اسمه الآن الشهيد: حسين عبيد جبار، من محافظة السماوة جنوبًا، صفته العسكرية: أحد منتسبي الفرقة الثانية. احتضن يوم الأحد المصادف 10/ 11/ 2013 انتحاريًا استهدف مركزًا للتطوع عند مقر الفرقة بمنطقة الكفاءات بمدينة الموصل، بحسب ما ذكرته وكالات الأخبار العراقية. اللواء الركن علي الفريجي أعلن أمر السيّد رئيس الوزراء بتكريم الشهيد وترقيته الى ضابط برتبة ملازم، ومنح اسرته قطعة أرض ومبلغًا ماليًا لشجاعته، لوقوفه دون ايقاع خسائر أكبر. أيضًا، اشاد محافظ نينوى السيد اثيل النجيفي ببسالته وتضحيته. الكلام بعد الحادثة لا يعني كثيرًا، استهلاك اعلامي فقط، وتشابه في كلمات العزاء المكررة. نتمنى لو يبادر السيد رئيس الوزراء بالسرعة نفسها إلى غربلة من بجانبه: العسكريين والمستشارين، وتخليصنا من كارثة \”الدمج\” السريع، ودفع الرشاوي، والواسطات في التعيين، والأخيرة أصبحت من الأمور الشائعة. ليس من المعقول الاستغناء عن خبرات عسكرية كثيرة لها من الخبرة والمعرفة والمهنية، يمكن الافادة منها في بناء المؤسسة العسكرية العراقية، وفقًا لأسس صحيحة ومنضبطة، تحفظ لها هيبتها التي عُرفت بها لسنوات طويلة.
حسين عبيد جبار الآن: بلا هُوية ضيقة، في صراع الهُويات ينتمي الشهداء لأوطانهم. هو ليس من أهل الموصل ولا من أهل الأنبار، ولا من ذي قار وإنما هو عراقي، اختار أن يخط بدمه درسًا آخر من دروس مدرسة ينتصر بها الدم على السيف، على الرصاصة، على العبوة، على التفخيخ. هو شريك في قصة مماثلة بطلها: الملازم نزهان الجبوري ابن الحويجة في كركوك الذي أبعد شبح الموت عن زوار متوجهين من محافظة ذي قار إلى كربلاء، فوضع جسده كعازل بينهم، وبين انتحاري أراد تفجيرهم فانفجر حزام الموت آنذاك. الشهداء أكرم منا جميعًا، شعار يصلح لكلّ الأوقات، لا نريد استبدال أكرم بـ ( أكثر)، كما لا نريد ترديد قصيدة محمود درويش: الشهيدة بنت الشهيدة، أخت الشهيد، خالة جدٍ شهيد، وكنة عمٍ شهيد، إلى آخره. حسين عبيد، ونزهان الجبوري شهيدان عراقيان إنّ قاما وإن قعدا، غير صالحين للاستثمار الديني والحزبي. المواقف غير قابلة للتجزئة والمحاصصة.