حزب الدعوة الإسلامية في مهب الريح!

العواصف التي يتعرّض لها حزب الدعوة الإسلامية لم يعد الحزب معها قادرا على المناورة أو الإفلات كما كان في العام 2004 و2005. الظروف التي كانت سائدة سابقا من مساندة المرجعية الدينية في النجف وقم ونشوة التغيير فضلا عن الشعارات الوطنية والتخندق الطائفي كلها وغيرها كانت كفيلة بإخراج الحزب من التحديات إلى بر الأمان.
اليوم يقف حزب الدعوة الإسلامية بقيادة رئيس الوزراء نوري المالكي على حافة استحقاق \”الدفع بالآجل\” إن صح التعبير. تخلّي الأطراف المساندة والمنافسة لحزب الدعوة من داخل التحالف الوطني من قبيل تيار الصدر والمجلس الأعلى عن الوقوف بظهر الحزب في أجندته كما السابق يترجمه الحزب بحالة استفراد بالسلطة يقابله استفراد بمقدرات المؤسسات وأولها المؤسسة العسكرية والأمنية. فما تقوم به حكومة المالكي ينعكس سلبا وإيجابا على أداء حزب الدعوة الإسلامية في الشارع، وهي نقطة البداية التي اتخذها خصوم المالكي لضربه بها وقد افلحوا أيما فلاح.
كنا في مقالات سابقة نوّهنا بضرورة تخلّي حزب الدعوة عن قيادة العراق ليحفظ ما تبقى له من تأريخ، كما طالبنا من باب النصح والإرشاد أن يتخلّى المالكي عن ترؤس الحكومة ويحتفظ بما تبقى له من ماء الوجه، ولكن كل نصائحنا وغيرنا كانت تجد الأذن الصماء سواء من حزب الدعوة الإسلامية أو من المالكي نفسه.
لقد بات يتردد في الشارع العراقي وبكثافة أن حزب الدعوة الإسلامية ما هو إلا عبارة عن مجموعة متسلّطة تربطه علاقات مشبوهة بأطراف عدة ويتحرك وفقا لمصالحه الحزبية ضاربا عرض الحائط كل شعارات التغيير التي نادى بها وما زال، فضلا عن تخلّيه عن مبادرات كان له قدم السبق في تقديمها كحلول للخروج من الأزمات التي تعصف بالبلاد والتي سرعان ما يتنكّر لها.
لقد اتضح بما لا يقبل الشك أن أداء حكومة المالكي ومن ثم رؤية وإستراتيجية حزب الدعوة لانتشال العراق مما هو فيه، ما هي إلا ردود أفعال لأفعال الآخرين، وان هذه الحكومة وهذا الحزب الذي من المفترض به أن يقدم المشورة والنصح ويتحرك بجدية لإنجاح حكومة زعيمه، اتضح أن كليهما فاقد للإستراتيجية الوطنية والمنهج الإصلاحي والتغييري الذي نادوا به. وإذا كان قد ذهب وقت المناشدات لإقالة أو استقالة المالكي من الحكومة، فان الوقت ما زال متاحا أمام الخصوم للضرب بأكثر من موقع وفي أكثر من مناسبة باتجاه حكومة مترنّحة وحزب آخذ بالانقراض. لكن سيبقى حتما ضرب الشعب وصناديق الاقتراع هو الضرب الموجع والأكثر إيلاما وإن غدا لناظره قريب.
قول على قول: السياسي رجل يهز يدك قبل الانتخابات وثقتك بعدها.
* كاتب وسياسي عراقي مستقل

إقرأ أيضا