حركة التغيير: سنستعين بحلفائنا الدوليين لحماية السليمانية من الأتراك

اعترفت حركة التغيير “كوران”، بعدم قدرتها على مواجهة الحزب الديقراطي الكردستاني لعدم امتلاكها ميليشيا، مبدية…

اعترفت حركة التغيير “كوران”، بعدم قدرتها على مواجهة الحزب الديقراطي الكردستاني لعدم امتلاكها ميليشيا، مبدية استعدادها الاستعانة بحلفائها الدوليين لحماية السليمانية.

ويسيطر حزب الديمقراطي بزعامة مسعود بارزاني على مناطق شمال وغرب الاقليم، في حين تعتبر مناطق جنوب الاقليم اي محافظة السليمانية معقلا لانصار حركة التغيير بزعامة نشيروان مصطفى.  

وجرت حرب اهلية في اقليم كردستان في أواسط التسعينيات، بين الاتحاد الوطني الكردستاني (PUK) والحزب الديمقراطي الكردستاني (KDP). وعلى مدار الصراع تدخلت الفصائل الكردية من إيران وتركيا وتدخلت كذلك في الصراع القوات العراقية والإيرانية والتركية، مع التدخل الإضافي للقوات الأمريكية. وعلى مدار ثلاث سنوات من الحرب لقي ما يتراوح بين 3000 إلى 5000 مقاتل ومدني حتفهم.

وتقول النائب في الحركة سروة عبد الواحد في مكالمة هاتفية مع “العالم الجديد” ان “بارزاني طرد رئيس برلمان الاقليم وأقال وزراء التغيير من الحكومة ولن نستطيع فعل شي لاننا قوة مدنية لا نملك ميليشا”.  

وحصلت قبل حاولي اكثر من شهرين تظاهرات في السليمانية للمطالبة بدفع رواتب موظفي الحكومة المتأخرة. ثم تطورت إلى احتجاجات بتنحي رئيس الإقليم مسعود البرزاني – البالغ من العمر 69 عاما، والذي انتهى التفويض الممنوح له في آب أغسطس.

 ولم تستجب حكومة الاقليم لمطالب المتظاهرين مما دفع بالمحتجين الى مهاجمة مكاتب الحزب الديمقراطي في السليمانية وإشعال النيران فيها، في أسوأ اضطرابات تشهدها المنطقة التي تتسم بالاستقرار منذ سنوات.  

واتهم الحزب الديمقراطي الكردستاني حركة كوران (الحركة من أجل التغيير) المعارض الذي ينتمي إليه رئيس برلمان الاقليم بحرق مكاتبهم التي تسببت في قتل خمسة أشخاص.  

وتوضح عبدالواحد ان “بارزاني يفتعل الازمات لتحقيق مخططاته”، لافتة الى أن “لدى حزبها أدلة تثبت تورط الحزب الديمقراطي في عملية احراق مقراته من اجل تعطيل عمل برلمان الاقليم حتى يسمح للاتراك باجتياح الاراضي العراقية ومن ثم تنفيذ مشروع التقسيم”.  

وكان لتركيا اتفاق مع العراق يسمح لها بالدخول الى الاراضي العراقية بعمق 30 كلم، الا ان هذا الاتفاق قد تطور في التسعينيات من القرن الماضي الى اتفاق بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والدولة التركية بالتوغل الى اراضي الاقليم لمحاربة حزب العمال الكردستاني وتم بناء ثلاث قواعد عسكرية تركية في اقليم كردستان الذي يقع تحت سلطة الديمقراطي، ولازالت هذه القواعد تعمل بحرية دون موافقة البرلمان الكردستاني.  

واشارت الى ان “الحركة طالبات المجتمع الدولي بالضغط على انقرة لسحب قواتها من كردستان وعدم التجاوز على سيادة العراق”.  

وحثت الأمم المتحدة، كلا من تركيا والعراق على إطلاق محادثات ثنائية لحل الخلافات الناجمة.  

وتوضح النائب عن التغيير ان “تركيا لا تحمي اقليم كردستان من تنظيم داعش الارهابي بل انقرة جزء من الاعتداءات الارهابية التي يتعرض لها الاقليم والعراق بصورة عامة”.  

ووجهت سروة عبد الواحد انتقادات لاذعة “للحكومة الاتحادية وللزعماء الاحزاب السياسية في بغداد لعدم قدرتهم على مواجهة العدوان التركي الغاشم ومحاسبة من تواطأ من العراقيين معهم”.   واعلن العراق اليوم اللجوء الى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لإيقاف خرق القوات التركية لاراضيه فيما اكد المبعوث الرئاسي الأميركي بيرت ماكغورك أن بلاده تعارض التدخل التركي بدون موافقة العراق وانها قد أبلغت أنقرة بذلك.  

وتضيف سروة عبد الواحد “لا يمكن للحكومة ان تكتفي باصدار بيان شديد اللهجة، بل عليها تنفيذ تهديدها وضرب اية قوة اجنبية تدخل اراضيها فان احترام هيبة وكرامة السلطات في الدولة العراقية ياتي بالحفاظ على مقدسات البلاد والارض هو اقدس المقدسات”.  

ونوهت الى ان “اجتياح تركيا للاراضي العراقية جزء من المخطط الذي يواجه البلاد لانتهاك سيادته فان السكوت عنه سيكون امرا واقعا نقبل به كما هو الحال مع التواجد الايراني في العراق”.   وكانت مصادر كردية قد اخبرت “العالم الجديد” عن قيام حركة التغيير (كَوران)، يوم الاثنين 7 كانون الاول 2015 بمنح بارزاني (48) ساعة لتوضيح الهدف الاساسي للتواجد التركي في ناحية بعشيقة، مهددة في الوقت ذاته بالاستعانة بايران لحماية السليمانية.  

ووجهت حركة التغيير رسالة الى الحزب الاتحاد الوطني الكردستاني وبقية الاحزاب الكردية بضرورة التحرك لايقاف تنفيذ المشروع (التركي ـ السعودي) في الاقليم الذي يسعى الى اشعال الحرب الاهلية بين ابناء المكون الكردي.  

وكان “شورش حاجي” الناطق الرسمي باسم حركة التغيير، قد اكد بان دخول القوات الاجنبية الى الأقليم دون موافقة البرلمان الكردستاني يشكل انتهاكا لسيادة اقليم كردستان والعراق معا.  

واوضح الناطق الرسمي في بيان تابعته “العالم الجديد” ان “استقدام القوات التركية الى الاقليم في هذا التوقيت بالذات، سيعطي مسوغات لدول اقليمية اخرى بانتهاك سيادة الاقليم والعراق، وبذلك سيغدو الاقليم ساحة لصراعات القوى الاقليمية وان انتصار أي من تلك القوى في هذه الصراعات سيلحق اضرارا بليغة بمصالح شعبنا. ويجري رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني زيارة في تركيا لبحث معركة داعش، والعلاقات الاقتصادية بين الإقليم وتركيا، وملف الغاز الطبيعي، بحسب بيان رئاسة الاقليم. ولم يتطرق البيان الى ان بارزاني سيبحث التدخل التركي.

إقرأ أيضا