مع توجه العراق لبناء علاقات متطورة مع إسبانيا، بمحاولة لإعادة البلد الى “المثلث الدولي” بعد فترة انقطاع، وقع رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، اليوم الخميس، سبع مذكرات تفاهم مشتركة مع اسبانيا.
يشار إلى أن إسبانيا كانت أيضا جزءا من بعثة الناتو التي تأسست في العراق عام 2018، حيث ارسلت ما يقارب الـ550 جنديا استشاريا لدعم مساعي تحقيق الاستقرار ومحاربة الإرهاب.
وذكر بيان تلقت “العالم الجديد” نسخة منه، أن “السوداني ونظيره الإسباني بيدرو سانشيز ترأسا وفدي العراق وإسبانيا، في المباحثات التي جرت اليوم الخميس، في مدريد، بحضور السادة وزراء؛ الخارجية، والداخلية، والنقل، والتجارة”.
ورعى الجانبان توقيع أربع مذكرات تفاهم مشتركة، هي الآتي:
1-مذكرة تفاهم للتعاون في المجال القانوني وتبادل الخبرات، بين وزارة العدل العراقية، ووزارة الرئاسة والعدل والعلاقات مع المجالس التشريعية في مملكة إسبانيا.
2-مذكرة تعاون بين لجنة مبادرة الضمانات السيادية، وحكومة مملكة إسبانيا.
3-مذكرة تفاهم بين اتحاد غرف التجارة العراقية، وغرفة التجارة الإسبانية.
4-مذكرة تفاهم بين اتحاد الصناعات العراقي، والاتحاد الإسباني لتنظيم أعمال الشركات/CEOE.
كما اشتملت المباحثات على توقيع مذكرات تفاهم أخرى، هي:
1-مذكرة تفاهم بين هيئة النزاهة العراقية والنائب العام للدولة في مملكة إسبانيا، جرى توقيعها في مقرّ الادعاء العام الإسباني.
2-مذكرة تعاون بين محافظة واسط وشركة ايماتيا الإسبانية للإنشاءات، جرى توقيعها في مقر غرفة التجارة الإسبانية.
3-مذكرة تفاهم للتعاون الأمني بين وزارتي الداخلية العراقية والإسبانية، سيتم توقيعها في مقر وزارة الداخلية الإسبانية.
وكان رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني،أكد في وقت سابق من اليوم الخميس، أن العراق يمر بمرحلة متميزة في علاقاته مع إسبانيا، مع وجود رغبة متبادلة في تعزيز هذه العلاقات وتطويرها في جميع المجالات.
وأوضح السوداني في مقابلة مع صحيفة “الموندو” الإسبانية، أن “إسبانيا جزء من التحالف الدولي الذي ساعد العراق في القضاء على داعش الإرهابي، وبناءً على طلبنا، ستنتهي مهمة التحالف الدولي خلال عامين بعد انتفاء مبررات وجوده”.
وأكد أن “قدرات الأجهزة الأمنية العراقية وصلت إلى مرحلة متقدمة، كما أن هناك استقرارًا سياسيًا انعكس إيجابًا على الوضع العام في البلاد”.
وأشار إلى أن “علاقات العراق مع الولايات المتحدة هي علاقات مؤسساتية وفق اتفاقية الإطار الاستراتيجي، ونحن على تواصل مع فريق ترامب الذي يرغب في تطوير العلاقات مع العراق”.
وفيما يتعلق بالصراع في المنطقة، قال السوداني: “اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان يعد حدثًا مهمًا، ونأمل أن يمتد إلى قطاع غزة ليعزز استقرار المنطقة”.
وتطرق إلى موقف العراق من القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن “قوانين العراق تنص على عدم الاعتراف بالكيان الصهيوني، وأن الفلسطينيين هم أصحاب الأرض والقضية، وهم من يحددون صيغة الحل لقضيتهم”.
وأكد رئيس الوزراء أن “هناك شركات إسبانية تعمل في العراق، خصوصًا في قطاع السكك والنقل، ونحن نحرص على جذب المزيد منها نظرًا لكفاءتها وخبرتها في تنفيذ المشاريع”.
وأشار إلى أنه “سيتم توقيع عدة مذكرات تفاهم مع إسبانيا، مع سقف مالي يتراوح بين 200 مليون يورو إلى مليار يورو لتغطية مشاريع ينفذها القطاعان الخاصان العراقي والإسباني”.
وفي هذا السياق، أعلن السوداني أنه “تم إحالة مشروع للسكك الحديد بقيمة 250 مليون دولار لشركة إسبانية، ويتم التفاوض مع شركة إسبانية أخرى لتنفيذ مشروع القطار السريع بين محافظتي النجف وكربلاء”.
ووصل رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، أمس الأربعاء، إلى مدريد في زيارة رسمية إلى إسبانيا، فيما يتصدر ملف التهديد الإسرائيلي على العراق مع الاتحاد الأوروبي.
وكان المحلل السياسي رعد الكعبي أكد في تقرير سابق لـ”العالم الجديد”، إن “مثل هذه الزيارة قد تفتح أبواب التعاون الذي يصب في صالح العراق مستقبلا”، مبينا أن “موضوع الاتفاقيات السياسية مبكر خلال هذه الزيارة، ولكنها قد تمثل فتح ابواب تعاون مع دول جديدة بعيدا عن العلاقات التقليدية للعراق مع بعض الدول في الوقت الحالي”.
وعلى مدى العقدين الماضيين، شهدت العلاقات العراقية الإسبانية تطورا نوعيا غير مسبوقا، بداية من مشاركة إسبانيا بحرب 2003 والإطاحة بالنظام السابق وصولا إلى مشاركتها بالتحالف الدولي ضد تنظيم داعش.
وكانت زيارة رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز، إلى بغداد، في ديسمبر كانون الأول 20023، جاءت لتدعم خطواتها السابقة في تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث صبت الزيارة في مساعي العراق إلى الاعتراف بفلسطين دولة، وإيقاف الحرب المدمرة ضد قطاع غزة، فضلا عن انهاء وجود التحالف الدولي بالعراق.
وتشهد العلاقة بين إسبانيا وإسرائيل توترا كبيرا، لاسيما بعد الحرب على غزة، حيث ندد رئيس حكومة إسبانيا في تشرين الثاني نوفمبر العام الماضي بقتل إسرائيل للمدنيين الأبرياء بلا تمييز، حاثا المجتمع الدولي إلى الاعتراف بدولة فلسطين، الامر الذي دفع وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين الى استدعاء السفير الاسباني في تل ابيب وتسليمه رسالة احتجاج.