لم تهدء محافظة ديالى من الصراعات بدء من تشكيل حكومتها المحلية وتغيير الوحدات الإدارية وصولا إلى شلل جلسات مجلسها منذ أكثر من شهرين.
فبعد مرور أكثر من أربعة أشهر على أيقاف القضاء الإداري قرار إقالة عمر الكروي من منصب رئيس مجلس محافظة ديالى، عادت التحركات السياسية في مجلس ديالى لاستجواب الكروي، تمهيدا لإقالته من جديد، فيما رد الأخير بالقول: “لن أرضخ”، في إشارة إلى محاولة إقالته.
وكان أعضاء مجلس ديالى، قاموا قبل يومين، بجمع تواقيع لاستجواب رئيس المجلس، وقد تم تقديم طلب رسمي اليوم الخميس، يتضمن الأسئلة التي سيتم طرحها في جلسة الاستجواب، مع تحديد فترة زمنية للإجابة عليها.
وبحسب وثائق حصلت عليها “العالم الجديد”، فإن هناك حملة من قبل بعض اعضاء مجلس ديالى لاستجواب رئيس المجلس عمر الكروي، في محاولة لإعفائه من منصبه، وسط تصاعد حدة الخلافات السياسية داخل المجلس.
وقال الكروي، في بيان تلقته “العالم الجديد”، إن “الأسئلة التي طرحها مقدّم طلب الاستجواب وبعض أعضاء المجلس تتضمن اتهامات يعتبرونها تجاوزات ومخالفات، إلا أنه يملك عشرات الأدلة التي تؤكد قانونية جميع الإجراءات التي اتخذها”.
وأشار إلى أنه “لم يتجاوز على المال العام مطلقًا، وأنه متمسك بالقسم الذي أدّاه لحمايته وعدم السماح باستخدامه للإثراء غير المشروع”، مضيفاً أن “تصديه لما وصفه بـ”صفقات مشبوهة” حاولت النفاذ إلى ديالى كلفه مواجهة مخططات خطيرة كادت تنهي حياته، لكنه بقي ملتزمًا بمواقفه الرافضة للفساد”، على حد وصفه.
وتابع الكروي: “لن نشوّه تاريخنا ولا تاريخ عائلتنا بالمال الحرام، ولن نكون جزءًا من أي أجندات تسعى لإبقاء المحافظة غارقة في الفوضى”، لافتاً إلى أن “الهدف الحقيقي من استجوابه هو الضغط عليه لإبعاده عن المشهد السياسي، خاصة بعد مواقفه الرافضة للتوقيع على قرارات لا تصب في مصلحة أبناء ديالى”.
وأكد أنه “يضع جميع هذه الحقائق أمام الرأي العام احترامًا لشفافية العمل السياسي”، مختتماً بيانه بالتأكيد على أن “قراره في مواجهة الفساد لن يتغير”، مشيرًا إلى أن “محاولات الإطاحة به لن تثنيه عن التمسك بمواقفه”.
وكانت محكمة القضاء الإداري، في 3 تشرين الثاني نوفمبر 2024، أمرا ولائيا بإيقاف قرار إقالة عمر الكروي من منصب رئيس مجلس محافظة ديالى.
وكشف مسؤول مكتب تيار الحكمة في محافظة ديالى فرات التميمي، في حينها، عن دخول الإطار التنسيقي على خط أزمة مجلس ديالى وذلك لمنع انهيار الاتفاقيات المركزية.
الجدير بالذكر أن مجلس محافظة ديالى، صوت في 29 تشرين الأول أكتوبر 2024، على إقالة رئيسه عمر الكروي، وذلك عقب جلسة استجواب طارئة، فيما انتخب المجلس بعد يومين س نزار اللهيبي رئيساً جديداً خلفاً للمقال عمر الكروي.
وانتخب مجلس محافظة ديالى، في الأول من آب اغسطس 2024، عمر الكروي التابع لحزب السيادة رئيسا له، في جلسة خاصة انعقدت في فندق الرشيد ببغداد، وذلك بعد أشهر من انتخابات مجالس المحافظات، وشد وجذب بين القوى السياسية في المحافظة، كما انتخب المجلس عدنان الجاير التميمي عن دولة القانون محافظاً ومصطفى اللهيبي نائباً اول للمحافظ عن حزب تقدم، وخالد الجبوري نائبا ثان للمحافظ عن حزب عزم.
ومنذ عام 2019، شهدت المحافظة فترة من الاستقرار غير الكافي بسبب الإدارات المؤقتة للمناصب الإدارية، وذلك بعد حل مجالس المحافظات، مما ترك فراغًا في القيادة المحلية.