تجربة أميركية تعزز الأمل في الكشف المبكر عن سرطان المبيض

ارتفعت الآمال في التوصل إلى برنامج مسح لسرطان المبيض، والذي غالبا ما يكون قاتلا لأن الكشف عنه يحدث في مرحلة متأخرة، مع نشر نتائج دراسة بحثية في الولايات المتحدة، حسب تقرير نشرته \”الغارديان\” وترجمته \”العالم الجديد\”.

وتقول الدراسة الجديدة التي نشرتها الصحيفة البريطانية، ان سرطان المبيض يعتبر خامس أكثر أنواع السرطانات شيوعا بين النساء، مع 7 الاف حالة اصابة يتم تشحيصها سنويا في المملكة المتحدة وحدها مما يسبب قلقا شديدا بسبب  أعراضه القليلة وغير المميزة في مراحله المبكرة والتي  تشمل انتفاخ المعدة وآلام البطن، مما يؤدي لوصول العديد من النساء الى عيادة الطبيب (الممارس العام) في مرحلة السرطان الذي يفضي إلى الموت.

وأظهرت الدراسة البحثية التي اجرتها جامعة تكساس عبر مركز اندرسون للسرطان بهيوستن، والتي شملت 4051 امرأة، أنه من الممكن كشف أورام المبيض بشكل صحيح من خلال فحص الدم والفحص الداخلي بواسطة الموجات فوق الصوتية مع انخفاض نسبة الخطأ، وهذا يعني أن الاشتباه بطريق الخطأ بوجود السرطان سيشمل عددا أقل من السيدات وهذا يعتبر أمرا دقيقا وحاسما في سرطان المبيض لأن الخطوة التالية هي اجراء عملية جراحية في البطن، والتي تنطوي على مخاطر جدية.

وتعد هذه الدراسة صغيرة جدا – حيث  وجدت فقط 10 حالات مثيرة للقلق، واجريت لهن جراحة، ووجد بان سرطان المبيض كان منتشرا في 4 حالات منهن.

بالرغم من ذلك، هناك أمال كبيرة لأن التقنية المستخدمة في هذه الدراسة مقارنة بتلك المستخدمة في دراسة أكبر بكثير في المملكة المتحدة، تشمل 300 الف امرأة، من المقرر أن تقدم تقريرها في العام 2015.

ونشرت نتائج دراسة هيوستن في مجلة السرطان، وهي مجلة الجمعية الاميركية للسرطان، والتي يتوقع أن تعيد الآمال التي تبددت في دراسة اميركية سابقة تمت للكشف عن 4 من سرطان، وهي البروستات والرئة وسرطان القولون والمستقيم، وسرطان المبيض.

حيث استخدم في تلك الدراسة نفس تحليل الدم الذي يقيس المستويات المرتفعة من بروتين يعرف بـ CA125 ثم بواسطة الموجات فوق الصوتية عبر المهبل في الحالات المشكوك باصابتها. لسوء الحظ، فإن مستوى CA125 يمكن أن يرتفع بسبب عوامل أخرى إلى جانب سرطان المبيض، وهي تليف الكبد، التهاب الزائدة الدودية وامراض القلب.

نتيجة لذلك أجريت العديد من العمليات غير الضرورية، حيث أعتقد خطأ بان اكثر من 3000 سيدة مصابة بسرطان المبيض وخضعت أكثر من 1000 سيدة لعملية جراحية، 163منهن عانين من مضاعفات خطيرة. 

وتظهر الدراسة الجديدة انه من الممكن استخدام نفس الاختبارات والحصول على نتيجة أفضل بكثير من خلال تقييم خطر الاصابة لكل حالة قراءاتها عالية والأخذ بالاعتبار العمر والحالة الصحية .

وثمة عنصر مهم جديد هو ارتفاع مستوى بروتين CA125 في الدم للمرأة حين مقارنته مع نتيجة فحص سابق.

ويتضمن بروتوكول الدراسة الاميركية خضوع النساء ذوات خطر الاصابة المنخفض لفحص الدم السنوي، وذوات الخطر المتوسط بتكراره 3 أشهر، بينما ذوات الخطر المرتفع  تنتقل للفحص بواسطة الموجات فوق الصوتية وتحال إلى طبيب نسائي.

وتقول كارين لو التي قادت فريق البحث بأن \”نتائج الدراسة لن تغير من واقع الممارسة العملية\”، مضيفة بأن \”النتائج التي توصلنا اليها تشير بأن استراتيجية المسح التي تكشف عن (التغيير بمرور الوقت) تعد مفيدة لدى النساء بسن (بعد انقطاع الطمث) وبخطر اصابة متوسطة لسرطان المبيض\”.

ولفتت الى أنها تتطلع الآن إلى نتائج التجربة في المملكة المتحدة لمزيد من الأجوبة.

وقال بيان من المركز الطبي \”إذا تم التحقق من التقنية (تقنية الفحص) في التجارب السريرية الجارية، فانها يحتمل أن تساعد في إنقاذ حياة الآلاف من النساء كل عام في الولايات المتحدة وحدها\”.

الدراسة البحثية البريطانية في الكشف عن سرطان المبيض (UKCTOCS) لديها الكثير من الأسئلة الصعبة للرد، والأهم هو ما إذا كان كشف السرطان بشكل صحيح فعلا ينقذ الأرواح؟ لأن الفحص لا يعد مفيدا اذا لم يساعد في اطالة حياة النساء اللواتي يصبن بالمرض.

وقالت سارة بلاغدن، استشاري علم الأورام الطبية في الكلية الملكية لندن وعضو في فريق البحث لسرطان المبيض، ان هناك أنواع مختلفة من سرطان المبيض، ومن المهم أن نعرف فيما إذا كان الفحص سوف يكشف عن ليس فقط الانواع الخاملة والبطيئة النمو ولكن تلك سريعة النمو التي تميل إلى أن تكون أكثر فتكا.

 واشارت الى انه \”كانت لدي مريضة اظهرت نتائج الفحص بالموجات فوق الصوتية بانها خالية من المرض ثم بعد 6 أشهر تبين انها في  المرحلة 4 (الأكثر تقدما) من سرطان المبيض، وهذا هو في الواقع النوع الاكثر شيوعا\”.

هناك خطر يتمثل حين تظهر نتائج الفحص خالية ولا تذهب السيدة إلى الطبيب حين شعورها بالاعراض \”إذا كان لديك برنامج مسح يختبر الناس مرة واحدة في السنة، فإنه قد يكون له تأثير خطير، علينا  حقا التفكير مليا في ذلك\”.

ويظهر أن دراسة هيوستن قد كشفت عن حالة او حالتين من تلك الأنواع من السرطانات التي تتطور بسرعة، وان هناك حماسة واضحة في استخدام المسح، لكن من المهم ان نفعله في حال وجود دليل واضح على ان الفائدة الناتجة منه أكبر من ضرره.

وتعلق بلاغدن \”انها ليست فقط حول الشؤون المالية، كما يعتقد الجميع دائما، لكنه بشكل اكبر حول تكلفة الاعتلال الصحي  والضغوط النفسية والطمأنينة الكاذبة\”.

إقرأ أيضا