مازال الخلاف السني محتدم حول دعم مرشح واحد لتولي منصب رئاسة البرلمان بدلا من الرئيس السابق محمد الحلبوسي، في الوقت الذي يستعد فيه مجلس النواب العراقي، اليوم السبت، لعقد جلسته الأولى من الفصل التشريعي الجديد ليكمل النصف المتبقي من عمر الدورة الخامسة الحالية.
فبعد الشجار الذي جرى أمس خلال اجتماع القيادات السنية ببغداد، فأنه من المتوقع ان تمضي عملية الانتخاب خلال أكثر من جولة، عبر طريقة “التسقيط الفردي”، أي طرح الأسماء للتصويت ومن ثم عد الأصوات، حيث من الممكن أن يقلب الإطار التنسيقي المعادلة، من خلال ترشيح شخصيات جدد من خارج الأسماء والتحالفات المعلنة، لاسيما وانه يمتلك غالبية المقاعد في مجلس النواب
ويتيح الدستور العراقي لاي نائب وعضو في البرلمان ترشيح نفسه لمنصب رئيس البرلمان، خصوصا وان حسم الامر سيكون بيد أعضاء مجلس النواب جميعهم ووفقا لخياراتهم خصوصا وان التصويت سري.
اذ قال المقرب من حزب “تقدم” عبد احمد الرزاق الدليمي، إن “اجتماع حزب تقدم وقيادات من حزب السيادة والعزم شهد مشادات كلامية وخلافات حول الية ترشيح بديل للرئيس المخلوع محمد الحلبوسي حيث اصر الحلبوسي على ترشيح الشخصية المثيرة للجدل ” شعلان الكريم ” في حين تصر الكتل السنية على ترشيح سالم مطر العيساوي لشغل المنصب خلفا للرئيس المخلوع محمد الحلبوسي “.
واضاف أن “الية ترشيح شخصية بديلة عن الرئيس المخلوع احدثت شرخا في العلاقات بين قيادات الاحزاب والعشائر بعد اصرار الحلبوسي على ان البديل ينبغي اختياره من قبله دون التشاور مع بقية الاحزاب السنية”.
وتابع ان “اعتراض عدد من قيادات الاحزاب على تخويل الحلبوسي والخنجر بترشيح الشخصيات التي يرونها مقبولة لشغل المنصب في حين يعترض الطرف الاخر على الية التخويل باعتبارها مصادرة اصوات الناخبين وعملية تكميم افواه المطالبين بالتغيير ورفض اسماء الترشيح كونها جاءت من شخصية مطلوب بتهمة مخله بالشرف”.
واكد ان “فشل بعض الشخصيات في تقريب وجهات النظر بين الطرفين وسط تهديدات بالانسحاب من تحالف تقدم في حالة الاصرار على اتباع تعليمات الرئيس المخلوع”.
يذكر أن مجلس النواب، فشل مرتين بانتخاب رئيس البرلمان، حيث جرى إدراج الفقرة بجلسات خاصة لانتخاب الرئيس لكن لم تعقد بسبب عدم الاتفاق على مرشح محدد لشغل المنصب.
إلى ذلك قالت النائبة عن كتلة صادقون سهيلة السلطاني، إن “جلسة انتخاب رئيس مجلس النواب بديلا عن المقال محمد الحلبوسي سيكتمل فيها النصاب القانوني وستجري بكل سلاسة ولن تتجاوز جولتين اثنين”.
وأضافت، ان “كتلة صادقون ضمن الاطار التنسيقي ستدعم مرشح تحالف عزم محمود المشهداني بسبب خبرته السياسية”.
يشار إلى أن الاسماء المتداولة حتى الان والمرشحة للمنصب هم كل من شعلان الكريّم المرشح عن تقدم الحزب الذي يترأسه الرئيس السابق للبرلمان محمد الحلبوسي، اما المرشح الثاني هو محمود المشهداني عن تحالف العزم، اما المرشح الثالث هو سالم العيساوي عن تحالف القيادة.
وتنص المادة 55 من الدستور على أن مجلس النواب ينتخب في أول جلسة رئيسا له بالأغلبية المطلقة لعدد الأعضاء، اي نصف العدد الكلي زائد واحد”، مايعني من يحصل على 165 صوتا سيكون رئيسا للبرلمان، وهو ما لا تمتلكه القوى السنية، كما لا يملك حزب تقدم صاحب أغلبية المقاعد السنية، سوى نحو 35 مقعدا.
وكان البرلمان قد اتبع هذا الاجراء عام 2018 لانتخاب رئيس الجمهورية عندما كان برهم صالح وفؤاد حسين يتنافسان على منصب رئاسة الجمهورية دون وجود اتفاق بين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني على مرشح واحد.