يبدو أن تدخل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني على خط الأزمة في كركوك لتقريب وجهات النظر والإسراع بتشكيل الحكومة المحلية للمحافظة “قد بائت بالفشل”، فبعد جولتين من الحوار مع الكتل الفائزة، مازال الصراع القومي والتنافس الشديد بين الكتل الفائزة يهيمن على المشهد.
فبعد دخول المحافظة أزمة قانونية بسبب تجاوزها المدة المقررة لتشكيل الحكومات المحلية، أكد الأمين العام للاتحاد الإسلامي لتركمان العراق جاسم محمد جعفر، اليوم الخميس، ان ازمة تشكيل حكومة كركوك المحلية وصلت الى طريق مسدود ، مبينا انه لا حل للازمة الا بتقاسم السلطة.
وتنص المادة 7 من قانون المحافظات، انه يجب على المجلس انتخاب المحافظ ونائبيه خلال (30) يوماً من انعقاد الجلسة الأولى، وفي حال لم يحصل أي من المرشحين على الأغلبية المطلقة لعدد أعضاء المجلس يتم التنافس بين المرشحين الحاصلين على أعلى الأصوات و ينتخب من يحصل على أكثرية الأصوات في الاقتراع الثاني.
ويسعى الأكراد الحاصلون على سبعة من المقاعد الستة عشر لمجلس محافظة كركوك موزعة بين حزب الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني للحصول على منصب المحافظ، بينما يطالب العرب والتركمان الحاصلون على باقي المقاعد عدا مقعد المسيحيين، بالمنصب ذاته.
إذ قال جعفر، إن “حوارات قوى كركوك ورئيس الوزراء محمد شياع السودني لم تسفر عن حل يرضي جميع الأطراف لتعادل كفتي مقاعد الكرد والعرب والتركمان وتعنت كل طرف وتمسكه بمنصب المحافظ”.
ورأى ان “حل ازمة تشكيل حكومة كركوك المحلية بتقاسم منصب المحافظ ورئيس مجلس المحافظة لسنتين لكل من العرب والكرد مع اسناد منصب نائب المحافظ ونائب رئيس مجلس المحافظة للمكون التركماني”.
وتسببت الصراعات السياسية والعرقية في عدم خوض المحافظة الغنية بالنفط انتخابات محلية سوى لدورة يتيمة منذ عام 2005، قبل أن تتمكن من إجرائها في انتخابات المحافظات التي جرت في نوفمبر تشرين الثاني 2023، حصد الأكراد خلالها سبعة مقاعد من مجموع مقاعد المجلس المحلي البالغة 16 مقعداً، خمسة منها كانت من نصيب حزب “الاتحاد الوطني” بزعامة بافيل طالباني، ومقعدان لشريكه في حكومة إقليم كردستان “الديمقراطي” بزعامة مسعود بارزاني، في حين فازت القوائم العربية بستة مقاعد وحاز التركمان مقعدين، وذهب مقعد “كوتا المسيحيين” لحركة “بابليون”.
وكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، عقد اجتماعين في 21 فبراير شباط الجاري، و3 آذار مارس الجاري، مع القوى السياسية الفائزة في انتخابات مجلس محافظة كركوك، وأعلن المجتمعون في الاجتماع الاول عن عن تشكيل “ائتلاف إدارة كركوك” من كل القوى الفائزة في مجلس المحافظة، يترأسه رئيس مجلس الوزراء لحين تنفيذ الاستحقاقات الدستورية في تشكيل الحكومة المحلية، فيما خرج الاجتماع الثاني بـ”ورقة عمل واحدة”، إلا أن الاجتماعين لم يحققا شيئا على أرض الواقع.
وعبّرت أنقرة بشكل صريح في 5 يناير كانون الثاني الماضي، عن رغبتها في تولّي المكوّن التركماني قيادة المحافظ، حيث طالب وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، باعتماد مبدأ التداول في اختيار المحافظ آخذا في الاعتبار أن المنصب شغله من قبل الأكراد فالعرب ما يعني أنه جاء دور التركمان للفوز به بغض النظر عن نتائج الانتخابات.