تعيش أسواق الطاقة العالمية حالة من التوتر، في ظل الأحداث المتصاعدة في المنطقة، الأمر الذي انعكس سلبا على العراق الذي يعتمد 90 بالمئة من إقتصاده على الإيرادات النفطية.
وفي هذا الإطار، حذرت كتائب حزب الله في العراق، اليوم الخميس، من خسارة العالم 12 مليون برميل من النفط يومياً، في حال بدأت “حرب الطاقة” في المنطقة.
إذ ذكر المسؤول الأمني في الكتائب، أبو علي العسكري، في تدوينة له على “تلغرام”، أطلعت عليها “العالم الجديد”، أنه “إذا بدأت حرب الطاقة سيخسر العالم 12 مليون برميل من النفط يومياً، وكما قالت كتائب حزب الله سابقاً إما ينعم الجميع بالخيرات أو يحرم الجميع”.
وشنت إيران هجوما على إسرائيل، في 1 تشرين الأول أكتوبر الجاري، ردا على اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، بأكثر من 400 صاروخ باليستي، فيما حذرت الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية، في اليوم ذاته، أمريكا من أي عمل عدائي ضد إيران، مؤكدة أن جميع القواعد والمصالح الأمريكية في العراق والمنطقة ستكون هدفا لها.
وشدد العراق، في وقت سابق من اليوم الخميس، على حماية الممرات البحرية لنقل النفط عبر مياه الخليج العربي، وسط تحذيرات متزايدة من اتساع رقعة الحرب بين إسرائيل وإيران.
ويتخوف قادة أحزاب عراقية من ضربات إسرائيلية قد تشمل منشآت حيوية في البلاد، بالتزامن مع ترجيحات بأن إسرائيل قد تضرب مصفاة النفط في عبادان الإيرانية، المحاذية لمدينة البصرة، ومفاعل «بوشهر»، فيما يواصل وزير الخارجية، فؤاد حسين، لقاءاته في واشنطن مع مسؤولين ودبلوماسيين في الإدارة الأميركية، بشأن تصاعد التوتر في الشرق الأوسط.
وارتفعت أسعار النفط، اليوم الخميس، وسط مخاوف المستثمرين من أن اتساع نطاق الحرب في الشرق الأوسط ما قد يؤدي إلى تعطل إمدادات الخام من المنطقة، لكن توقعات بزيادة الإمدادات العالمية حدت من المكاسب.
فبحلول الساعة 10:50 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.41دولار أو 1.91 بالمئة إلى 75.31 دولار للبرميل، وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 1.45دولار أو 2.07 بالمئة إلى 71.55 دولار للبرميل.
ويُعد العراق أحد أكثر الدول اعتماداً على النفط في العالم، وشكلت عائدات النفط أكثر من 99 بالمئة من صادراته، و85 بالمئة من موازنته الحكومية، و42 بالمئة من إجمالي ناتجه المحلي على مدار العِقد الماضي، بحسب بيانات البنك الدولي.
وكشف رئيس تجمع الفاو زاخو عامر عبد الجبار، في 29 أيلول سبتمبر الماضي، عن مقترح برلماني لتشكيل خلية أزمة أمنية اقتصادية، محذرا في الوقت ذاته من إستهداف المواقع النفطية في العراق.
وخلال الحرب الدائرة بين لبنان وإسرائيل، أقدمت الفصائل المسلحة العراقية، على استهداف إسرائيل بالطائرات المسيرة، وبشكل شبه يومي، ودائما ما تعلن عن إصابتها لأهدافها بدقة وتتوقع خسائر بشرية.
ويعتمد العراق، ثاني أكبر منتج في منظمة «أوبك»، بشكل كبير على عائدات النفط، ويمثل قطاع الهيدروكربونات الغالبية العظمى من عائدات التصدير، ونحو 90 في المائة من إيرادات الدولة، هذا الاعتماد الضخم على النفط يجعل العراق عرضة بشكل خاص لتقلبات أسعار الخام العالمية.
ومع ذلك، زاد العراق موازنته في عام 2024 حتى بعد الإنفاق القياسي في عام 2023، عندما تم توظيف أكثر من نصف مليون موظف إضافي في القطاع العام المنتفخ، وبدأت عملية تجديد البنية التحتية الوطنية المكثفة رأس المال، كما أن الموازنة تفترض سعر نفط 70 دولاراً للبرميل في عام 2024، أي أقل بنحو 6 دولارات من متوسط السعر المحتمل هذا العام.
يشار إلى أن “العالم الجديد”، نشرت قبل أيام، تقريرا حذر فيه مراقبون سياسيون وأمنيون من انزلاق العراق في حرب “غير متكافئة” دون دفاعات جوية، وفيما حمّل البعض، الإطار التنسيقي، مسؤولية ذلك، وتساءل عن سبب عدم اتباع الفصائل لطهران التي نأت بنفسها عن الحرب، أشار آخرون إلى عدم جدوى الهجمات التي تقوم بها الفصائل من العراق ضد إسرائيل.