صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

جديد الشاعر عبدالكريم كاصد

صدرت حديثًا للشاعر والمترجم العراقي المعروف المقيم في المملكة المتحدة، عبدالكريم كاصد، مجموعة شعرية جديدة بعنوان “من يعرف الأرض؟ من يعرف السماء؟” محتوية نصوصًا ومقاطع شعرية توزعت على 188 صفحة من القطع الوسط، ضمن إصدارات “العائدون للنشر والتوزيع- عمّان”، وتتصدر المجموعة صورة غلاف لزياد عبدالكريم كاصد.

وكتب الشاعر الأردني عمر شبانة، مدير ومحرر “دار العائدون للنشر والتوزيع”، عن المجموعة: “بدءًا من العنوان، ومن التساؤل المزدوج، نحن حِيالَ عالَمَين؛ عالَم الأرضِ وعالَم السّماء، أو هذا ما يبدو للوهلة الأولى من تناول الدّيوان، ولكن، في أيّ أرضٍ وأيّة سماء سنجد أنفُسَنا ونحنُ نغوص فيهما؟ أرض الواقع، أم أرض الأحلام؟ وهل تلك سماءُ النجوم والأقمار، السّماء الزرقاء، أم سَماء الدّيانات والأساطير؟ هي أسئلة عن العوالم التي تثيرها قصيدة عبدالكريم كاصد ولغته وتصويره وفلسفته في رؤية الحياة بوجوهها وأبعادها المتعددة”.

ويشير شبانة إلى أن “تجربة عبدالكريم كاصد الشعرية خصوصًا، والثقافية عمومًا، تشكِّل واحدة من التجارب العربية الجديرة بالاهتمام. وبالنسبة لجيلنا من شعراء الثّمانينيات، فقد مثّل ديوانه “الشاهدة” (في طبعة دار الفارابي 1981) علامة بارزة في الشعر العربيّ الجديد”.

وعبدالكريم كاصد من مواليد البصرة 1946. حصل على ليسانس في الفلسفة من جامعة دمشق 1967، وعلى الماجستير في الترجمة من جامعة ويستمنستر/ لندن 1993، وبكالوريوس في الأدب الإنكليزي من جامعة نورث لندن 1995. عمل مدرسًا لعلم النفس واللغة العربية في العراق والجزائر. وفي سنة 1978، غادر العراق إلى الكويت هاربًا عبر الصحراء على جملٍ، ثمّ إلى عدن، حيث عمل محرّرًا في مجلة “الثقافة” اليمنية. وفي نهاية 1980، رحل إلى سورية، ثمّ إلى لندن أواخر 1990، حيث يقيم حاليًا، مع طفليه زياد، وسارة، بعد رحيل زوجته حذام سنة 2002.

تُرجم شعره إلى اللغتين الفرنسية والإنكليزية في أول أنطولوجيا للشعر العربي أعدّتها الدكتورة سلمى خضراء الجيوسي، كما أدرج اسمه وأعماله الأدبية في (معجم الكتّاب المعاصرين)، و(معجم البابطين)، و(أنطولوجيا الأدب العربي المهجريّ المعاصر) للدكتور لطفي حدّاد. أقيم باسمه مهرجان المربد سنة 2006.

أثرى عبدالكريم كاصد المكتبة العربية بعشرات الكتب، في الشعر والقصة والمسرح والنصوص وأدب الرحلات والدراسات وترجمات شعرية عن الإنكليزية والفرنسية، كما ترجمت أعماله إلى الإنكليزية والفرنسية واليابانية. يُعِدُّ حاليًا بالتعاون مع الأديب والمترجم، جمال حيدر، ترجمة الأعمال الشعرية الكاملة ليانيس ريتسوس، التي تبلغ أكثر من 120 مجموعة شعرية عن اللغات الثلاث: اليونانية والإنكليزية والفرنسية، صدر منها أربعة مجلدات حتى الآن عن مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر في القاهرة.

من أجواء المجموعة:

إذا ما أردتَ الدخولَ إلى مدينة الشعر

فإنّ أوّلَ ما يصادفك في الطريق:

قريةٌ

في القرية نهر

يقطعُهُ جسر

وبيتٌ

لا يسكنهُ أحدُ

***

مع أنّ السماءَ زرقاء

والأرضَ زرقاء

وكلّ شيء أزرق

فلا تهبطِ القريةَ

لئلاّ يسكنكَ البيت

ولا تنزلِ النهر

لئلاّ تغرق

وإذا ما أردتَ الوصولَ إلى البيت

فلا بدّ أن تعبرَ الجسر

           ستسير،

                وتسير،

                     وتسير

دون أنْ تصل

فإنْ وصلت

– وهذا محال-

فستبصر لافتةً

كالإصبع

تشير إلى ذلك البيت

وقد خُطّ عليها بحرفٍ صغير

صغيرٍ جدًّا

“هنا يسكنُ الشاعر”.

إقرأ أيضا