سبق للإخوان المسلمين في مصر ان توافقوا مع فاروق وعهده الملكي بالضد من جميع الجمهوريين وأفنديين أو يساريين أو من جماعة الضباط الأحرار، وأنجزوا لاحقاً في العهد الجمهوري تحالفهم مع عبد الناصر بمضاعفة فيتامين النسيان ثم مع السادات وأخيراً مع كل الشياطين التي تمتلك قطارات الوصول إلى السلطة، ووصلوا فعلاً فحدث الاستبدال المصري الفكه للأغنية الاستعراضية الشهيرة وسيدتها البلورية سعاد حسني \”خلي بالك من زوزو\” بخلي \”بالك من مرسي\” والفرق هائل كما يعرف القارئ الكريم بين سيدة بلورية تريد شريكاً على وسادتها الخالية وبين مرسي الذي أحدث طلاقاً بين الفول وأمعاء المصريين.
السيد مرسي أراد أن ينتقل بالإخوان المسلمين باتجاه ما بعد الحداثة فدعا المصريين إلى إغراق الفرعونية في عزل الأقباط وتهميشهم، فالأقباط ليسوا سوى صدى لماض يعرقل توجه الإخوان الجديد غير الفاروقي وغير الناصري وغير الساداتي والمباركي، وكي يكون هذا التوجه الحداثوي مقبولاً من الكعبة القطرية، تمت اضافة الروافض، وهي المرة الأولى التي اسمع ترديدها في جوامع ومساجد مصر. فمصر ان تسننت أو تشيعت يقع على ابنائها عهد قديم \”مصر أم الدنيا\” فكيف لأم الدنيا ان تفرق بين ابنائها؟
الجواب عند السيد مرسي ومرجعيته الإخوانية والقطار الذي أوصلهم للسلطة\” الديمقراطية بطابعها الصندوقي\” .فناموا رغداً على صناديق الاقتراع حين تم اختصار الديمقراطية وجعلها مرادفة للـ\”تيشرت\” الذي ترتديه الفتيات الفرنسيات وهن يجمعن تكورات الجسد في نقطة محددة كالنهدين مثلاً، وهكذا وصل التكثيف الأخواني في تعريف الديمقراطية إلى تجاهل المؤسسات وحقوق الأنسان والشرعية الدستورية فكانت النتيجة تقول أن من فشل في النفاق لربه سيفشل في النفاق لغيره فكيف ينجح في النفاق لنفسه.
خلي بالك من مرسي انتهت وسأطلب من السيد مجير قناة النيل منحنا فرصة لتجديد الوفاء الجمالي للسيدة البلورية سعاد حسني لنشاهد من جديد خلي بالك من زوزو ونعلن بطلان الطلاق بين الأمعاء المصرية والفول وجوازه شرعاً بين الإخوان والشعب والمجد لسعاد حسني التي وحدتنا، والعار لمن باع اخضرنا ويابسنا للشيطان.