واصلت الجماعات المسلحة والتي تنشط في العراق عبر تنظيم ما يعرف بـ\”الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش)\” استهداف الحجيج الشيعة المشاركين في أربعينية الإمام الحسين، وفي التفاصيل الابرز، استهداف مدينة كربلاء، باربعة صواريخ كاتيوشا على الاقل، ليل الثلاثاء (امس الاول).
وكشف مصدر امني في شرطة محافظة كربلاء، ليل الثلاثاء (أمس الاول)، عن سقوط اربعة صواريخ كاتيوشا، على مناطق متفرقة داخل المدينة.
وقال المصدر إن \”اربعة صواريخ كانت سقطت في ساعة متقدمة من، مساء اليوم (امس الاول)، على مناطق متفرقة في مدينة كربلاء ولم يعرف مصدر اطلاق الصواريخ\”، مبينا إن \”احد الصواريخ سقط في شارع احمد الوائلي في منطقة باب بغداد\”. قرب الصحن الحسيني.
وبيّن المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن \”الاجهزة الامنية اتخذت اجراءات امنية مشددة عقب سقوط الصواريخ وبدأت عملية تفتيش في المناطق المحيطة بمدينة كربلاء بحثا عن المسلحين ومنصات اطلاق الصواريخ\”.
في هذه الاثناء، قتل ستة أشخاص وأصيب 15 اخرون بجروح عندما فجر انتحاري نفسه، امس الأربعاء، بين مجموعة من الزوار في الخالص قرب بعقوبة، شمال شرق العاصمة.
وقال ضابط شرطة برتبة عقيد لوكالة فرانس برس، إن \”انتحارياً فجر نفسه بين زوار شيعة، كانوا متوجهين إلى كربلاء، في بلدة الخالص\” الواقعة على بعد 20 كلم شمال بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد)..
وأضاف المصدر أن \”بين القتلى، شرطياً مسؤولاً عن حماية الموكب، قتل عندما احتضن الانتحاري قبل أن يفجر نفسه، وهو ما قلل عدد ضحايا الهجوم\”.
وبعد ساعات قرر رئيس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي، منح الشرطي الذي استشهد بعد ان احتضن انتحاري، رتبة \”ملازم\” في الشرطة العراقية، ومنح اسرته \”سيارة حديثة\”.
واكد قائممقام قضاء الخالص عدي الخدران لـ\”لسومرية نيوز\”، امس الاربعاء، ان \”منتسبا من فوج طوارئ شرطة ديالى الأول ويدعى أيوب لطيف قتل اليوم (امس)، اثناء منعه انتحاريا يرتدي حزاما ناسفا من استهداف موكب خدمي لزوار الاربعينية في منطقة حي الزهراء شرقي القضاء، مشيرا الى ان الحادث ادى الى مقتل ثلاثة زوار واصابة سبعة اخرين بجروح.
بينما افاد مصدر امني، امس الاربعاء، بان الشرطة العراقية اطلقت النار على انتحاري قرب إحدى نقاط التفتيش في قضاء المحمودية، ما أدى إلى انفجار الحزام ومقتل الانتحاري وإصابة مدني بجروح.
وتشن القوات الأمنية حملات استباقية بالترافق مع حماية الزائرين، كانت حصيلتها اعتقال أمير تنظيم القاعدة لمنطقة شمالي بابل.
وخلال اليومين الماضيين قتل ثمانية زوار متوجهين الى كربلاء، وإصابة 15، في هجومين، بينهما انتحاري، وقال مصدر في الشرطة إن \”انتحاريا فجر نفسه وسط جمع من الزوار في المحمودية جنوب بغداد، ما أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة 12\”.
وبيّن ان \”الهجوم الثاني نفذه مسلحون يستقلون سيارة مسرعة قاموا برمي قنابل على زوار في منطقة بغداد الجديدة، ما أسفر عن مقتل أربعة وإصابة 13 آخرين\”.
وفي مقابل ذلك، قتل ستة مسلحين، بينهم انتحاري فجر نفسه، في الزعفرانية جنوب بغداد. وبحسب مصدر أمني فان \”عددا من الزوار شكوا بشخص يرتدي حزاما ناسفا وابلغوا القوات التي تمكنت من قتله بالحال»، بينما قتل المسلحون الخمسة في الزعفرانية جنوب بغداد.
البعثة الاممية في العراق، ادانت الهجمات على \”الزوّار\” الشيعة، ولفتت الى ان المُمثل الخاص للأمين العام للأُمم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف، يدين بـ\”أشد العبارات الموجة الأخيرة من الهجمات التي تستهدف بشكل متعمد الزوار الذين يشاركون بالزيارة الأربعينية\”.
وقال ملادينوف وفقاً لبيان تلقته \”العالم الجديد\”، ان \”مثل تلك الأعمال الإرهابية تبعث على الإزدراء ولا مبرر لها، لأن ممارسة الشعائر الدينية أمر مقدس في كافة الديانات المختلفة\”.
وتقدم المبعوث الأممي، بـ\”أصدق مشاعر المواساة لأسر الضحايا التي فقدت أفرادا منها في ظروف صعبة\”، معرباً عن \”إيمانه العميق بأنه لا يمكن لأي عمل ارهابي أن يُثبط العراقيين التواقين للسلام\”.
في غضون ذلك، أكد قائد الفرقة السابعة بالجيش العميد الركن محمد أحمد الكروي، امس، زيارة رئيس أركان الجيش بابكر زيباري للمحافظة تأتي في إطار تعزيز قدرات قوات الجيش، موضحاً أن زيباري أعلن عن دخول طائرات MI-35 لتعزيز أمن المنطقة الغربية، فيما اشار الى أن تنظيم القاعدة لا يمسك بأي شبر من مناطق غربي العراق وصولا إلى الحدود الدولية.
وقال الكروي ان \”زيارة رئيس أركان الجيش لمحافظة الانبار تأتي في إطار تعزيز قوات الجيش ورفع الروح القتالية للقوات العراقية\”، مبينا أن زيباري \”تفقد وحدات وثكنات الجيش في المحافظة والتقى بالضباط والجنود\”.
وأوضح الكروي أن \”زيباري أعلن عن قرب دخول طائرات MI- 35 لتعزيز أمن المنطقة الغربية وتنفيذ واجبات قتالية فيها\”.
وأضاف أن \”قوات الفرقة السابعة حققت نجاحات متميزة في الحرب على الإرهاب تمثلت بتدمير عدد من معسكرات القاعدة واعتقال مسلحين وعناصر إرهابية تنتمي للقاعدة، فضلا عن إحباط هجمات مختلفة\”، موضحاً أن \”تنظيم القاعدة في تلك المنطقة فقد توازنه بسبب ضربات الجيش\”.
وتخوض القوات العراقية، بعد عامين على الانسحاب الاميركي، معركة يومية ضارية تصارع فيها للحد من تصاعد اعمال العنف التي بلغت معدلات لم يشهدها العراق منذ العام 2008، في ذروة الانتشار العسكري الاميركي.
وتجد القوات العراقية نفسها وحيدة اليوم في مواجهة جماعات مسلحة تستمد زخمها من النزاع في سوريا المجاورة، ويشهد العراق منذ نيسان الماضي تصاعدا في اعمال العنف اليومية المتواصلة منذ اجتياح البلاد في العام 2003، والتي تشمل استهداف كل اوجه الحياة فيه، وبينها المقاهي والمساجد والمدارس وحتى مجالس العزاء.
ومنذ بداية العام 2013، قتل في العراق اكثر من 6500 شخص في اعمال العنف اليومية، بحسب حصيلة اعدتها وكالة فرانس برس استنادا الى مصادر امنية وعسكرية وطبية.
لواء العقرب التابع لقوات الرد السريع في محافظة بابل، اعلن امس الاربعاء، بأن قوة أمنية مشتركة اعتقلت والي تنظيم القاعدة وممولها في مناطق شمال بابل خلال عملية أمنية نفذتها شمال الحلة.
وقال المصدر لوكالة (المدى برس)، إن \”قوة لواء العقرب والشرطة الاتحادية والاستخبارات والجيش العراقي نفذت، صباح اليوم (أمس)، عمليات دهم وتفتيش في مناطق جرف الصخر والبحيرات والبهبهان والفارسية والإسكندرية، شمال بابل، أسفرت عن اعتقال الوالي والممول المالي لتنظيم القاعدة شمال بابل\”.
ولفت المصدر الذي طلب عدم الكشف عن أسمه، الى أن العمليات استندت إلى \”معلومات استخبارية دقيقة\”، مشيرا إلى أن \”القوة نقلت المعتقل إلى مركز أمني للتحقيق معه\”.
وكان تقرير صادر عن \”مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية\” الاميركي حول القوات العراقية هذا الاسبوع اشار الى ان البلاد \”لم تجد بعد طريقة فعالة تستبدل عبرها الاعتماد\” على المساعدة الاميركية.
وتحدث التقرير عن محاولة رئيس الوزراء نوري المالكي، القائد العام للقوات المسلحة، احكام سيطرته على القوات المسلحة.
واعتبر التقرير ان \”القيادة السياسية العراقية تصر على تكرار مساعي صدام حسين في ادارة كل تفاصيل العمليات الامنية، وتعزيز سيطرتها السياسية، وتجاوز التسلسل القيادي الرسمي، والحد من المبادرات\”.
وفي موازاة نقاط الضعف لدى القوات العراقية والتي تصعب مساعي الحد من العنف المتصاعد في البلاد، تبرز ايضا الخلافات السياسية المتفاقمة، ومصدرها الاستياء السني من الحكومة الحالية.
وقال انطوني كوردسمان الذي اعد تقرير \”مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية\” ان العراق \”يحتاج الى ادراك وطني اكبر وللمضي باتجاه تبني حكومة اكثر وطنية\”. واضاف انه اذا لم يحدث ذلك فان العراق \”سيجد نفسه، كما يحدث حاليا، في طريق العودة الى الحرب الاهلية التي شهدتها البلاد\” بين عامي 2006 و2008.