«تفحم ثلاثة أشخاص» بهجوم لمسيرة في السليمانية يثير موجة من الانتقادات

على مدى السنوات التسع الماضية، لم يتوقف الجدل والسجال في المحافل والأوساط السياسية العراقية، وكذلك الخارجيةُ المعنية بالشأن العراقي، بخصوص طبيعة الوجود التركي في إقليم كردستان ومبرراتِه وحجمه وأهدافه، إلا أن ما يحدث خلال الشهرين الماضيين قد أخذ منحى آخر متسترا تحت عباءة الاتفاقية الأمنية.

فبعد قصف قرية “كورا كاني” التابعة لقضاء ماوت بمحافظة السليمانية، استهدفت طائرة تركية مسيرة، اليوم الأربعاء، عجلة تقل ثلاثة أشخاص في ناحية “خلكان” التابع لقضاء “دوكان” في محافظة السليمانية، ما أسفر عن مقتلهم وتفحم جثثهم، الأمر الذي أثار انتقادات واسعة على مواقع التواصل الإجتماعي.

إذ قال قائممقام القضاء سيروان في تصريح تابعته “العالم الجديد”، أن “الهجوم أسفر عن مقتل جميع الركاب الثلاثة الذين كانوا يستقلون العجلة، فيما لم تتمكن الجهات المختصة من التعرف على هوياتهم حتى اللحظة”.

وأضاف أن “فرق الإنقاذ سارعت إلى موقع الحادث فور وقوعه، حيث تمكنت من السيطرة على الحريق الذي اندلع نتيجة الاستهداف”، مشيرا إلى أن “النيران التهمت العجلة بشكل كامل والجثث قد تفحمت معها، مما عقّد من عملية تحديد هويات الضحايا.

وحتى الآن، لم تصدر أي جهة رسمية بياناً حول العملية، وسط حالة من الترقب والقلق تسود المنطقة، إلا أن مصادر مطلعة أكدت، أن القصف تم عبر مسيرة تركية.

إلى ذلك، انتقد ناشطون على مواقع التواصل الإجتماعي صمت حكومتي بغداد وأربيل عما يجري من خرق واضح للسيادة العراقية، فيما حمل آخرون الحزب الديمقراطي الكردستاني في كردستان مسؤولية ما حصل.

من جهة أخرى، أكد ناشطون أن “ضحايا جريمة قصف العجلة في السليمانية اليوم كانوا أب وطفلين يبلغان من العمر 13 و15 عاماً”.

وشنت طائرات حربية تركية، في 2 أيلول سبتمبر الجاري، قصفاً جوياً عنيفاً على قرية “كورا كاني” التابعة لقضاء ماوت بمحافظة السليمانية، فيما لم ترد معلومات إضافية حول آثار القصف والأضرار الناجمة عنه، بحسب مصادر أمنية.

وكان النائب عن محافظة نينوى، عبد الرحيم الشمري، كشف في مطلع الشهر الجاري، عن انقلاب تركيا على اتفاقياتها مع العراق بعد زيارة وزير الدفاع ثابت العباسي لتركيا قبل أكثر من أسبوع.

وشهدت محافظة كركوك، في 29 آب أغسطس الماضي، سقوط طائرة مسيرة في منطقة الكورنيش وسط المحافظة، ليتبين فيما بعد أنها تركية المنشأ.

ومنذ نحو شهرين، يشهد قضاء العمادية في أربيل قصفاً عشوائياً مستمراً من قبل المدفعية التركية ومسلحي حزب العمال الكردستاني مما يثير حالة من الهلع والخوف بين السكان المدنيين في القرى المتضررة.

ورصدت منظمة “فرق صناع السلام” الأميركية (CPT)، في نهاية شهر حزيران يوينو الماضي، دخول الجيش التركي صوب اقليم كردستان العراق بـ300 دبابة ومدرعة واقامة حاجز امني ضمن حدود منطقة بادينان، خلال الأيام العشرة الماضية.

وتصدر هاشتاغ “تركيا_تحتل_دهوك”، في 30 حزيران يونيو الماضي، الترند في العراق على منصة X (تويتر سابقا)، بعد استمرار القصف والتوغل التركي في المحافظة، وسط صمت حكومي مطبق.

جاء ذلك، بالتزامن مع شن الجيش التركي هجمات عنيفة على محافظة دهوك، مما أسفر عن تدمير كنائس ومنازل ودور عبادة.

ومنذ مطلع العالم 2021، صعدت تركيا من عملياتها في العراق بشكل كبير، ونفذت العديد من عمليات الإنزال الجوي، فضلا عن إنشاء نقاط أمنية بعد دخول قواتها البرية لمناطق مختلفة من دهوك ونينوى، إضافة إلى الإعلان عن إنشاء قاعدة عسكرية جديدة في الأراضي العراقية، وذلك بهدف ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني، وخاصة في قضاء سنجار بنينوى.

إقرأ أيضا