تلفزيون الخبر الالكتروني السوري: تقنيتان في وسيلة إعلام يديرها شباب

هيك صار.. بهذه العبارة يفتتح تلفزيون الخبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي \”فيسبوك\” في إشارة إلى نقله الأخبار كما هي ودون أي مبالغة. التجربة الأولى من نوعها في سورية التي تجمع بين تقنيتي الموقع الالكتروني \”الويب سايت\” و\”التيلي راديو\” انطلقت في 17 نيسان 2012 من مدينة حلب السورية، إلا أن الظروف الصعبة التي تعيشها عاصمة الشمال والاقتصاد السوري أدت إلى انتقال استوديوهات وإدارة المحطة الالكترونية السورية الوليدة بين مدينتي دمشق واللاذقية.

ومع مرور أكثر من عام على تأسيسها وانطلاقها بدأت المحطة تكتسب رصيدا مقبولا وجيدا لدى الشارع السوري؛ بحسب عبد الله عبد الوهاب، مدير عام ورئيس تحرير \”الخبر\” الذي يقول \”نكاد نجزم أننا وبوسائلنا البسيطة وبلا أي تسويق إعلاني للقناة، عدا مهنيتها ومصداقيتها، تمكننا من بناء قاعدة جماهيرية شعبية، نقيمها بالممتازة، تمكننا من خلالها منافسة كبرى وسائل الإعلام الموجودة خاصة مع ملاحظة الفارق أننا وسيلة إعلام محلية سورية تبث من الأراضي السورية لجمهور سوري أولا\”.

وعن أسباب الخوض في هذه التجربة ذكر لـ\”العالم الجديد\” أن \”الفكرة أتت من محاولة مجموعة من الشباب السوري المؤمن بقدراته وصاحب الخبرة الإعلامية على اختلاف نواحيها (فكريا وتقنيا)، مواكبة مجريات العصر وتطورات الإعلام ومحاولة تفعيل عدة طرق ووسائل إعلامية عبر محاولة تقديم تجربة جديدة من خلال المزاوجة بين المقروء والمسموع عبر موقع الكتروني متلفز يبث بتقنية \”التيلي راديو\”.

كثيرة هي التسريبات التي رافقت مصدر تمويل المحطة وولاءها لهذا الطرف السياسي أو ذاك فمرة هي مع \”تيار الإرادة الشعبية\”، وأخرى مع \”هيئة التنسيق\”، وثالثة مع \”الحزب السوري القومي\”، إلا أن رئيس التحرير يفند هذه الادعاءات بتأكيده \”نحن أول إخبارية الكترونية سورية، تمويلنا ذاتي ويمكن أن ينفد في أي وقت، ونعتمد على إيرادات القناة لتمويلها\”. ويواصل \”لا نتبع أي جهة بل حاولنا أن نكون منبرا لكل تجمع أو تحرك سياسي منظم وسلمي إيمانا منا أن كل سوري يستحق مكانا له لتسويق أفكاره بما لا يتجاوز خطوطنا الحمر التي تعتبر معيارا برأينا الخاص كمؤسسة\”.

ويلفت عبد الوهاب \”حاولنا أن نكون على مسافة واحدة ممن سبق ذكرهم وغيرهم ممن يحتاج السوري التعرف على أفكارهم وطروحاتهم عن قرب ليحدد موقفه منهم بدقة، وربطنا بهذه الجهات على اختلاف توجهاتها هو دليل على نجاحنا جزئيا في ذلك\”.

ولا يرى رئيس التحرير أن محطته جاءت لتفادي الأخطاء التي يعانيها الإعلام الرسمي السوري، فـ\”وجودنا ليس ردة فعل على حدث أو أحد، لسنا إعلاما رسميا لنحاول تلافي أخطاءه أساسا، حملنا رسالتنا المستقلة وهي احترام المتلقي السوري وتقديم ما يتناسب ومهنيتنا وأكاديميتنا\”.

ويستطرد \”ابتكرنا شكلا جديدا في الإعلام يعتمد على خبرات سورية تم انتقاؤها بدقة لتقدم هذا الشكل الجديد بما يتناسب وسياستنا التحريرية وضوابطنا الشخصية الأخلاقية والمهنية بمعزل عما يقدمه الآخرون\”.

ولا يريد عبد الله عبد الوهاب تقييم الإعلام الرسمي السوري، إلا أنه لا يخفي انتقاده لعدد من مفاصله \”لا يمكننا تقييم الإعلام الرسمي كخط لأنه بالأساس إعلام رسمي مهمته تقديم الرواية الرسمية ووجهة النظر الحكومية، ونحن نتمنى من موقعنا كسوريين أن يكون أكثر احترافية ومهنية وان تعطى له الفرصة الحقيقية ليتطور ويقدم رسالته حتى الموجهة منها بما يحترم عقل المتلقي السوري عبر التخلي عن شخصيات حجرية فيه لصالح المواهب الشابة الحقيقة التي تتوافر وبكثرة\”.

وبحسب رئيس التحرير فان التلفزيون لا يخفي اعتماده على الكوادر الشابة السورية وإعطائها الفرصة الكافية وبنفس الوقت التركيز في المهنية والحرفية. ويعقب بأن \”الكادر الإداري للقناة هم مجموعة من الإعلاميين الشباب والاختصاصيين التقنيين أصحاب الخبرات كل في مجاله جمعهم موقف واحد وهدف واحد بمشروع إعلامي جديد يقدم فيه كل منهم ما يرضي ذاته المهنية والإنسانية، وبالنسبة لبقية فريق العمل فالعامل الأول هو المهنية والخبرة العملية إلى جانب الانتماء أخلاقيا -إذا صح القول- للمشروع، ففريق العمل يضم كل الأطياف السورية اجتماعيا ودينيا وسياسيا وكل منا يقدم رسالته ملتزما بسياسة القناة\”.

ويشدد \”على الفرد في فريق العمل في تلفزيون الخبر أن يكون متعصبا لسوريته بما يكفي ليكون فردا من فريق العمل، وان يمتلك الموهبة الكافية في مجاله بناء على تقييمنا، كل ما عدا ذلك نحن نقوم بالتدريب عليه لأن فريقنا جاهز وقادر على تدريب الكوادر وتقديمها بالقدر اللازم من الاحترافية\”.

المحطة انتهت مؤخرا من البث الصوتي التجريبي، وانتقلت إلى تقديم النشرات الإخبارية المفصلة والموجزة، عدا عن نظام الاعتماد على بث خبر بعد كل 3 أغان.

ويوضح رئيس تحريرها أن دورتها البرامجية المقبلة ستقتصر على ذلك مع بث برنامج خدمي لتلقي شكاوى السوريين.

ويختم رئيس التحرير الشاب تأكيده أن المحطة تعتبر شعارها \”هيك صار\” دليلا على تقديم الخبر الحقيقي والواقعي.

أقرأ أيضا