صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

تلعفر: أول بلدة شيعية تسقط بيد (داعش).. و(بلد) تقاومه خوفا من وقوع مجازر

نجح مقاتلو \”تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام\” باقتحام بلدة تلعفر الشيعية، في ساعة متأخرة من مساء أمس الأحد، بعد فشل هجوم كبير شنه عناصر (داعش) على البلدة ذاتها ليل السبت الماضي، إثر تدخل من طيران الجيش ومقاومة عنيفة أبدتها القوات الأمنية واهالي القضاء، الذي لم يسقط مع سقوط محافظة نينوى الاربعاء الماضي.

 

وفي تطور سريع، ويبدو كمناورة لتأجيج الوضع الطائفي في العراق، اجتاح عناصر (داعش) الذين يعدّون الشيعة \”كفارا\”، بلدة تلعفر ذات الغالبية التركمانية الشيعية.

 

ويعد هذا الهجوم، هو اول هجوم واسع تشنه (داعش) على بلدة ذات غالبية شيعية، وسط مخاوف من ارتكاب مجازر بحق السكان، والذي قد يطلق ردة فعل عنيفة من قبل المقاتلين الشيعة الذي دعتهم المرجعية الدينية في النجف الى \”الجهاد\”.

 

وفي حصيلة اولية، لوكالة الصحافة الفرنسية، فان 10 اشخاص على الاقل قتلوا في الهجوم، فيما جرح نحو 40 اخرين.

 

وقال شاهد من اهالي البلدة في اتصال هاتفي مع \”العالم الجديد\”، بأن \”الارهابيين هاجموا تلعفر من عدة مناطق في آن واحد\”، مستدركاً بأن \”المقاومة كانت عنيفة لهم من قبل السكان وقوات الامن، لكن المهاجمين كانوا مجهزين باسلحة افضل من التي يمتلكها السكان والشرطة\”.

 

وبيّن الشاهد، بينما كان يُسمع اصوات لاشتباكات، ان \”اهل تلعفر بعد العجز عن صد الهجوم، قاتلوا من اجل تأمين نزوح العوائل\”.

 

وكان النائب عن المكون الشبكي، حنين قدو، حذر صباح امس الاحد،  من سقوط قضاء تلعفر بيد مسلحي (داعش) خلال \”الساعات المقبلة\”، محملاً القوات الامنية مسؤولية حماية البلدة التي وصفها بأنها \”المدينة الوحيدة الصامدة في نينوى\”، منوهاً في حديثه لموقع \”شفق نيوز\”، ان \”الجماعات المسلحة تحاصرها من ثلاث جهات وتستخدم المدافع والصواريخ لضربها\”.

 

وكانت مصادر محلية ذكرت لـ\”العالم الجديد\”، ان \”قائد العمليات الجديد في الموصل أبو الوليد وصل الى قلعة تلعفر لقيادة معركة تطهير البلدة من داعش\”، فيما لم يتسن لها التأكد من صحة المعلومة.

 

بينما، اعلن المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة، الفريق قاسم عطا، عقب الهجوم الصباحي على تلعفر بأن \”القوات الامنية تمكنت وبمساندة العشائر من رد الهجوم الذي نفذ من قبل تنظيم داعش على القضاء\”.

 

في الوقت الذي اشاد رئيس الوزراء نوري المالكي بـ\”صد الهجوم على تلعفر\” خلال اجتماعه مع كبار قادة الفرقة 17 المتمركزة جنوب بغداد.

 

ونقلت \”رويترز\”، عن مسؤول محلي في تلعفر قوله ان \”الوضع كارثي، هناك قتال جنوني ومعظم الأسر محاصرة داخل منازلها، ولا تستطيع مغادرة البلدة\”، مشددا في حديثه – صباح أمس- انه \”اذا استمر القتال فقد يسفر عن قتل جماعي بين المدنيين.\”

 

وتعد تلعفر (70 كم شمال غربي الموصل( اكبر قضاء في عموم العراق بمساحة 28 كم مربع، ويقطنه 220 الف نسمة، بحسب إحصاءات وزارة التجارة في كانون الأول من عام 2010، وتبعد عن جنوب الحدود العراقية – التركية حوالي 38 ميلاً، وعن شرق الحدود العراقية السورية بحوالي 60 كم، اهمية استراتيجية لـ(داعش) لكونها احد اهم المعابر الى سورية.

 

وبحسب مراقبون، فأن هجوم مقاتلي (داعش) وجماعات مسلحة اخرى على صلة بالقاعدة وبـ\”حزب البعث\” المحظور، بدأ يتباطأ منذ أمس السبت (14 يونيو حزيران) بعد عدة أيام من تقدمهم السريع حيث استعادت القوات الحكومية بعض الأراضي في هجمات مضادة خففت الضغط على الحكومة.

 

وبسقوط تلعفر، تكون البلدة هي اول منطقة شيعية ضمن مناطق ذات غالبية سُنية، تخرج عن سيطرة الحكومة المركزية، ما قد يُسفر عن هجوم واسع للجيش وللجماعات الشيعية المقاتلة لاستعادتها مجددا، بينما يظل قضاء بلد شمال بغداد، ذو الغالبية الشيعية، مهددا باجتياح مماثل.

 

وتعرضت بلد الى هجوم مساء امس، عند الساعة التاسعة مساءً، بحسب مصدر أمني لـ\”العالم الجديد\”، ان \”الطيران العراقي قصف تجمعاً لمسلحي (داعش) مساء اليوم (امس) في محطة وقود بلد، بمنطقة المحطة\”.

 

وافاد المصدر ان \”المحطة تبعد مسافة 3 كم من مركز القضاء\”، مضيفاً انها \”تعد حاضنة مهمة لداعش، والجماعات المسلحة الاخرى\”.

 

وبُعيد القصف المروحي للجيش العراقي على تجمع (داعش)، اندلعت اشتباكات بين القوات الامنية ومتطوعين من اهالي القضاء من جهة، ومسلحي (داعش) من جهة اخرى.

 

وفي تطور لاحق، اكد المصدر ان \”تعزيزات عسكرية وصلت القضاء\”، مبيناً ان \”كتيبة من الفرقة المدرعة مع عدد من الدبابات الليزرية، وصلت الى منطقة محطة بلد، تحت غطاء جوي، وشن هجمة واسعة ضد المسلحين\”.

 

وتبعد بلد عن العاصمة بغداد نحو 85 كلم شمالا، ويقع فيها مرقد (سيّد محمد) والمعروف بـ\”سبع الدجيل\”، وهو احد المزارات الشيعية المهمة في المنطقة، وفيها ايضا قاعدة بلد الجوية التي ستكون مقراً لطائرات الـF16 ، والتي ستصل العراق نهاية العام الجاري، بعد ان وصلت اولى هذه الطائرات قبل نحو اسبوعين.

إقرأ أيضا