهم بين العراق وتركيا في عدة مجالات استراتيجية، وذلك في إطار تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين.

وتتضمن المذكرات التي تم توقيعها، بحسب بيان صدر عن مكتب السوداني، تلقته “العالم الجديد”، “مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجالات الصناعات الدفاعية وتبادل الخبرات، مذكرة تفاهم في مجال إجراءات التشغيل القياسية للعودة الطوعية للمواطنين العراقيين من تركيا، مشروع مذكرة تفاهم للتعاون في المجالات العدلية، مذكرة تفاهم خاصة بالتعاون في مجال مكافحة الاتجار غير المشروع بالمخدرات، بروتوكول تعاون بشأن افتتاح فرع للجامعات التركية في بغداد والبصرة، مذكرة تفاهم في مجال إدارة الطوارئ والكوارث، مذكرة تفاهم للتعاون في مجالات العلاقات العامة الرقمية، مذكرة تفاهم في مجال أنشطة القياس والمعايرة، مذكرتا تفاهم في مجال التعاون التدريبي لوزارة الداخلية”.

ووصل رئيس الوزراء، محمد السوداني، صباح اليوم الخميس، إلى العاصمة التركية أنقرة، في زيارة رسمية تستغرق يوما واحدا، هي الأولى خلال العام الحالي، والثالثة خلال العامين الماضيين، حيث من المقرر أن يبحث السوداني عدد من الملفات وتوقيع مذكرات تفاهم.

يشار إلى أن “العالم الجديد”، كشفت نقلا عن مصادر مطلعة، في 5 آيار مايو الجاري، عن زيارة رئيس الوزراء محمد السوداني، اليوم الخميس، إلى العاصمة التركية أنقرة، مبينة أن “الزيارة سوف تركز على توقيع مذكرات تفاهم بين البلدين”.

وكان السفير العراقي في تركيا، ماجد اللجماوي، قال في 2 نيسان أبريل الماضي، إننا “نترقب زيارة مهمة لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى تركيا، خلال الأيام المقبلة”، مؤكدا “أن المباحثات المرتقبة بين الجانبين ستركز على عدد من الملفات الاستراتيجية، أبرزها مشروع طريق التنمية الذي يعزز الترابط الاقتصادي ويؤسس لشراكة متينة بين العراق وتركيا، إضافة إلى ملفات الطاقة، والنقل، والتبادل التجاري”.

وأضاف السفير اللجماوي، أن “الزيارة تأتي في ظل تطورات إقليمية ودولية مهمة، ما يجعلها فرصة لتعزيز التعاون الأمني والاقتصادي”، مشددا على “حرص العراق على بناء علاقات متوازنة قائمة على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل”.

وكان وزير النقل التركي، عبد القادر أورال أوغلو، أعلن في حينها، أن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، سيزور تركيا خلال الأيام المقبلة، فيما سيزور الرئيس التركي رجب طيب اردوغان العراق خلال النصف الأول من العام الجاري، أي خلال شهرين”. 

وبحسب الوزير التركي، تأتي الزيارتان، لبحث عدة ملفات، على رأسها طريق التنمية الذي قال أوغلو إنه وصل إلى مراحل متقدمة.

بموازاة ذلك، دعت أوساط ومحافل وشخصيات سياسية عراقية إلى استثمار زيارة السوداني المرتقبة لتركيا، لتأكيد مواقف العراق الحازمة حيال مختلف القضايا، لا سيما الوجود العسكري التركي في شمال العراق، ووجوب إنهاء ذلك الوجود في أسرع وقت ممكن، واحترام سيادة واستقلال البلاد، وكذلك إلزام تركيا بإطلاق الحصص المائية المقررة للعراق من مياه نهري دجلة والفرات، في ضوء الاتفاقيات المبرمة بين الطرفين والمعاهدات الدولية المتعلقة بآليات وضوابط الدول المتشاطئة عليها في الإفادة من الأنهار الدولية.

إقرأ أيضا