تظاهرة الشهداء

\”طالب الشهداء بوضع جهاز السونار لفحص المتفجرات شعارا للدولة العراقية الحديثة\”.

حلمت بالأمس حلما لم أفهمه، فقد رأيت جمعا غفيرا من شهداء العراق الحديث، لست أذكر بالتحديد عددهم، فلقد كان حلمي سريعا ولم أتمكن من إحصائهم، لكنهم بدوا لي بالآلاف والعين وما مدت، بل كان هناك طريق مفتوح ما زال الشهداء يتوافدون منه بالتسلسل، ولم اعرف إن كنت بينهم أم لا؟ لكنهم كانوا يقفون في تظاهرة حاشدة، ويرفعون لافتات كبيرة عليها عبارات، وعندما سألتهم ما الذي يجري وما مطالبهم؟ أبلغوني أن جل مطالبهم تتلخص بضرورة وضع جهاز فحص المتفجرات المسمى بالسونار كشعار للدولة العراقية الحديثة، خصوصا دولة ما بعد 2003، ويرى بعضهم أن تلك خطوة مهمة للغاية فبعض الدول تحاول سرقة هذا الإنجاز العظيم باستخدامه، فقناة BBC بجلالة قدرها وموقعها الإعلامي المعروف وضعت صورة كاملة له تغطي الشاشة، وبالرغم من أن الجهاز، كما هو واضح في الصورة، يستخدم في الوطن العراقي السعيد بنكباته المجيدة، فان بريطانيا، على رأي أحد الشهداء، تحاول بشكل أو بآخر أن تنسب أولوية استخدام هذا الجهاز العظيم لها، في محاولة منها لانتهاك الديمقراطية والنزاهة العراقية، لذا شددوا على مطالبهم بوضع صورة الجهاز على الجواز العراقي، وعلى كافة الوثائق والمستمسكات الخاصة للدولة وللأفراد أيضا.

وطالب أحدهم أيضا بصنع نصب عديدة له توضع في كل شارع، والأهم وضع نصب له في مداخل مقبرة وادي السلام، ومقبرة الكرخ والمقابر الأخرى، تحقيقا للعدالة والمساواة بين فسيفساء المقابر العراقية، لكي يبقى الجهاز شاهدا وحاضرا على مدى الأزمنة، وأيضا كي لا ننسى، على غرار صور المعارك العنترية القديمة، فلكل زمان سلاحه.

كما طالب بعض الشعراء الشهداء بوضع الجهاز في قصيدة تتغرد بقيمته المعنوية والفنية في قلب المواطن العراقي، لتكون نشيدا وطنيا، ودار الخلاف بين بعضهم حول شكل القصيدة؛ هل ستكون عمودية.. تفعيلة أو نثرا؟ بينما طالب بعضهم بقصيدة فيها صورة فنية جديدة مثل حداثة الفعل ورد الفعل، لأن جميع المتظاهرين الشهداء يعيشون فرحة المواطن العراقي عندما يراه فيقف في السيطرات إجلالا واحتراما للجهاز العظيم، لذا فهم يموتون من الفرح كل يوم..

رأيت كل هذا يحدث في تلك التظاهرة حيث كانت قوات الشغب تنثر على المتظاهرين الورود الحمراء والبيضاء، وتحيطهم بالحماية اللازمة كي يعبروا عن طلباتهم، فهذا حق يكفله لهم الدستور.

استيقظت من حلمي الجميل على أصوات تفجيرات من جميع الجهات، ومع كل قدراتي الموروثة من جدتي على تفسير الأحلام، لكني عجزت عن تفسير هذا الحلم، لذا قررت البحث عن تفسيره عند إحدى العرافات، فقالت لي: يا ابنتي عليك بالبخور وطقطقة الحرمل قبل النوم.. هذه عين وصابتك!

إقرأ أيضا