في مشهد إنساني مؤثر، وبعد مرور 15 شهرا من الحرب الإسرائيلية الدامية على غزة أعلن وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل في القطاع، حيث تنوعت ردود الفعل العراقية بين الترحيب والدعم.
إذ رحبت وزارة الخارجية العراقية، اليوم الخميس، باتفاق وقف إطلاق النار في غزة، فيما جددت موقف العراق الثابت والداعم للقضية الفلسطينية.
وقالت الوزارة في بيان تلقته “العالم الجديد”، “نرحب باتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والذي يأتي بعد تضحيات جسيمة ومعاناة كبيرة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة”، مشيدة “بالجهود الكبيرة التي بذلتها دولة قطر وجمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية لتحقيق هذا الاتفاق”.
وأضاف أن “هذه المساعي تعكس أهمية التعاون الدولي لوقف معاناة المدنيين وضمان استقرار المنطقة”، داعية إلى “ضرورة إتاحة المجال بشكل فوري لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المتضررة، وتلبية احتياجات الشعب الفلسطيني الأساسية”.
وأكدت على “أهمية تكثيف الجهود الدولية لإعادة إعمار المناطق التي تعرضت للدمار جراء العدوان، بما يضمن عودة الحياة إلى طبيعتها وتحسين الظروف المعيشية للسكان”.
وجددت الوزارة “موقف العراق الثابت والداعم للقضية الفلسطينية”، مشددة على “حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره بالشكل الذي يناضل من أجله”.
إلى ذلك، قال رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي همام حمودي، في بيان تلقته “العالم الجديد”، إن “إعلان وقف العدوان على غزة، هو يوم انتصار لغزة، ومقاومتها الشجاعة، وأبنائها الصابرين الصامدين، ولدماء الشهداء الأبرار، وجراحات المصابين، ولمحور المقاومة المساند، ولكل أحرار العالم الذين ناصروا غزة، وفضحوا الوجه القبيح للصهيونية، ومجازرها، وتجردها من القيم الإنسانية”.
وأضاف “إعلان وقف العدوان، هو يوم إعلان هزيمة إسرائيل، وفشل كل ما توعد المجرم نتنياهو بتحقيقه منذ اليوم الأول لطوفان الأقصى”.
وتابع “هنيئا لغزة انتصار الدم على السيف، وعودة السلام، وشرف العزة والكرامةط، معربا عن أمله من “كل دول العالم مد يد العون بالمساعدات الانسانية، والمساهمة بإعادة إعمار غزة، وتأهيل مرافقها الخدمية، وتمكين شعبها من الاستقرار مجددا”.
من جهة أخرى، قال زعيم التيار الوطني الشيعي مقتدى الصدر بعد اتفاق غزة، ” عليكم بوحدة الصف ونبذ الخلافات، فسهام الصديق اقسى من سهام العدو.. واسال الله تعالى ان يمن عليكم بالأمن والسلام مع أهل السلام”.
وفي السياق ذاته، قال رئيس تيار الحكمة الوطني السيد عمار الحكيم، في بيان تلقته “العالم الجديد”، “نرحب بقرار وقف إطلاق النار وعمليات الإبادة الجماعية التي يمارسها كيان الاحتلال الصهيوني منذ شهور طوال في غزة”.
وأضاف: “وفيما نبارك الجهود الإقليمية و الدولية التي أثمرت صدور هذا القرار، نحث الجهات الوسيطة والأمم المتحدة على مطالبة الكيان الصهيوني بالالتزام بهذا القرار”، مشددا على “ضرورة أن تُطبق قوانين الشرعية الدولية النافذة على الجميع لتحافظ على هيبتها ومكانتها وبعدها الإجرائي”.
ودعا إلى “رفد هذا القرار الهام بإجراءات دولية عاجلة، أبرزها إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المنكوب، والعمل على إعماره وإعادة النازحين إليه، وإلزام الكيان الإسرائيلي بتعويض المدنيين المتضررين”.
وتابع: “حمى الله شعب غزة الصابر، وتحية إجلال لشهدائها ومضحيها وأهلها الذين أثمر صبرهم وأرغم الكيان على قبول القرار”.
من جانبه، قال رئيس حزب تقدم محمد الحلبوسي في تدوينة له على منصة (إكس)، “نبارك التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب على غزة، الذي يمثل خطوة مهمة نحو إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني. نتوجه بخالص الشكر للجهود الدبلوماسية لتي أسهمت في تحقيق هذا الاتفاق، كما ندعو الأشقاء العرب و المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى تقديم الدعم اللازم لإعادة إعمار غزة”.
إلى ذلك، قال التحالف العزم في بيان تلقته “العالم الجديد”،”نرحب بالاتفاق الذي تم التوصل إليه لوقف الحرب على غزة، ونثمن عالياً دور دولة قطر وجمهورية مصر العربية في قيادة الجهود الدبلوماسية التي أثمرت عن هذه الخطوة المهمة، وجميع الأطراف الدولية التي شاركت في إنجاز هذا الاتفاق”.
وأضاف “كما ونهيب بالعالم أجمع أن يقف إلى جانب غزة في محنتها، عبر دعم جهود إعادة الإعمار وتقديم الإغاثة العاجلة لأهلها المنكوبين، فالتضامن مع الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة الحساسة هو مسؤولية إنسانية وأخلاقية لا بد أن يضطلع بها الجميع”.
وكان رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أعلن، مساء أمس الأربعاء، نجاح جهود الوساطة المشتركة التي قادتها الولايات المتحدة وقطر ومصر في التوصل لاتفاق بين حركة حماس و”إسرائيل” لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى والرهائن.
وصدحت مكبرات الصوت في العديد من جوامع بغداد بالتكبيرات فور الإعلان عن الاتفاق، في تعبير واضح عن فرحة العراقيين بهذا التطور الذي يمثل بارقة أمل للشعب الفلسطيني بعد أيام عصيبة من القصف والمعاناة.
وسادت أجواء من السكينة والدعاء في أرجاء المساجد، حيث اجتمع المواطنون لتقديم صلوات شكر والدعاء بتحقيق السلام وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.
وتعبر هذه التكبيرات عن موقف شعبي متجذر في العراق تجاه القضية الفلسطينية، التي لطالما كانت رمزًا للنضال ضد الاحتلال والاستعمار، وعلى الرغم من التحديات الداخلية التي يواجهها العراق، يظل الشعب العراقي متمسكًا بدعمه الثابت للفلسطينيين، باعتبارها قضية مركزية تعبر عن قيم العدل والكرامة.
المشهد في بغداد لم يكن مجرد تعبير ديني بل رسالة تضامن عميقة تحمل في طياتها أبعادًا سياسية واجتماعية، مفادها أن الشعب العراقي، رغم جراحه الداخلية، يقف بجانب أشقائه الفلسطينيين كما أنها تعكس تفاعلًا واعيًا مع الأحداث الجارية في المنطقة، وموقفًا واضحًا ضد الظلم والعدوان.