صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

بغياب قادة الصف الأول.. حضور عراقي بارز في بيروت ورمزي في الكاظمية

وسط غياب قادة الصف الأول في العراق، شيعت العاصمة بيروت جثماني الأمينين العامين السابقين لحزب الله اللبناني حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، بالتزامن مع تشييع رمزي في مدينة الكاظمية وسط العاصمة بغداد.

وقال مراسل “العالم الجديد”، إن “حشود عراقية كبيرة توافدت منذ صباح اليوم الأحد، نحو جسر الأئمة الرابط بين منطقتي الأعظمية والكاظمية في بغداد، للمشاركة في التشييع المركزي الرمزي لأمين عام حزب الله اللبناني، حسن نصر الله.

وامتلأت الساحات والطرق بالمشيعين من مختلف الفئات العمرية، رجالا ونساء، حاملين صورا ضخمة لنصر الله إلى جانب أعلام حزب الله اللبناني، العلم اللبناني، وعلم الحشد الشعبي، وعلى طول الطريق المؤدي إلى مدينة الكاظمية، رفرفت الأعلام في سماء بغداد، في مشهد يعكس تضامنًا شعبيًا وتأييدًا قويًا للموقف السياسي الذي يجسد دعم العراق للبنان في محنتها.

وأعرب المشاركون في المسيرة بحسب مراسل “العالم الجديد”، عن ولائهم الكامل لنصر الله، مؤكدين على “الروابط القوية بين البلدين في مجالات السياسة والمقاومة”، و مشددين على “موقفهم الثابت تجاه القضايا التي تؤمن بها هذه الجماهير”.

وجاء ذلك، بالتزامن مع مراسم تشييعن صر الله وخليفته هاشم صفي الدين في بيروت بحضور شعبي ورسمي كبير، حيث بدأت المراسم في مدينة “كميل شمعون” الرياضية، بمشاركة وفود رسمية من إيران والعراق، إضافة إلى شخصيات سياسية ودينية من مختلف دول العالم.

وشارك وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، ممثلا عن الرئيس الإيراني للمشاركة في مراسم التشييع، كذلك رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف وعائلات عدد من الشخصيات الإيرانية البارزة، بما في ذلك عائلات الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية السابق حسين أمير عبد اللهيان، والقائد السابق لقوات “فيلق القدس”، قاسم سليماني.
بالإضافة إلى مستشار الرئيس الإيراني محسن رضائي، وشخصيات قضائية مع الوفد الرسمي الذي يضم ما يقارب 40 نائبا.

كما شارك وفد عراقي كبير ضم شخصيات سياسية ودينية و إعلامية في مراسم التشييع، إلا أنه خلا من قادة الصف الأول في العراق.

وسيواري نصر الله الثرى في مكان قريب أعد خصيصا لدفنه، حيث كان قد دفن بعد مقتله بصورة مؤقتة بجوار ابنه هادي الذي قتل وهو يقاتل في صفوف حزب الله عام 1997، ما سيتم دفن هاشم صفي الدين في مسقط رأسه بجنوب لبنان

وكانت مصادر مطلعة أفادت، يوم أمس، لـ”العالم الجديد”، أن “نحو 30 شخصية سياسية عراقية، تضم ممثلين عن قوى وتيارات شيعية وأخرى سنية، للمشاركة في مراسم التشييع التي ستُقام في الضاحية الجنوبية لبيروت”.

وأضافت أن “حتى هذه اللحظة، لا توجد معلومات مؤكدة حول مشاركة أي من قادة الصف الأول في الإطار التنسيقي أو رؤساء الأحزاب في التشييع”، مشيرة إلى أن “العديد من الشخصيات البارزة أرسلت من ينوب عنها لحضور المراسم، سواء كانوا قيادات سياسية على مستوى المحافظات أو مسؤولين ضمن الصف الثاني للأحزاب المعروفة”.

وأوضحت أن “هناك عدة أسباب تمنع القادة البارزين من المشاركة، أبرزها التعقيدات الأمنية وحساسية الأوضاع السياسية، ما قد يدفع إلى غياب أسماء مهمة عن المشهد، لكن تمثيلهم سيكون حاضرًا عبر شخصيات سياسية أخرى”.

واغتالت إسرائيل نصر الله في 27 أيلول سبتمبر 2024 بسلسلة غارات عنيفة استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، وبسلسلة غارات أخرى اغتالت صفي الدين في 3 أكتوبر تشرين الأول من العام نفسه.

وفي 27 تشرين الثاني نوفمبر2024، أنهى اتفاق لوقف إطلاق النار قصفا متبادلا بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله بدأ في 8 تشرين الأول أكتوبر 2023، وتحول إلى حرب واسعة في 23 أيلول سبتمبر 2024.

وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالا عن 4 آلاف و104 قتلى و16 ألفا و890 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص، وتم تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد تصعيد العدوان في 23 أيلول سبتمبر 2024.

إقرأ أيضا