تقرير: إيران تؤوي عددا من كبار القاعدة منذ 2001 وفيلق القدس والمخابرات مسؤولان عن شؤونهم

يؤكد تقرير حديث نشر امس السبت، ان ايران منذ 12 عاما تؤوي اسماء بارزة من تنظيم القاعدة رغم نفيها المستمر. وفيما يلفت التقرير الى ان فيلق القدس الايراني كان المسؤول الاول عن متابعة شؤونهم وتوفير الرعاية لهم، قبل ان تتنقل المسؤولية الى جهاز المخابرات. يكشف عن اتفاق سري جمع المسؤول الشرعي في التنظيم مع المخابرات الايرانية في مدينة زاهدان الماحددة لافغانستان وباكستان.

وتبرر عوائل واصدقاء بعض العناصر التي آوتهم ايران، ان ايواء الأخيرة لتلك الشخصيات رغم الاختلاف العقائدي، يعود الى صفقة، تنص على عدم تعرض تنظيم القاعدة الى ايران وهو ما حصل بالفعل.

ويشدد التقرير الذي نشره موقع \”اخبار الان\” العربي، انه وعبر بحوث متواصلة تأكد أن عددا من كبار مسؤولي ما يعرف بمجلس ادارة القاعدة يمكثون فعلا في ايران. ومن بين هؤلاء خصوصا أبو الخير وسيف العدل. 

ويواصل التقرير، انه \”بعد 2001، وانهيار حكم طالبان في أفغانستان، تفرق قادة القاعدة. منهم من ذهب إلى الحدود الغربية باتجاه باكستان مثل بن لادن والظواهري. ومنهم من توجه شرقا نحو إيران مثل أبو حفص الموريتاني، عبدالله أبو الخير المصري، ياسر السوري، سيف العدل وحتى أحد أبناء بن لادن واسمه سعد\”، مؤكدا ان \”هذه مسألة مثيرة للاهتمام. فانتقال هؤلاء إلى إيران كان منظما\”.

وفي مقال نشره موقع شؤون خارجية في 29 كانون الثاني 2012، كتب سيث جونز بناء على بث في وثائق استخباراتية أنه في تشرين الاول 2001، أرسلت الحكومة (الإيرانية) وفدا إلى أفغانستان لضمان سفر آمن لعملاء (القاعدة) وعوائلهم إلى إيران.

يتساءل التقرير لماذا قامت ايران بهذا الفعل؟

يجيب إمام سيد الشريف، أحد أهم منظري القاعدة، \”لم يبدو مستغربا مما حدث. لأن لجوء القاعدة إلى إيران إنما يدلل على التناقض الذي يعيشونه ولعبة المصالح التي تخفى على مؤيديهم\”، لافتا الى ان \”إمام سيد الشريف ظل واحدا من القاعدة إلى أن وقعت هجمات الحادي عشر من سبتمبر. استقال، ورحل إلى اليمن. هناك اعتقلته السلطات ورُحل لاحقا إلى مصر. سجن. ثم أطلق سراحه\”. 

يقول تقرير \”اخبار اللآن\”، ان مراسل القناة التقى سيد إمام الشريف في عيادته في بني سويف، حيث ذكر له انه \”كان لديهم مواقف ضد الشيعة بقوة قبل أحداث 11 سبتمبر, وعندما وقعت أحداث 11/9  لا الجهاد فرض عين!! ولا الشيعة أعداء لنا!! الجميع هرب إلى إيران\”.

ويضيف \”هذا حصل بإتفاق صريح بين مسؤول اللجنة الشرعية في تنظيم القاعدة وبين المخابرات الإيرانية في مدينة زاهدان الإيرانية وهي على الحدود ما بين أفغانستان وباكستان إيران\”.

ويتابع \”اتفاق بين مسؤولين في اللجنة الشرعية في القاعدة وبين المخابرات الإيرانية على أن القاعدة والعائلات جميعها تأتي إلى إيران, واتجه إلى إيران من هم من القاعدة ومن غيرها, فإيران صنفتهم قسمين, من القاعدة, ومن غير القاعدة, وفصلوهم فصلا تاما في الإقامة والمعيشة وأشياء أخرى, وبدأوا بعد ذلك بأن أصبح لديهم علاقات خاصة, أي أناس ليسوا من القاعدة وفّروا لهم المأوى, ومن يريد منهم المغادرة فليغادر\”.

ويستدرك الشريف \”لكن القاعدة في ذلك الوقت كانت بمثابة رهائن عند إيران, ماذا يعني رهائن عند إيران؟؟ يعني أن إيران تؤمن بأن القاعدة لن تفعل أي شيء ضدها وقد كان, أي أن القاعدة من بعد 11/9  إلى الآن لم تقم بأي عملية ضد إيران, تصدر أي تهديد ضد إيران, ولم تصدر بيان تهديد ضد إيران, لماذا؟ لأنهم رهائن عند إيران\”.

ويستطرد \”فأنت في قبضتهم, وهذا الحد الأدنى لإتقاء شركَ , أي أن إيران تتقي شر القاعدة بأن يكون لديها رهائن منهم. بعد ذلك أن تستفيد منك إيران\”.

ويستشهد على ذلك بالقول إن \”أحد الأشخاص مؤلف كتاب إدارة التوحش, وهو الذي أصّل جميع الأعمال التي يمكن أن تصفها بأنها أعمال إجرامية وأعمال بشعة, وأعطاها غطاء شرعياً, ومؤلف الكتاب غير مؤهل أصلاً لأن يكتب في الأمور الشرعية وهو محمد خليل الحكايمة, كان يعمل سابقا في الإذاعة الإيرانية إذاعة طهران, وهو ألف كتابا يشعل الناس, وجميع الأعمال التي حصلت في السعودية من تفجيرات في حقول البترول وقطع… وأشياء أخرى, محمد خليل الحكايمة هو من فعل ذلك في كتابه إدارة التوحش وهو كان مقيماً في إيران ويعمل في إذاعة طهران لأن له خلفية إعلامية. فهذا من ناحية إستفادة إيران, وإيران طبعا أي ورقة قادرة أن تلعب بها لتضيف لها أوارقا جديدة, فهي ستلعب بها\”.

وتذكر وثائق نقل عنها موقع \”اخبار الآن\”، أنه \”في البداية، تولى أمرهم فيلق القدس، الجناح النخبوي من الحرس الثوري الإيراني المعني بالتنظيمات الخارجية. فقام بنقل المئات من عناصر القاعدة إلى الاراضي الإيرانية، وأسسوا في إيران مجلس الإدارة، المعني بتقديم العون لقادة القاعدة في باكستان. ظلوا على علاقة وثيقة ببن لادن. حتى إن سيف العدل ساعد في تنظيم المسلحين في محاولة لقلب نظام حامد كرزاي في ذلك الوقت. كما قدم عونا للهجمات الإرهابية في مايو 2003\”.

ويسترسل التقرير \”لكن يبدو أن الجدل بدأ يحتدم في إيران حول هذه العلاقة مع القاعدة وحول المشاكل التي ستسببها لـ طهران. بالفعل، وبحسب الوثائق، في أواخر 2002ومطلع 2003، تحدث مسؤولون أمريكيون إلى نظرائهم الإيرانيون من أجل ترحيل قادة القاعدة. لكن إيران رفضت. لكن في ذلك الوقت، تولت وزارة الاستخبارات الإيرانية ملف القاعدة عوضا عن الحرس الثوري\”.

وظلت العلاقة قائمة بين القاعدة والسلطات الحاكمة في إيران. لكن ظلت المسألة مشوبة بالغموض.

ويردف التقرير ان مراسل \”اخبار الآن\” توجه إلى نواب ايرانيين وسألهم عن رأيهم بوجود القاعدة في إيران. والجواب كان \”الرفض المطلق\”.

سيد هادي حسيني،  نائب في البرلمان، ممثل قرى قائم شهر (مازندران) يبين قائلا \”لا أظن أن تواجدهم (القاعدة) هو مجرد شائعة ولكن من الممكن أن يسافر أي شخص و ليس بالضروري أن يكون تابعا لحزب ما أو جماعة ما أو القاعدة بحد ذاتها. في النهاية نظامنا يخالف تماما الإرهاب وما يتعلق به وكل من يريد الإرهاب سواء أكان شخصا واحدا أو مجموعة ما فنحن لن نمهد الطريق لهم بل سنحاكمهم ونقاضيهم\”.

ويتابع \”كما نحن لا نسمح ابدا أن يستفيد ايا كان من أرضنا ليقمع أو يخرب في البلاد المجاورة لنا  ايران بلدا و شعبا لا يرضون إلحاق الضرر بالجيران و مخالفين تماما لمبدأ الإرهاب\”.

نائب ايراني اخر اسمه ابو القاسم جلالي، ممثل مدينة قشم و ميناء عباس. يؤكد \”كبلد اسلامي استقبلنا من يواجه مشاكلا في البلاد المجاورة كأفغانستان وهم حتى الآن هنا ويعيشون هنا ولكن الأمن الإيراني درسهم بشكل جيد وتعرف عليهم بشكل دقيق ونحن بشكل عام نرفض ونعارض أي شخص أو مجموعة تريد أن تحدث اضطرابا في امنه الداخلي أو أمن المناطق المجاورة\”.

ويذكر الموقع الاخباري انه سأل عوائل قيادات القاعدة الموجودة في إيران. 

عائلة أبو الخير، تجيب \”هي مصالح وصفقات\”.

عبدالله الرجب، أحد جيران أبو الخير، يقول \”ﻻ استبعد على اﻻطﻻق ان ايران ممكن اسلمه ﻻمريكا ﻻن في السياسة كل اﻻوراق مطروحة وكل اﻻمور جائزة طالما ان ايران اخذت ابوغيث وابو حفص وسلمت احداهما واﻻخر عاد لبلده، فعبدالله واحد منهم وجائز ان يكون في الخطة المبادﻻت السياسية وان يتم تسليمه ﻻمريكا\”.

إقرأ أيضا