يقولون إن البزونة حسب الاعتقاد الشعبي تدعو على أهلها بالعمى ليتسنى لها أن تأكل من قدورهم دون أن يروها أو يحاسبوها. موقف مدير شرطة ذي قار يظهر أن الرجل أصبح يدعو على أهله بالعمى حتى لا نستطيع رؤية إخفاقاته والخروق الأمنية في التفجيرات الأخيرة التي ضربت مدينة الناصرية.
منذ نحو يومين وأنا في صدمة تجاه ما نقله موقع (الناصرية اليوم) عن اللقاء الذي أجراه المراسل مع مدير شرطة ذي قار اللواء الركن حسين عبد علي. غير مصدق أن هذا الرجل يمثل الشرطة العراقية التي يقولون إنها في خدمة الشعب ولا يمثل الجهة المنفذة للعمل الإجرامي. خصوصاً وهو يتكلم عن ضحايا سقطوا نتيجة فشله بأداء واجبه الذي يتطلب الحفاظ على أرواح الأبرياء وليس الشماتة بهم وتحميلهم مسؤولية الحادث بدل الكشف عن القاتل.
لكن اللواء شأنه شأن الكثير من (العطلات) التي جاءت بها المحسوبية والمحاصصة أو سوء حظ المحافظة. ولأننا في بلد يستورد الرئيس والطماطة، فالناصرية يجب أن تستورد مدير شرطة، لأن الحزب الحاكم مستمر بتطبيق سياسة النظام السابق الذي كان يصطفي المحافظين لمدينة الناصرية من الرمادي وتكريت.
ولكي يكون مديرا لشرطة ذي قار لابد أن يكون من دولة القانون ومن محافظة أخرى. فبعد الفشل الذي حققه مدير شرطة ذي قار شقيق النائب حنان الفتلاوي وعضو الفرقة في حزب البعث، اللواء صباح الفتلاوي تقرر إرسال اللواء الركن حسين عبد علي معاون مدير شرطة البصرة الذي حدثت بفترة خدمته أكثر العمليات الإرهابية وحصد فشله أرواح الأبرياء في مدينة البصرة. لم يجد الحزب الحاكم إلا إرسال نفس اللواء ليكمل مسلسل الفشل بأكثر من خرق أمني وأكثر من موقع.
ربما يغفر أهل الناصرية لمدير الشرطة إهماله وأداءه السيئ في الحفاظ على أرواح الأبرياء لأن الزمن هو زمن الإخفاق والفشل وتكرار العطلات على المناصب والأدوار. ولكن أن يصل الأمر بمدير شرطة محافظة أن يستهزئ بأرواح الأبرياء لأن المواطنين لم يأخذوا بكلامه فيقول (خلي ياكلوها) ويتكلم عن القتلى بطريقة التشفي، فهذا ما لا يمر على الكرام.
مدير الشرطة ومن خلال رده على مراسل موقع الناصرية عندما سأله عن نوع السيارات المنفجرة أجاب: \”السيارات النترا رصاصي والأخرى ليفان تكسي وما أعرف أرقامهم وكانوا مركونات وكنا نتحدث مع أهل المطاعم بمنع ركن السيارات أمام محلاتهم ويقولون انتم تكطعون أرزاقنا.. فخلي ياكلوها\”.
• كاتب عراقي