تعريفها:
هو الفرع العسكري في العراق المسؤول عن مراقبة الحدود الدولية ومراقبة الاصول الوطنية والعمليات الجوية, وتعمل القوة الجوية العراقية ايضا كقوة دعم للبحرية العراقية والجيش العراقي.
تأسست القوة الجوية العراقية في 1931عندما كان العراق تحت الحكم البريطاني، وكان يستخدم الطائرات البريطانية حتى ثورة 14 تموز 1958، حيث بدأت الحكومة العراقية الجديدة اقامة علاقات جيدة مع الاتحاد السوفيتي واستخدمت القوة الجوية العراقية طائرات سوفيتية الى جانب الطائرات البريطانية على مدار الخمسينيات و الستينيات.
عندما وصل الرئيس العراقي الاسبق صدام حسين الى الحكم, نمت القوة الجوية العراقية بسرعة جدا عندما طلب العراق المزيد من الطائرات السوفيتية والفرنسية.
في الحرب العراقية الايرانية في الثمانينات وصل عدد طائرات سلاح الجو العراقي الى اكثر عن 950 طائرة ليصبح اقوى قوة جوية في المنطقة والعالم.
في حرب الخليج فرض مجلس الأمن الدولي الحظر الجوي على العراق وفي حرب الخليج الثانية (حرب الكويت) 2003 سقطت القوة الجوية العراقية نهائيا.
التاريخ:
القوة الجوية العراقية الملكية \”RIrAF Royal Iraqi Air Force\” تأسست في 22 نيسان/ابريل 1931 تحت الوصاية البريطانية.
قبل تأسيس القوة الجوية العراقية الملكية كانت القوة الجوية الملكية التابعة لبريطانيا \”\”RAF Royal Air Force هي المسؤولة عن عمليات القوات البريطانية في العراق في العشرينات وحتى تأسيس القوة الجوية العراقية الملكية في اوائل الثلاثينات, وعند تأسيس القوة الجوية العراقية الملكية تم بناء قاعدة له في منطقة الوشاش في بغداد وشمل 5 طيارين من طلاب علم الطيران في كلية الطيران الملكي و32 ميكانيكي طيران، وهؤلاء الطيارون الخمسة كانوا:
1- ناطق محمد خليل الطائي
2- محمد علي جواد
3- حفظي عزيز
4- أكرم طالب مشتاق
5- موسى علي
وفي اثناء السنوات الاولى من تأسيس القوة الجوية العراقية الملكية، كانوا يستلمون مقاتلاتهم بشكل رئيسي من المملكة المتحدة، وحتى سنوات ما بعد استقلال العراق كانت القوة الجوية تعتمد على المملكة المتحدة، وكان العراق تخصص معظم صادراته الى الجيش العراقي وبحلول عام 1936 كانت القوة الجوية العراقية الملكية تملك فقط 37 طيارا و55 طائرة، ولكن في السنوات التي تلتها شهدت القوة الجوية المزيد من النمو، وزاد عدد الطيارين الى 127 طيارا.
الأربعينيات
لم تستخدم القوة الجوية العراقية الملكية في اية معركة حتى عام 1941 في الحرب الانكليزية العراقية، وكانت انذاك القوة الجوية العراقية الملكية تحت قيادة رشيد عالي الكيلاني.
وبعد ذلك في عام 1948عندما تم اعلان دولة اسرائيل وانفجرت الحرب العربية الاسرائيلية الاولى، وبالرغم من أن القوة الجوية العراقية الملكية كانت مولودة جديدة، الا أنها لعبت دورا مهما في الحرب العربية الاسرائيلية من عام 1948 الى 1949 بعثت القوة الجوية العراقية الملكية قاذفات قنابل من نوع Avro Anson الى الاردن، ومن هناك قامت بعدة هجمات ضد الاسرائيليين، وبعدها بفترة استبدلت هذه المقاتلات بطائرات متطورة أكثر من طراز Hawker Fury.
على أية حال العراق استلم 14 طائرة Hawker Fury ولكن فقط ارسلت 6 منها للقيام بهجمات ضد الدولة الحديثة لاسرائيل وكان ذلك في يوم 7 حزيران/يونيو عام 1948.
وبالرغم من المشاكل استمرت القوة الجوية العراقية الملكية بشراء طائرات Hawker Fury و ايضا اشترت 38 طائرة من طراز F.Mk.1 و 4 طائرات two-seaters وفي ذلك الوقت كانت الطائرة الاسرائيلية Boeing B-17 المنافسة الوحيدة للعراقية Hawker Fury والعراق استلم أول وجبة طائرات نقل من طراز de Havilland Dove VIP في 1951 وكان عددها 3 طائرات.
الخمسينيات و بداية الستينيات
مرت القوة الجوية العراقية الملكية بسلسلة من التغيرات المهمة في الخمسينات، وكان أبرزها اسقاط الحكم الملكي في العراق عام 1958 وتغير اسمه وتشكيل الحكومة الجديدة، مما سبب في استيراد الاسلحة من دول اخرى منذ تأسيسها والى 1958 كانت جميع الطائرات العراقية تستورد من المملكة المتحدة، وفي عام 1953 استلم العراق طائرات جديدة من طراز de Havilland Vampire وايضا في صيف عام 1950 استلم العراق طائرات de Havilland Venoms وطائرات Hawker Hunters ومن 1954 الى 1956 استلم العراق 14 طائرة نفاثة من طراز de Havilland Vampire وايضا في عام 1953 وبمساعدة الولايات المتحدة استلم العراق مجموع 4 طائرات Bristol 170 و14 طائرةHawker Hunters كانت قد اشترتها في صفقة سابقة من المملكة المتحدة.
ما بعد ثورة 14 تموز
بعد ثورة 14 تموز بقيادة الزعيم الراحل \”عبدالكريم قاسم\” زاد العراق علاقات دبلوماسية مع بلاد حلف وارسو والاتحاد السوفيتي، وتم تغير اسم القوة الجوية العراقية الملكية، وأصبح القوة الجوية العراقية بحذف كلمة \”الملكية\”، Royal Iraqi Air force أصبح Iraqi Air Force والاسم المختصر كان RIrAF أصبح IQAF و لم يصبح IAF لأنها اختصار للقوة الجوية الاسرائيلية.
الشيوعيون كانوا سريعين جدا بتجهيز القوة الجوية العراقية بمقاتلاتهم الحديثة حيث بدأوا بتوقيع صفقات مع الحكومة الجديدة واعطوا العراق مقاتلات من طراز MiG-17 و MiG-19 و MiG-21 وقاذفات القنابل Ilyushin Il-28. وايضا استلم العراق 13 طائرة نقل Ilyushin Il-14 من بولندا في عام 1957 وأول MiG-17 استلمها العراق في 1958 لتحل محل de Havilland Vampire وفي أواخر الستينات و بداية السبعينات استلم العراق طائرات MiG-17 متطورة وارسلت MiG-17 القديمة كهدية الى مصر وسوريا حليفي العراق انذاك، وايضا استلم العراق 50 طائرة MiG-19 وارسلت القديمة كهدية اخرى الى مصر، هذه المرة لم تعطي اي طائرة الى سوريا.
انقلاب اخر في 1962 جلب العراق اقرب الى منظمة حلف الناتو و النتيجة تم شراء المزيد من طائرات Hawker Hunter و في عام 1966 مرة اخرى الاتحاد السوفيتي حيث اشترى العراق دفعة جديدة من طائرات الميغ طراز MiG-21PF interceptors.
حرب الأيام الستة
في يونيو/حزيران 1967 وفي أول ايام حرب الأيام الستة تحطمت عدد من طائرات الضرب العراقية بهجوم جوي اسرائيلي, فتجمعت القوة الجوية العراقية وقامت بعملية انتقامية في اليوم الخامس حيث نفذت القوة الجوية العراقية 50 غارة جوية على اسرائيل في يوم واحد فقط وكانت القوة الجوية العراقية قادرة باختراق الأجواء الاسرائيلية وحطمت 5 طائرات اسرائيلية في قتال جوي، وايضا كان للقوة الجوية العراقية دور بارز ومهم في دعم القوات البرية الاردنية.
في 6 يونيو/حزيران طائرات Hawker Hunter دمرت سبع طائرات اسرائيلية في قتال جوي من دون أي اصابات في الطائرات العراقية وكانت القوة الجوية العراقية قادرة على حماية قواعدها في غرب البلاد من الهجمات الاسرائيلية.
السبعينات و حرب يوم الغفران
بسبب كثرة الصفقات العراقية نمت القوة الجوية بسرعة وكثرت في الحجم والقدرة, وكانت هناك صفقات مع الامم الأوروبية الشرقية لشراء عدد كبير من الطائرات الحديثة حيث أصبحت القوة الجوية أقوى بكثير من السابق.
وبالرغم من هذا لم تكن الحكومة العراقية راضية من الطائرات الشرقية مثل MiG-21 و سيخوي Su-7 لذا بدأوا بشراء المقاتلات الفرنسية من طراز Mirage F-1 و بعدها بقترة Jaguars.
قبل حرب يوم الغفران أرسلت القوة الجوية العراقية 12 طائرة Hawker Hunters الى مصر لدعم القوات المصرية ونجت فقط طائرة واحدة منهن.
القوة الجوية استلمت أول طائرة سيخوي Sukhoi Su-7 في 1968 وأرسلت بعض طائراتها الى سوريا وفي هجمات اسرائيلية مستمرة على القواعد الجوية العراقية في سوريا تضررت عدد من الطائرات العراقية, وأيضا استهدفت قاعدة عراقية في سوريا بنيران صديقة من سوريا حيث ضربتها صاروخ SAM سوري عن طريق الخطأ مما أدى الى الغاء عملية 8 أكتوبر/تشرين الأول وأيضا سببت في تقليص العلاقات بين الحكومة العراقية وسوريا وفكك العراق قاعداته الجوية في سوريا وسحبت قواته البرية منها/ وتركت سوريا تحت رحمة الهجمات الجوية الاسرائيلية.
و في حرب أكتوبر/تشرين 1973
أول هجوم على قواعد الجيش الاسرائيلي في سيناء كانت من الطائرات العراقية وحدها، حيث ضربوا مواقع للمدفعية الاسرائيلية والدبابات الاسرائيلية وايضا استطاعوا تحطيم 12 طائرة اسرائيلية في قتال جوي.
وبعد فترة قليلة من الحرب طلب العراق 14 طائرة Tu-22B و طائرتين Tu-22U من الاتحاد السوفيتي، وأيضا طلب صواريخ Raduga Kh-22 من رومانيا, وبحلول 1979 تم تسليم عشرة Tu-22B و طائرتين Tu-22U.
وفي السبعينات شهدت البلاد عدة ثورات كوردية و بمساعدة شاه ايران حصل الأكراد على الأسلحة والتجهيزات العسكرية وصواريخ SAM وأيضا كان بعض الجنود الايرانيين يشاركون في بعض الهجمات الحدودية و تكبدت القوة الجوية بأضرار جسيمة في قتالها ضد المتمردين الأكراد، لذا بدأت القوة الجوية العراقية باستخدام طائرات Tu-22 ضدهم.
يتبع..
* عسكري متقاعد برتبة لواء طيار ركن.