انخفاض كبير شهدته المساحات المزروعة بالألغام في نينوى، بتخلصها من نحو 80 بالمئة وفقا لمسؤولين ومتخصصين، أكدوا أن المساحة المتبقية بلغت 62 كيلومترا مربعا من أصل 415، وسط تأكيدات على أن العمل مستمر لمسح كافة المناطق وإزالة الألغام عبر التعاون مع المنظمات الدولية، وفيما أشاروا إلى أن الأمر سيستغرق بعض الوقت، نفوا أن يحتاج عشرات السنوات.
ويقول مدير عام دائرة شؤون الألغام في وزارة البيئة ظافر محمود خلف خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “العبوات الناسفة المسجلة لدينا تغطي نحو 62 كيلومتر مربع بعدما كانت تغطي 415 كيلومتر مربع، حيث تم تطهير نسبة كبيرة منها”.
ويبين خلف، أن “الحديث عن بقاء المتفجرات لمدة 50 سنة مقبلة مبالغ فيه”، مشيرا إلى أن “بعض الأقضية مثل البعاج لم يكتمل مسحها بسبب أوضاعها الأمنية، ولا توجد لدينا خارطة كاملة عن نسب التلوث فيها، ولكن نتوقع أنها قليلة ولا تحتاج زمنا طويلا لتطهيرها، والعمل يجري حاليا في الموصل القديمة وسنجار”.
وكان المسؤول في قوات البيشمركة وعضو المكتب السياسي بالاتحاد الوطني الكردستاني، محمود سنكاوي، أعلن يوم أمس الجمعة، أن تنظيم داعش زرع قنابل في العراق ستبقى تنفجر لغاية نصف قرن آخر، وذلك تعليقا على حادثة انفجار عبوات ناسفة على قوات تابعة للبيشمركة الأسبوع الماضي.
يشار إلى أن المساحة الملوثة بالألغام في العراق، كانت تبلغ 6 آلاف كيلومتر مربع، وانخفضت بفعل المسح والإزالة إلى 2700 كيلومتر مربع، فيما تتركز الألغام في محافظتي البصرة والمثنى.
يذكر أن المدير الأقدم لبرنامج العراق في دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام يونيماس (UNMASS) بيير لودهامر، أعلن العام الحالي، أن المساحة الملوثة بألغام داعش تمتد عبر أكثر من 1500 منطقة في مدن العراق المحررة من سيطرة التنظيم، فيما أشار إلى أن التمويل الذي يعتمد على المانحين بدأ يتناقص شيئا فشيئا، لوجود أولويات وحروب في أماكن أخرى من العالم، فضلا عن أن الممولين ينظرون للعراق كبلد غني يمكنه تمويل مشاريعه بنفسه.
من جهته، يفيد مصدر أمني رفيع في نينوى خلال حديث لـ”العالم الجديد”، بأن “هناك لجانا تعمل على موضوع الألغام، تساندها فرق ومنظمات”.
ويضيف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن “عدد الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها تنظيم داعش في المحافظة كبير صحيح، ولكنها لا تستغرق 50 سنة لإزالتها، إذ يتم تفجيرها تباعا تحت السيطرة”.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، أفادت بأن مخلفات الحروب تسببت بمقتل وإصابة 16 طفلا في العراق خلال شهر شباط فبراير 2022.
يشار إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أعلنت في وقت سابق أن ما يقرب من 8.5 ملايين عراقي يعيشون وسط تلك الألغام، مبينة أن المخلفات الحربية تسببت بقتل نحو 700 شخص بين عامي 2018 و2020.
إلى ذلك، يوضح الخبير الأمني هيثم الخزعلي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أنه “في كل مناطق العراق هناك حقول ألغام راح ضحيتها العديد من الأشخاص، وعلى وجه الخصوص في نينوى، وذلك بسبب سيطرة تنظيم داعش عليها لفترة طويلة”.
ويلفت الخزعلي إلى أن “هناك تعاقدات مع شركات أجنبية وغيرها لإزالة الألغام، ولكن العمل يجري ببطء، وعليه نحتاج إلى تقييم جديد وإيجاد شركات قادرة على ممارسة العمل ذاته في مختلف مدن العراق”.
ويتابع الخزعلي أن “50 سنة رقم مبالغ فيه، حيث توجد إمكانيات متطورة وكشف عبر الأقمار الصناعية وأجهزة تحسس، وهذه كلها ستسهل من عملية إزالة الألغام”.
جدير بالذكر أن وزير البيئة جاسم الفلاحي، بين في تصريح صحفي في نيسان أبريل الماضي، وجود تلوث جديد بالألغام في المناطق المحررة بعد استخدام تنظيم داعش العبوات الناسفة والألغام، لافتا إلى أن جهود وزارة البيئة من خلال دائرة شؤون الألغام تحتاج إلى تركيز ودعم دولي.
يذكر أن مسؤولا حكوميا كشف سابقا لـ”العالم الجديد” عن توجه دولي لإزالة الألغام من قضاء شط العرب في محافظة البصرة، بالتعاون مع بعثة أوروبية لاستهداف نحو 12.5 كيلومترا، بضمنها مساكن ومزارع، وهذا إلى جانب تأكيده على أن المساحة الملوثة بالألغام في بادية المثنى تبلغ 117 كيلومترا مربعا فقط.
جدير بالذكر، أن بادية المثنى، التي تعد من أكثر المناطق تلوثا بالألغام، والتي هي عبارة عن قنابل عنقودية غير منفلقة، تسببت بقتل 1600 شخص وإصابة الآلاف خلال الـ31 عاما الماضية، وفقا لمسؤول في المحافظة.