بين سلسلة جبلية شاهقة مخضرة تماما في الصيف والشتاء، وساحل بحر قزوين \”الخزر\”، تغفو مدينة رامسر ذات 70 الف نسمة التابعة اداريا لمحافظة مازندران في شمال ايران.
رامسر وساحلها جزء من شريط ساحلي ايراني، يمتد على بحر قزوين قرابة المائة والعشرين كلم.
المدينة ذات الاجواء الباردة شتاء والمعتدلة صيفا، اصبحت نقطة جذب للسواح بامتياز، فيها وفي ضواحيها العديد من المرافق السياحية. فهناك البحر وساحله الممتد قرابة 3 كلم على طول المدينة، وهناك المياه الكبريتية الدافئة النابعة من العيون، والتي يقصدها الكثيرون من اجل الاستجمام والعلاج ايضا، فهي مناسبة تماما لعلاج أمراض الجهاز العضلي الهيكلي والأمراض الروماتيزميةوالجلدية. هناك ايضا \”التلفريك\” الذي يمنح السائح نظرة واسعة على معظم الغابات الجبلية التي تحيط المدينة ويمنحه ايضا اطلالة جميلة من الاعلى الى البحر والساحل.
كما تضم معلما ملكيا يعود الى الحقبة البهلوية، وهو القصر الانيق الذي بناه الالمان في الثلاثينات من القرن الماضي، وسط غابة من الاشجار، كما انشئفي باحته شارع ملكي انيق يمتد الى الساحل، تسلكه العائلة المالكة كلما قصدت الساحل الذي بني فيه آنذاك موقع ترفيهي خاص جدا، لكن المرافق السياحية الملكية على الساحل لم يبق منها شيء، فيما لازال الشارع الملكي محتفظا بشيء من اناقته السابقة، وتم تحويل القصر الملكي الى فندق، بني بجانبه فندق آخر تحت اسم فندق \”الحرية\” او فندق \”رامسر الكبير\”.
في ذلك القصر الملكي او الفندق القديم عقدت اشهر الاتفاقيات الدولية المعنية بالبيئة والحفاظ على الاراضي الرطبة، وما يستتبعها من حفاظ على التنوع البايلوجي فيها خصوصا فيما يتعلق بالطيور. حيث وقعّت \”اتفاقية رامسر\” في الثاني من شباط العام 1971 بحضور 18 بلدا، ثم اتسعت، حتى اصبحت اليوم تضم معظم بلدان العالم.وبسبب تلك الاتفاقية يجري الاحتفال سنويا بيوم الاراضي الرطبة في الثاني من شباط كل عام.
الى جانب القصر الملكي في رامسر، هناك مبنى ملكي آخر بني من المرمر الابيض في ذات الفترة التي بني فيها المبنى الاول، وقد تحوّل بعد الثورة الايرانية العام 1979 الى متحف لمدينة رامسر. ولانها مقصد معروف للسياح فإن فيها مطار مدني ايضا، كما يوجد فيها مطار صغير للطائرات الشراعية تقوم بجولات سياحية فوق المدينة لمدة نصف ساعة او اقل مقابل مبلغ من المال.
في ضواحي رامسر تتوزع مجموعة من القرى التي تقع على سفاح الجبال او فوقها احيانا كما هو الحال مع قرية \”جواهر\” ذات الجو البارد حتى في فصل الصيف وذلك لأن موقعها فوق مستوى الغيوم.