صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

حوار مع القاص العراقي علي السباعي

علي السباعي قاص عراقيٌّ له بصمتهُ الخاصة على خريطة القصة الحديثة في الوطن العربي، يكتب قصصه بصدق الإحساس وخفة الحلم، ينصتُ لصمت الموت، لنبض الحياة…، بنزعة إنسانية صادقة بداخله، قصصهُ تعلن الثورة والتمرّد على سائد الأنماط والأشكال، الكتابة لديه فعلُ وجودٍ، الحدث والمكان بطلان لنصه القصصي، والسخرية المرّة سيدة الموقف، ،ترجمت أعمالهُ القصصية إلى لغات عدة منها (الإنكليزية والفرنسية والألمانيا… ) يتميز بنزوعه نحو الأسطورة واقتباسه من الموروث الشعبي مطعماً ذلك آماد الواقع ، يتدفق السرد بعناقيد من رموز أسطورية ودينيه… تعانق تدفقات من واقع شرسٍ، لقد جمعت تلك الرموز الأسطورية والدينية والشعبية وشائج تمتح من عمق واقع مسفوح على وهج من التشظي.. والغرابة.. والعزلة.

ثمة أنفاس من أرواح قابعة في رحم الغيب.. وأخرى متدلية من غيوم القهر.. يصهرها جوع ولوعة واشتياق إلى آفاق تشرق منها لؤلؤة الأمل. ما تحسه في نصوصه القصصية مثل تدفق مياه عاصفة تحت أرض رخوة.. توشك بالانفجار إلا أنها تنثني نحو مجاري تصب في بؤرة يتجمع فيه التوق لزحزحة جدار شاهق من العنت والأسى.. كما أحرز القاص على الجائزة الأولى في مسابقة [بيت الشعر العربي] للأعوام (1998، 1997، 1996) على التوالي، عن القصص: مدينة حلمت بحكاياتها/ 1996، إيقاعات الزمن الراقص/ 1997، عرسُ في مقبرة/ 1998 والجائزة الثالثة لمسابقة مجلة/ أور الإبداعية/ لعام 1999 عن قصة [مومياء البهلول] وجائزة (ناجي نعمان)، في لبنان/ بيروت عام 2006، عن مجموعته القصصية الموسومة [احتراق مملكة الزاماما]. والجائزة الأولى في مسابقة أور الإبداعية عام 2006م ، عن قصة [فرائس بثياب الفرح]. كان لنا معه هذا الحوار:

1- علي السباعي كاتب وقاص عراقي تكتب القصة القصيرة فمن هو علي السباعي ككاتب ومن أين يستوحي مواضيعه ؟؟

ج- الفقير لله علي السباعي : كاتب قصة قصيرة ؛ نذرت حياتي ونفسي لهذا الفن الأحب، استوحيت وأستوحي قصصي أجمعها من نيران أتون الواقع العراقي المتفجر عن براكين حياتيه هائلة ومؤلمة .

2- حدثنا عن بداياتك ومسيرتك ؟؟

ج – درس الإنشاء، والمكتبة المدرسية والمرسم المدرسي ، مسيرتي لم تبدأ بعد مازلت أسير حثيثاً على بلاط عتبتها ولحد اللحظة لم ألج بابها الكبير المشرع على حياتنا العراقية الشاسعة الواسعة الدامية المؤلمة .

3- لماذا لا يكتب القاص علي السباعي الأجناس الأدبية الأخرى كالشعر والرواية ؟؟

ج أحببت القصة القصيرة ، فأخلصت لها وحدها . هي حبي الأوحد في حياتي ، بدورها منحتني أسرارها رغم كونها تؤمن بالشراكة . .

4- كتابة القصة بحد ذاتها كيف تبدأ وهل يطرق القاص علي السباعي باب الكتابة ؟؟

ج – لا طقس، والقصة القصيرة : أنثى ؛ والأنثى لا تمنحك نفسها إلاّ إذا أخلصت لها وحدها . أحببتها ، وهي التي تختار فارسها ، فتطرق باب قلبه النابض بكتابتها .

5- متى كتبت أول قصة قصيرة ؟؟

ج – 24 نيسان 1984 م .

6- تميزت بأسلوب جميل جدا في كتابة وتنسيق سرد قصصك, فما هي المؤثرات والأسرار التي كانت سببا في هذه الجمالية في كتاباتك وقصصك؟

ج – ولدت في مدينة الناصرية يوم خميس 10 حزيران 1970 م ، الساعة التاسعة والنصف صباحاً ، أشرقت عليَّ شمس تاريخ عريق وطويل وحافل بالعطاءات كانت جذور الشمس التي سطعت في روحي تمتد إلى تراب حضارة أور، حيث صنع أجدادي السومريين ألواحهم الطينية المعمدة بماء الفرات وعلموا البشرية الكتابة ، وما تراكم من ألواح وكتب وسطور وحروف ومعارف وحزن وغناء يفطر القلب كلها فتقت برعمي الأخضر السومري الفتي .

7- كيف ترى واقع الثقافة في ظل ما تعنيه بلاد الرافدين ؟؟

ج- كتب على أديم أرض الرافدين الشقاء والعذاب والحزن ، وهن منتجات للثقافة الحقيقية الصادقة في هذا البلد الطيب وادي الرافدين على مر عصور حياته الحافلة بالمآسي والإبداعات الفذة .

8- ما هي آخر نتاجاتك أو كتاباتك الأدبية ؟

ج – مجموعة قصصية ، وسمتها تحت عنوان (مسلة الأحزان العراقية).

9- ما هي الرسالة التي تود إرسالها من خلال قصصك , وأيضا ما هي رسالتك للذين يحاولون الكتابة , وهل للكتابة اختصاص وسن معين ؟؟

ج- تغيير حياة الناس ، أن يكتبوا ليغيروا طريقة تفكير الناس . الكتابة حالة عشق ، توله حد الجنون ، وكلاهما العشق والجنون لايعرفان العمر إن حضرا .

10- بعد سنوات من الكتابة هل ولد في داخلك أحساس أنك حققت ما تصبوا إليه ؟؟

ج – لا . والله . قط . لكنت نسياً منسياً .

11- عبارات في قصصيك تتكرر (المقبرة، الموتى، الحصار، البندقية) فما سرّ ذلك ؟؟

ج – حياتنا العراقية .

12- الأديب أو الكاتب يكون في الواجهة و أكثر عرضة للنقد ,فكيف تقبل القاص علي السباعي النقد وإلى أي مدى تتأثر بالنقد سواء إن كان سلبيا أو أجابيا ؟؟

ج – صنع مني الإنسان علي السباعي .

13- في الأخير وليس أخيرا أترك للقاص (علي السباعي) بأن يمنح لنا الخاتمة فما عساك تقول؟

ج- حلم أن تغير الكتابة حياة الناس على كوكب النفط. زلزلت الكتابة حياتي، القصة زلزلتني، وأصبح التوقف عن كتابتها والمضيّ في حياتي العادية الآمنة أمراً مستحيلاً، لأنني أشعر بالخواء الروحي عندما أكون عاجزاً عن كتابتها، أجدني في أسوأ حالاتي وأكثرها اضطراباً”

إقرأ أيضا