حمالو \”جميلة\” يستبدلون ظهورهم وعرباتهم بـ\”الستوتة\” بسبب الأزمة السورية ومعاملة التجار الجدد

لم يعد محمد ثقيلة الشخص نفسه الذي كان عليه قبل 6 أشهر، فملابسه نظيفة، ووجهه لم يعد متعباً، لأن عمله الجديد أصبح مريحاً.

كان محمد ثقيلة يعمل حمّالاً، ويمتلك فريقاً مشهوراً في سوق جميلة، وهذا الفريق المتكوّن من 4 أشخاص، قادر على تفريغ جميع البضائع من سيارة حمل قاطرة ومقطورة بوقت قياسي، لذلك كان مطلوباً لدى التجار، إلا أن ظهره الذي أخذ يشتد فيه الألم ليلاً أجبره على ترك مهنة الحمّال، ليس هذا فحسب، بل أنه لم يعد \”فحلاً\” كما كان في بداية زواجه بحسب ما ينقل ثقيلة عن زوجته.

اشترى ثقيلة مؤخراً \”ستوتة\”، وبات ينقل فيها المواد الغذائية من جميلة إلى المناطق القريبة، وعمله الجديد يدر عليه يومياً بين 35 إلى 50 ألف دينار.

يقول محمد إن \”مهنة الحمال باتت متعبة صحياً\”، ويوضح \”لم تعد كما كانت، فالأزمة السورية قللت من دخول البضائع القادمة من دمشق الأمر الذي لا يجعل لهذه المهنة فائدة\”.

أنور الدايخ، وهو من فريق محمد ثقيلة، سرعان ما قلَّد صاحبه وقام بشراء \”ستوتة\”، إلا أنه ما يزال يعمل حمالاً، فبالإضافة إلى نقل البضائع إلى المناطق المحاذية لمنطقة جميلة بـ\”الستوتة\”، فهو يقوم بتحميلها من التاجر وتفريغها في محل الزبون، وفي بعض الأحيان يعمل حمالاً لدى الشركات الكبيرة التي تأتيها البضائع في أوقات متأخرة من الليل.

لُقِّب محمد بـ\”ثقيلة\” لانه قادر على حمل أي بضاعة، وجاءت تسميته بهذا الاسم لأنه يردد دائما مع كل بضاعة يتفق مع صاحب الشركة على تنزيلها من السيارة على أنها \”ثقيلة\” لكنه سرعان ما يلحقها بجملة \”ثقيلة بس تنزل\”، أما أنور الدايخ فجاء تسميته بهذا الاسم لأنه \”يصفن\” كثيراً ولا يعرف التصرّف من دون أخذ أمر من رئيس الحمالين.

يشارك أنور الدايخ هموم ثقيلة نفسها، فهما تجاوزا سن الـ35 عاماً، والسوق باتت متعبة، فضلاً عن ان التجار الصغار غزوها، وهؤلاء بحسب الحماليَن، لا يعرفون التعامل بصبر مع الحمالين فهم \”يشتمون أحياناً\”.

وتعاني سوق جميلة نقصاً في البضائع منذ أن اشتدت الأزمة السورية، وأغلب التجار لا يجازفون بشراء بضائع من هناك خشية أن تتعرض بضائعهم للسرقة من قبل المجموعات المسلحة المنتشرة على الطريق المؤدية من سورية إلى العراق.

يؤكد محمد ثقيلة أن أغلب الحمالين القدماء تركوا العمل في هذه المهنة وذهبوا إلى أعمال أخرى، وأغلبهم الآن يعملون كسائق \”ستوتة\” أو على \”سيارة حمل\” لدى أحد التجار، ويضيف \”جاءت وجبة جديدة من الحمالين الشباب قادرة على استيعاب التجار الشباب\”.

إقرأ أيضا