تحت شعار “إنَّا على العهد”، يضع حزب الله اللبناني اللمسات الأخيرة لمراسم تشييع أمينه السابق وخليفته حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، الذين اغتيلا بغارتين جويتين إسرائيليتين في بيروت أواخر أيلول/ سبتمبر وتشرين الأول/ أكتوبر 2024، في الساعة الواحدة بعد ظهر الأحد 23 شباط فبراير الجاري، في ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية وسط توقعات بمشاركة جموع غفيرة من لبنان والوطن العربي.
وعلى الصعيد المحلي، كشفت مصادر مطلعة، اليوم الخميس، عن تشييع رمزي لأمين حزب الله اللبناني السابق وخليفته حسن نصر الله وهاشم صفي الدين في مدينة الكاظمية بالعاصمة بغداد ومحافظة كربلاء بالتزامن مع لبنان وارسال وفد عراقي رسمي للمشاركة في التشييع ببيروت.
وقالت المصادر لـ”العالم الجديد”، إنه ” بعد رفض عائلة الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله، الموافقة على طلب العراق بدفن جثمانه في كربلاء، فأن مدينة الكاظمية ومحافظة كربلاء ستشهدان تشييعا مركزيا لنصر الله، بالتزامن مع التشييع الرسمي في لبنان.
وأضافت أن “وفدا رسميا عراقيا سيشارك، إلى جانب وفود من دول عدة، في مراسم تشييع جثمان نصر الله وصفي الدين”.
وكان القيادي في حزب الله علي ضاهر، توقع خلال مؤتمر صحافي عقده مؤخراً، أن يكون التشييع “مهيباً، يملأ طريق المطار، وستحضره وفود رسمية وشعبية من 79 دولة، ليظهر البعد الإقليمي والدولي لهذا الرمز التاريخي.
وأضاف أنه “ستستغرق مراسم التشييع داخل ساحة المدينة الرياضية حوالي 65 دقيقة، تتخلّلها كلمة للأمين العام لحزب الله نعيم قاسم وصلاة الجنازة، قبل أن ينطلق موكب نعشَي الشهيدين في آلية مخصّصة إلى مكان الدفن في طريق المطار للشهيد نصر الله، فيما يؤجّل دفن الشهيد صفي الدين إلى اليوم التالي، في بلدته دير قانون النهر جنوب لبنان”، بحسب ما نقلت صحيفة الاخبار اللبنانية.
وبحسب ضاهر، “ستكون هناك إطلالات إعلامية في الأيام المقبلة لتوجيه الجمهور من كل المناطق والوفود الخارجية”، ودعا في هذا الإطار الأجهزة الأمنية للمساعدة في تسهيل وصولهم”.
وتشير التوقعات، إلى مشاركة كبيرة للعراق في التشييع، إذ تشهد الرحلات الجوية العراقية الى العاصمة اللبنانية بيروت اقبالاً غير مسبوق بالتزامن مع قرب مراسم التشييع”.
ولم يحدد حزب الله مكان الدفن، لكن نعيم قاسم كشف في كلمة متلفزة سابقة أن “نصر الله سيدفن في قطعة أرض قرب طريق المطار بالضاحية الجنوبية لبيروت، فيما سيتم دفن هاشم صفي الدين في مسقط رأسه بجنوب لبنان”.
وتتألف اللجنة العليا التي شكّلها حزب الله لمتابعة إجراءات التشييع من عشر لجان، هي: “الميدان وإدارة الحشود، الإعلام والنقل المباشر، الهوية البصرية والفنية، التشريفات والمراسم، المرقد وإجراءات الدفن، الانضباط والحماية، العلاقات الدولية والوفود الرسمية، التوثيق والأرشفة، إدارة الفعاليات، والطوارئ والخدمات”، على أن تنبثق منها لجان فرعية “يشارك فيها ما لا يقلّ عن 20 ألف شخص من كل الاختصاصات”.
وتولي اللجنة العليا أهمية كبرى للحيز الإعلامي لـ”تخليد هذا الحدث التاريخي”، لذلك “جرى تأسيس مركز إعلامي متخصّص يقدّم خدمات صحافية، أهمها توفير قاعة تحرير مجهّزة بخدمات الإنترنت ومزوّدة بمعدات وبرامج مونتاج ومواد بصرية أرشيفية وثائقية، عدا التنسيقِ مع الصحافيين المحليين والأجانب لإجراء جولات ميدانية لمواكبة التحضيرات وزيارة المواقع المرتبطة بالحدث”.
واغتالت إسرائيل نصر الله في 27 أيلول سبتمبر 2024 بسلسلة غارات عنيفة استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، وبسلسلة غارات أخرى اغتالت صفي الدين في 3 أكتوبر تشرين الأول من العام نفسه.
وفي 27 تشرين الثاني نوفمبر2024، أنهى اتفاق لوقف إطلاق النار قصفا متبادلا بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله بدأ في 8 تشرين الأول أكتوبر 2023، وتحول إلى حرب واسعة في 23 أيلول سبتمبر 2024.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالا عن 4 آلاف و104 قتلى و16 ألفا و890 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص، وتم تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد تصعيد العدوان في 23 أيلول سبتمبر 2024.