اتهم رئيس لجنة التحقيق الدولية بشأن سوري باولو بينيرو الحكومة السورية والمعارضة بالقيام بأعمال قتل انتقامية، مشيراً إلى وقوع كثير من الانتهاكات ذات الدوافع الطائفية، غير أن مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، رد باتهام اللجنة بالمبالغة في تقريرها وتجاهل من وصفهم بـ\”الجهاديين الإرهابيين\”، وتحديداً \”جبهة النصرة\”.
بينيرو دعا في تقريره إلى وضع حد لما قال \”جرائم ومجازر ترتكب في سوريا\” مطالباً بالتوقف عن إمداد كافة أطراف الأزمة في سوريا بالسلاح.
وقال في تقريره إن كثيرا من صواريخ أرض- أرض دمرت أحياء بأكملها في سوريا، مشيراً إلى أن هجمات عدة استهدفت المؤن الغذائية والطبية في حمص وحلب.
وأشار كذلك إلى استمرار انتهاكات القانون وأعمال القتل الانتقامية من الحكومة ومعارضيها، وأن العديد من هذه الانتهاكات \”لها دوافع طائفية\” وأن السياسة تدفع إلى الطائفية، مطالباً بمحاسبة المسؤولين عنها.
ولفت بينيرو إلى استحالة أي حل عسكري لهذا النزاع، وأن من يزودون الأطراف المختلفة بالأسلحة \”يخلقون وهم الانتصار\” ويتيحون استمرار الحرب ومزيدا من المعاناة الانسانية، داعياً إلى ضرورة العودة إلى المفاوضات التي تقود إلى تسوية سلمية من أجل عودة سوريا إلى وضع الاستقرار.
من جانب آخر، اتهم مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري اللجنة بتعمد المبالغة في تقاريرها بشأن سوريا وبممارسة ضغوط على رئيس لجنة التحقيق، مشيراً إلى أن تقريره أغفل التفجيرات الإرهابية.
كذلك اتهم الجعفري تركيا برعاية عمليات تهريب السلاح إلى سوريا وتدريب مسلحين في أراضيها، كما اتهم السعودية بتمويل شراء أسلحة للمعارضة، وانتقد أيضاً مواقف قطر وبريطانيا وفرنسا.
وأشار إلى ما قال إنه سرقة النفط السوري على أيدي \”جماعات إرهابية\” وبيعه لدول تشتري بهدف تمويل شراء الأسلحة منها.
مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله المعلمي قال \”لا يكفي أن تهز مشاعرنا بل علينا العمل الفوري لحل هذه الأزمة الإنسانية\” ودعا إلى ضرورة وقف كامل وشامل لإطلاق النار في سوريا وتقديم المساعدة للمحتاجين وتخفيف المعاناة الإنسانية، مشدداً على أنه لا حل للأزمة السورية إلا من خلال حل سلمي.
واتهم المعلمي نظيره السوري الجعفري بتحوير الأمور، مشيراً إلى أن الحكومة السورية تقوم بممارسات جرائم حرب ضد الإنسانية، وأنه لا يمكن مقارنتها مع أي طرف آخر في الصراع.
وقال إن اتهامات الجعفري للسعودية تصل إلى حد السخرية، مشدداً على أن هذا هو الوقت المناسب واللازم لحل الأزمة.