صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

“حادثة المطار”..هروب من المسؤولية أم تغييب للحقائق بعد تسمية الشارع باسم “المهندس”

ما زال المشهد السياسي بشأن اغتيال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم ‏سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس بغارة أمريكية بالقرب من مطار بغداد الدولي “غير واضح”.

ما زال المشهد السياسي بشأن اغتيال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم ‏سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس بغارة أمريكية بالقرب من مطار بغداد الدولي “غير واضح”.

ورغم عقد الوفود القضائية العراقية والإيرانية اجتماعات متباعدة، لبحث تطورات التحقيق بعملية الاغتيال إلا أن نتائج التحقيقات التي تبنتها بغداد وطهران لم تكتمل، حيث تبرر السلطات الإيرانية ذلك، بأن الولايات المتحدة ودول الغرب تضع العراقيل أمام التحقيق، أما في العراق تتعالى الاصوات السياسية بإدانة أمريكا في المحاكم الدولية والقصاص من رئيس جهاز المخابرات العراقي السابق، مصطفى الكاظمي لتورطه في توفير المعلومات للأمريكيين عن سليماني والمهندس.

ومع حلول الذكرى الرابعة لحادثة المطار، أقرت الحكومة، اليوم الثلاثاء، تسمية الشارع المؤدي إلى مطار بغداد الدولي باسم (الشهيد أبو مهدي المهندس).

وذكر المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء في بيان تلقته “العالم الجديد”، إن “مجلس الوزراء أقرّ رسمياً تسمية الشارع المؤدي إلى مطار بغداد الدولي باسم (شارع الشهيد أبو مهدي المهندس)”.

وأضاف أن “ذلك جاء تزامناً مع ذكرى استشهاد قادة النصر”.

إلى ذلك أعلنت كل من محافظة واسط والمثنى والديوانية والبصرة وبابل وكركوك تعطيل الدوام الرسمي يوم غد الأربعاء، لاحياء ذكرى استشهاد قادة النصر.

ويشهد مطار بغداد الدولي، في الثالث من كانون الثاني توافد المئات من أنصار الحشد الشعبي لإحياء ذكرى الاغتيال، حيث يتم نصبهم الخيام قرب تمثال (قادة النصر)، الذي تم نصبه في مطار بغداد وتحديدا في مكان استهدافهما، مع إطلاق الأناشيد التي تتغنى بهم، وسط انتشار أمني مكثف.

وأدرجت إيران 61 شخصية أميركية، في يوليو تموز الماضي، على قائمة العقوبات بينهم وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو، فيما أعلنت لجنة التحقيق الإيرانية المكلفة بقضية ‏سليماني، في 31 ديسمبر كانون الأول الماضي، أن لائحة الاتهام في الجريمة باتت ‏جاهزة تقريباً.

يذكر أنه في 3 كانون الثاني يناير 2020، اغتالت طائرة مسيرة أمريكية قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، بضربة جوية قرب سور مطار بغداد الدولي، وذلك بعد استقبال المهندس لسليماني وخروجهما من المطار.

وجاءت عملية الاغتيال، بعد أسابيع من تظاهر فصائل مسلحة عند بوابة السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء وتحطيم بوابتها الخارجية، احتجاجا على قصف أمريكي لأحد مقار الفصائل المرتبطة بالحشد قرب الحدود مع سوريا، وذلك ردا على عمليات مسلحة ضد قواتها المنتشرة في العراق وسوريا.

وبعد عملية الاغتيال، نفذت الفصائل المسلحة هجمات متتالية ضد المصالح الأمريكية في العراق بغية إخراجها من البلد، وبلغ عدد الهجمات طيلة العام المذكور 76 استهدافا بصواريخ الكاتيوشا والعبوات الناسفة، لكن منذ نيسان أبريل 2021، بدأت باستخدام الطائرات المسيرة في تنفيذ عملياتها، الأمر الذي أثار قلق واشنطن، بحسب صحيفة نيويورك تايمز.

 وفي يناير كانون الثاني 2023، احيى قادة العراق الذكرى الثالثة لاغتيال قادة النصر، فيما اقام الحشد الشعبي فعالية إضاءة شموع في طريق مطار بغداد الدولي، حيث قال هادي العامري، رئيس تحالف “الفتح”، في كلمة له، إن “ذكرى اغتيال قادة النصر هي ذكرى حزينة على جميع العراقيين”، معتبرا أن “الثأر” لهم يكون بـ”الإخراج الكامل للقوات الأجنبية من البلاد”.

جدير بالذكر، أن 2022، شهد تظاهرات حاشدة في ساحة التحرير وقرب أبواب المنطقة الخضراء، للحشد الشعبي إحياءً للذكرى الثانية لحادثة المطار، بالإضافة الى الذكرى الثانية لاقتحام أسوار السفارة الأمريكية عام 2019، من قبل قادة الفصائل المسلحة.

وخلال شهر آذار مارس 2021، أثيرت ضجة كبيرة، بعد سقوط يافطة عملاقة حجمها 400 متر تضم صور المهندس وسليماني، وضعت قرب مطار بغداد الدولي، وقد جرى اتهام الكاظمي بإزالتها، ومن ثم أصدرت هيئة الحشد الشعبي بياناً رسمياً قالت فيه، إن “الجدارية تم تجديدها وسقطت بسبب الرياح”.

يذكر أن الحشد الشعبي قام بتغير اسم شارع المطار، إلى شارع أبو مهدي المهندس، وفقا يافطات عريضة تتوسط الشارع، لكن ذلك لم يتم بقرار رسمي أو من قبل أمانة بغداد.

إقرأ أيضا