صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

بين التنديد والتصعيد الدولي.. قصف إيراني يطال أربيل بـ12 صاروخاً باليستياً

رغم مضي أكثر من ثلاثة أشهر على إعلان العراق، إخلاء مقرات الجماعات الكردية الإيرانية، داخل الأراضي العراقية الحدودية مع إيران، ورغم الإتفاق الأمني الموقع بين البلدين، تعرضت مدينة أربيل، يوم أمس، إلى قصف بـ12 صاروخا باليستيا، راح ضحيتها 10 اشخاص في حصيلة أولية بحسب وزارة الداخلية في أربيل.

كما تعرضت قاعدة حرير الجوية والقنصلية الاميركية في اربيل إلى هجوم بالصواريخ والطائرات المسيرة، فيما لم يتضح إلى الآن حجم الأضرار، بحسب مصدر أمني.

الضربات استهدفت ايضا، منزل رجل الاعمال الكردي (بيشرو دزيي) صاحب مجمع “امباير” وعدد من الشركات التجارية والاستثمارية.

فيما تم تعليق حركة الملاحة الجوية في مطار اربيل الدولي، اثر سلسلة التفجيرات التي استهدفت أربيل.

إلى ذلك تبنى الحرس الثوري الإيراني، الإستهداف حيث قال في بيان له، إنه “تم تدمير مقرات تجسس وتجمع الجماعات الإرهابية المناهضة لإيران في المنطقة بالصواريخ الباليستية ليل الاثنين على الثلاثاء.

وعدّ مجلس أمن إقليم كردستان، فجر اليوم الثلاثاء، القصف الصاروخي الذي شنّه الحرس الثوري الإيراني والذي استهدف به مناطق مدينة في مدينة اربيل “إنتهاكاً صارخاً لسيادة” الإقليم والعراق كافة.

وقال المجلس في بيان تلقته “العالم الجديد”، إنه “في الساعة 11:30 من ليلة 15 على 16 من شهر كانون الثاني 2024 قصف الحرس الثوري الإيراني بالصواريخ البالستية عدة مناطق بمدنية اربيل، ما أدى للأسف وبحسب الحصيلة الأولية الى استشهاد 4 مدنيين واصابة ستة آخرين بجروح بعضهم حالته الصحية غير مستقرة”.

وأضاف البيان أن “الحرس الثوري الإيراني أعلن أن الهجوم استهدف عدة مواقع لجماعات مناهضة لإيران”، لافتا إلى أن “هذا العذر لا أساس له ونحن نرفضه، وللأسف دائما ما يستخدمون أعذارا لا أساس لها للهجوم على أربيل”.

وأكد البيان أن “أربيل كمنطقة مستقرة لم تكن أبدا مصدر تهديد لأي طرف”.

وتابع أن “الضربات التي شنها الحرس الثوري على اربيل انتهاك صارخ لسيادة الإقليم والعراق، و يتعين على الحكومة الاتحادية والمجتمع الدولي عدم الصمت إزاء هذه الجريمة”.

من جهة أخرى، افاد مصدر في الشرطة، فجر اليوم الثلاثاء، بإلقاء القبض على إيرانيين اثنين للاشتباه بضلوعهما في التجسس لصالح الحرس الثوري في استهداف عدة مواقع مدينة في وقت متأخر من ليلة أمس في اربيل.

بدوره، ندد رئيس حكومة اقليم كردستان مسرور بارزاني، اليوم الثلاثاء، بالهجمات التي شنها الحرس الثوري ضد مناطق مدينة في مدينة أربيل، في حين يعتزم تدويل تلك الهجمات التي وصفها بالوحشية.

وقال بارزاني في بيان تلقته “العالم الجديد”، إنه “مرة أخرى تتعرض أربيل الشامخة إلى استهداف صاروخي من قبل الحرس الثوري الإيراني، وللأسف هذا الهجوم غير المبرر أسفر عن سقوط شهداء وجرحى من المدنيين”.

وأضاف “أدين بشدة هذه الجريمة ضد شعب كردستان”، داعيا الحكومة الاتحادية إلى “اتخاذ موقف “صارم” إزاء هذا الانتهاك لسيادة العراق وخصوصاً إقليم كردستان”.

وأردف مسرور بارزاني بالقول: “نطلب من المجتمع الدولي إلى عدم التزام الصمت إزاء الظلم الذي يتعرض له شعب كردستان”.

ونوه الى انه “خلال الأيام المقبلة، سنكون على اتصالٍ دائم مع المجتمع الدولي، لأجل وضع حد لهذه الهجمات الوحشية ضد شعب كردستان البريء”.

وتناقل ناشطون على مواقع التواصل الإجتماعي، صورا وفيديوهات للحادث، مؤكدين ان القصف طال الأطفال والمدنيين الأبرياء.

إلى ذلك، أعربت الحكومة العراقية، اليوم الثلاثاء، عن إدانتها للعدوان الإيراني على مدينة أربيل، فيما قرر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني تشكيل لجنة للتحقيق في الهجوم.

وقالت وزارة الخارجية في بيان تلقته “العالم الجديد”، إن “حكومة جمهورية العراق تعرب عن استنكارها الشديد وإدانتها للعدوان الإيراني على مدينة أربيل المتمثل بقصف أماكن سكنية آمنة بصواريخ باليستية ما أدى إلى وقوع ضحايا بين المدنيين”، مبينة أن “بالنظر للخراب الذي سببه القصف ووقوع العديد من الضحايا الأبرياء جراء قصف الدور السكنية بضمنها دار سكن رجل الأعمال الكردي پيشرو دزيي وعائلته ما أدى إلى استشهاده وإصابة أفراد عائلته، فإن حكومة جمهورية العراق تعد هذا السلوك عدواناً على سيادة العراق وأمن الشعب العراقي، وإساءة إلى حسن الجوار وأمن المنطقة”.

وأكدت أن “الحكومة ستتخذ جميع الإجراءات القانونية تجاهه ومن ضمنها تقديم شكوى إلى مجلس الأمن”، مشيرة الى أن “رئيس مجلس الوزراء قرر تشكيل لجنة برئاسة مستشار الأمن الوطني للتحقيق في الهجوم وجمع المعلومات لدعم موقف الحكومة دولياً، وتقديم الأدلة والمعلومات الدقيقة، وسوف يتم الإعلان عن نتائج التحقيق ليطلع الرأي العام العراقي والدولي على الحقائق وإثبات زيف ادعاءات الجهات التي تقف وراء هذه الأفعال المدانة”.

من جهة أخرى، نددت وزارة الخارجية الأمريكية، اليوم الثلاثاء، بشدة بالهجمات الصاروخية التي نفذها الحرس الثوري الإيراني ضد أربيل.

وقال المتحدث باسم الوزارة ماتيو ميلر في بيان، إن “الولايات المتحدة تُدين بشدة الهجمات الإيرانية في أربيل اليوم وتقدم تعازيها لأسر القتلى”.

وأضاف “نحن نعارض الضربات الصاروخية المتهورة التي تشنها إيران، والتي تقوض استقرار العراق”.

وتابع المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، القول: “نحن ندعم جهود حكومة العراق وحكومة إقليم كردستان لتلبية تطلعات الشعب العراقي”.

https://twitter.com/MujtahidKURD/status/1747055726936125888

وكان مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي بحث في 10 كانون الثاني يناير الحالي، متابعة مع وفد إيراني رفيع تنفيذ الاتفاق الأمني بين العراق وإيران، ومستوى إنجاز خطواته بين البلدين.

وطالبت السلطات الإيرانية، في 4 كانون الثاني يناير الحالي، الحكومة العراقية بتسليم 38 شخصاً من المعارضين للنظام الإيراني الذين ينشطون في إقليم كردستان.

ونهاية شهر أغسطس آب الماضي، أعلنت كل من بغداد وطهران توقيع اتفاقية أمنية بين البلدين تقضي بتفكيك معسكرات المعارضة الكردية الإيرانية الموجودة في إقليم كردستان على الحدود مع إيران، شمالي العراق.

وتقضي الاتفاقية بإيقاف طهران عملياتها العسكرية داخل البلدات الحدودية العراقية، مقابل أن تقوم بغداد بتفكيك تجمعات تلك المعارضة وإبعادها عن الحدود مع إيران، وتسليمها المطلوبين منهم.

إقرأ أيضا