عشية إعلانه ضم 4 أقاليم أوكرانية إلى الأراضي الروسية، وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على مرسوم يسهّل منح الأجانب الجنسية الروسية إذا انضموا إلى الجيش، بناء على النص الذي نشرته الحكومة أمس الجمعة.
وجاء في الوثيقة أنه “سيحق للأجانب المرور بعملية تسرّع طلبهم إذا خدموا في الجيش الروسي لمدة ستة أشهر على الأقل أو تعرّضوا لإصابة قبل مرور هذه المدة تجعل مواصلة القتال أمرا مستحيلا بالنسبة إليهم“.
وأوضح المرسوم الذي نشر في الجريدة الرسمية أن زوجات وأبناء وذوي الأجانب الذين يوقعون عقدا مع الجيش الروسي يمكنهم أيضا الاستفادة من هذه الآلية للحصول على الجنسية الروسية.
ويبدو أن هذا التدبير يتوجه خصوصا إلى المهاجرين المتحدرين من الجمهوريات السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى والذي يمارسون مهنا شاقة في المدن الروسية الكبرى مثل العاصمة موسكو.
وبعد إعلان تعبئة جزئية الأسبوع الفائت في روسيا بسبب الصعوبات العسكرية في أوكرانيا، دعت العديد من جمهوريات آسيا الوسطى مواطنيها إلى عدم المشاركة في الحرب.
وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أعلن أمس الجمعة، ضم 4 أقاليم أوكرانية إلى الأراضي الروسية، إثر الاستفتاءات الصورية التي جرت الأسبوع الماضي، وأثارت جدلا واسعا وردرو فعل غاضبة، في العالم.
وخلال كلمة له، أمام حضور غفير، وبرفقة مسؤولين عن تلك المناطف نصّبتهم موسكو، قال بوتين، ردا على ردود الفعل الدولية، إن “روسيا لا تسعى لاستعادة الاتحاد السوفييتي”.
وقال “الاتحاد السوفييتي انتهى، لا يمكننا إعادة الماضي، ولم تعد روسيا تحتاجه، لا نسعى لذلك”.
بوتين دعا في خطابه كييف إلى وقف فوري للعمليات العسكرية والعودة إلى طاولة المفاوضات” مشيرا إلى أن روسيا ستحمي المناطق المنضمة إليها حديثا بـ”استخدام كل الوسائل المتاحة”.
وكعادته، انتقد بوتين الغرب، وزعم أنه يسعى لإخضاع العالم لاستبداده بعد تفكك الاتحاد السوفييتي.
وقال “الأمر نابع من الأنانية بهدف المحافظة على قوتها (الدول الغربية) غير المحدودة، هذه هي الأسباب الحقيقية لهذه الحرب الهجينة التي يشنها الغرب ضدنا.. يريدون جعلنا مستعمرة”.
إلى ذلك، اتّهم الغرب بتدبير انفجارات خط نورد ستريم الذي يربط بين روسيا وأوروبا، والتي نجم عنها تسرب الغاز في عدة مواقع.
وقال إن “العقوبات لم تكف الغربيين، لذلك انتقلوا إلى التخريب.. عبر تدبير الانفجارات في خطوط أنابيب غاز نورد ستريم الدولية في قاع بحر البلطيق”.
واشنطن تتوعد
وفي أولى ردود الفعل حيال قرار بوتين تغيير الحدود بالقوة، قال مسؤول في في البيت الأبيض لقناة الحرة إن إدارة الرئيس جو بايدن سترد على إعلان بوتين بفرض عقوبات اقتصادية جديدة.
وكشف أيضا أن العقوبات ستشمل كذلك أي دولة تعترف بضم روسيا للأراضي الأوكرانية بغير وجه حق.
كما تعهّد قادة الاتحاد الأوروبي، الجمعة، بأنهم “لن يعترفوا إطلاقا” بضم روسيا غير القانوني، واتهموا الكرملين بتعريض الأمن العالمي للخطر.
وقال قادة الدول الـ27 في بيان “نرفض بحزم وندين بشكل قاطع ضم روسيا غير القانوني لمناطق دونيتسك ولوهانسك (لوغانسك) وزابوريجيا وخيرسون.
وبعد خطابه، وقّع بوتين على معاهدات ضم المناطق الأوكرانية الأربع، وهي لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريجيا، بمعية مسؤولين موالين له.
وبعد ذلك، شبك يديه بأيدي “زعماء” تلك المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الروسية، والذين عيّنتهم موسكو، على منصة بحضور شخصيات من النخبة في روسيا وهتف معهم “روسيا! روسيا”.