يقف حزب الدعوة على أعتاب أخطر انشقاق في تاريخه قبيل الانتخابات القادمة، بعد تغاضيه عن تفرق كوادره بين قائمتين سيرأس أحدهما حيدر العبادي والأخرى نوري المالكي، مع رجحان كفة الأولى من عناصر الحزب الذي لم يفلت منصب رئيس الوزراء من قبضته منذ 12 عاما، وقراره بعدم الخروج بأي بيان مؤيد لأحد القائمتين لئلا يظهر بمظهر المنشق. وفي الوقت الذي تلقت فيه قائمة العبادي عروضا للانضمام اليها من كتل مختلفة شيعية وسنية وكردية، فان كتلة المالكي (دولة القانون) ستبقي على تحالفاتها التقليدية.
وقال المصدر في حديث لـ”العالم الجديد” اليوم الأربعاء، إن “قادة حزب الدعوة اجتمعوا سراً مساء أمس الأول الاثنين، في بغداد، بغياب كل من نوري المالكي وحيدر العبادي، للخروج بموقف موحد ازاء التنافس الذي سيشتعل بين جناحي الحزب، لتحديد سقوف القائمتين”.
وأضاف أن “حزب الدعوة بات على أعتاب انشقاق جديد، هو الأكبر في تاريخه عند نزول جناحيه بقائمتين مختلفتين في الانتخابات المقبلة”، لافتا الى أن “أكبر القيادات باتت مؤيدة لرئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي، باستثناء الكوادر الوسطية، فهي مشتتة الولاء بين الطرفين”.
وأشار المصدر الى أن “الحزب لم يحسم قراره بالسماح لبعض كوادره وقياداته التي تقرر الترشح ضمن قائمة المالكي”، مستدركا “حزب الدعوة قرر عدم الادلاء باي تصريح رسمي مؤيد لأحد القائمتين، والوقف على مسافة واحدة إعلاميا بين الطرفين، لئلا يظهر انشقاقا رسميا كما هو في الحقيقة”.
وأوضح أن “قيادات في الدعوة اقترحوا الدخول بقائمة واحدة، يرأسها العبادي، الا أن المالكي رفض العرض، واشترط أن تكون برئاسته، وهو ما لم يجد آذانا صاغية لدى العبادي والكادر المتقدم من الحزب، لاسيما وأنهم يتحسسون جدا من بعض الأعضاء البارزين في دولة القانون”.
ولفت المصدر الى أن “كثيرا من الأطراف السياسية من مختلف المكونات الشيعية والسنية وحتى الكردية والأقليات، طلبت التحالف مع العبادي في قائمة واحدة، بينهم التيار الصدري، وتيار الحكمة وحزب الفضيلة، لكنه رد على الجميع بأن التحالف معهم سيكون بعد الانتخابات، لأن قرار حزب الدعوة هو معرفة أحجام كل جهة على ضوء النتائج”، عازيا سبب الرفض الى أن “حزب الدعوة لا يريد تكرار تجربته السابقة حين حصدت الأحزاب الأخرى -التي دخلت ضمن قائمة دولة القانون بزعامة الامين العام للحزب نوري المالكي- مقاعد عديدة على حسابه، خصوصا منظمة بدر التي نالت اكثر من استحقاقها وأكلت من جرف الحزب”.
ومر حزب الدعوة في تاريخه بانشقاقات عديدة، حتى أصبح من أكثر الأحزاب انشقاقا في تاريخ العراق، فبعد انشقاق الرعيل الأول في الحزب وأبرزهم الراحل محمد باقر الحكيم، توالت الانشقاقات في المنفى حتى تفرع الى أحزاب عديدة بينها حركة الدعوة الاسلامية بقيادة رئيس مجلس الحكم الانتقالي الراحل عز الدين سليم وحزب الدعوة/ تنظيم العراق بقيادة الراحل هاشم الموسوي، وحزب الدعوة/ تنظيم الداخل برئاسة الوزير السابق عبدالكريم العنزي، واخرها تيار الاصلاح برئاسة وزير الخارجية الحالي ابراهيم الجعفري.