يستمر الجدل حول عدم انسحاب ممثلة العراق سحر القيسي، اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أثناء خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين ونتنياهو في إطار أعمال الدورة الـ 79 للجمعية.
فبعد المطالبات النيابية بمحاسبة كل من تسبب بتشويه صورة العراق أمام المجتمع الدولي، كشف رئيس كتلة وطن النيابية ياسر اسكندر وتوت، اليوم الثلاثاء، عن استضافة وزير الخارجية فؤاد حسين قريبا في البرلمان.
إذ قال وتوت في تصريح تابعته “العالم الجديد”، إنه “تم الشروع بجمع تواقيع نيابية لاستضافة وزير الخارجية فؤاد حسين على خلفية عدم انسحاب ممثلة العراق سمر القيسي أثناء كلمة المجرم نتنياهو في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة”.
وأضاف أن “مجلس النواب قد طالب في وقت سابق الحكومة لبيان موقفها وإعلام مجلس النواب”، مؤكدا أن “عدم انسحاب ممثلة العراق خلال كلمة راعي الإرهاب والشر نتنياهو خطوة لايمكن السكوت عنها وسيتم محاسبتها”.
وطالبت كتلة الصادقون النيابية، أمس الأثنين، وزارة الخارجية ببيان موقفها الرسمي مما حصل، داعية إلى محاسبة كل من تسبب بتشويه صورة العراق أمام المجتمع الدولي.
وكان رئيس الوزراء محمد السوداني أكد ، في 29 أيلول سبتمبر الماضي، موقف العراق الثابت والمبدئي إلى جانب لبنان في محنته”، مبينا أن العراق مستمر في استقبال المواطنين اللبنانيين الذين اضطرّتهم الظروف إلى مغادرة بلادهم، ويواصل تقديم المساعدات الضرورية والإنسانية لدعم صمود الشعب اللبناني.
كما أشار إلى أن العراق سيواصل جهوده في جميع المحافل الدولية لدعم مساعي لبنان وتحركاته الأممية لإيقاف الحرب، وتعزيز جهود رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي في هذا السياق.
يشار إلى أن وفود العديد من الدول غادرت، في 27 أيلول سبتمبر الماضي، قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بالتزامن مع اعتلاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين ونتنياهو كلمته في إطار أعمال الدورة الـ 79 للجمعية.
ومن بين الوفود المغادرة: تركيا، وإيران، وفلسطين، والسعودية، وقطر، والكويت، حيث فرغ قسم كبير من القاعة من الحضور، كما سُمع تعالي أصوات في القاعة أثناء خطاب نتنياهو.
وأظهرت مقاطع فيديو، أثناء الكلمة، خلو مقاعد غالبية وفود الدول العربية والإسلامية، التي قاطعت خطاب نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، فيما حاول الوفد الإسرائيلي التغلب على هذا الإحراج عبر تعمد التصفيق بشكل متواصل له خلال كلمته.
وحمل رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، في 27 أيلول سبتمبر الماضي، خريطتين اسمهما “خارطة النعمة”، و”خارطة اللعنة”، في منبر الأمم المتحدة، حيث ظهر العراق ضمن خارطة اللعنة، التي ضمت إيران ولبنان وسوريا، وملونة باللون الأسود، معتبراً إيران وحلفائها في العراق الدولتين العربيتين “خارطة لقوس الإرهاب الذي خلقته إيران”.
واستخدم رئيس الوزراء الإسرائيلي في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بعض الدعائم لإثبات وجهة نظره، حيث عرض خريطتين لتوضيح ما يراه كخيارات في التعامل مع إيران.
وطالب العالم أن يختار بين خارطة “النعمة” الإسرائيلية للشرق الأوسط والمحيط الهندي وأوروبا، وبين خارطة “اللعنة” الإيرانية، وسط الحرب المستمرة مع حماس وحزب الله.
وصعد نتنياهو إلى المنصة أمام الجمعية العامة شبه الفارغة، حيث انسحب بعض المندوبين، لكن أولئك الذين تجمعوا لسماعه قدموا تصفيقا صاخبًا قبل خطابه.
وتواجه إسرائيل انتقادات دولية بعد نحو عام على الحرب في غزة التي سقط فيها آلاف المدنيين وفق السلطات الصحية لغزة، والغارات الإسرائيلية على حزب الله في لبنان التي أسفرت عن مقتل المئات وفق الحكومة اللبنانية.
ولم يحضر السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة ووزير الخارجية أنتوني بلينكن الخطاب، حيث كان يستضيف حدثا للأمن الصحي العالمي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي في خطابه، في الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن بلاده “لها كل الحق” في محاربة حزب الله.
وكان حزب الله اللبناني، نعى رسميا في 28 أيلول سبتمبر الماضي، أمينه العام حسن نصر الله، حيث قضى بضربة استهدفت مقر القيادة المركزية للحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت ليلة أمس الأول.
وجاءت عملية اغتيال نصر الله، امتدادا للحرب الدائرة بين إسرائيل وحزب الله، والتي بدأت تتصاعد وتيرتها بعد تفجير اجهزة الاتصال اللاسلكية “البيجر” لدى عناصر حزب الله الأسبوع الماضي، ما دفع الحزب اللبناني إلى الرد بقصف إسرائيل.
ويعد حزب الله، من أبرز قوى محور المقاومة في المنطقة، ويتمتع بتسليح كبير وتحصينات عديدة، فضلا عن القوة البشرية التي يملكها، وترطبه صلات مباشرة بالفصائل العراقية، وغالبا ما يتم تنسيق الهجمات بينهما، وخاصة المتعلقة بإسرائيل.
وخلال الحرب الدائرة بين لبنان وإسرائيل، أقدمت الفصائل المسلحة العراقية، على استهداف إسرائيل بالطائرات المسيرة، وبشكل شبه يومي، ودائما ما تعلن عن إصابتها لأهدافها بدقة وتتوقع خسائر بشرية.
جدير بالذكر، أن السوداني وجه وزارة الداخلية، بالتنسيق مع السفارة اللبنانية في العراق، بمنح المواطنين اللبنانيين الراغبين بالمجيء إلى العراق، وثائق سفر سريعة للذين لايمتلكون جوازات سفر.