ان ظهور بعض المجاميع المسلحة والمتطرفة في الأونه الاخيرةه ما هي الا نتيجة ما يعصف بالامة من مخاضات وصراعات دولية على الساحة العربية، وما هي إلا امتداد لفكرة مشؤومة ابتدعها الرئيس الامركي بوش الابن وهي محاربة اعداء امريكا بعيدا وعلى ارض الاعداء انفسهم.
في اول ايام لتأسيس داعش وصفه المحللون على انه الوجه الكالح للقاعدة، وجرى العادة بالترويج له عربيا ومن على منابر الاعلام على انه المخلًّص والمساعد للمعارضه السورية في التخلص من النظام السوري من خلال عرض افلام وصور تضهر بسالته في محاربته للنظام.
لكن في الحقيقة تعود تشكيل \”الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)\” إلى نيسان من عام 2013، حين أنشئت نتيجة اندماج بين تنظيم \”دولة العراق الإسلامية\”، ذراع القاعدة الذي تشكّل في تشرين الأول 2006 والمجموعة الإسلامية في سوريا المعروفة بـ\”جبهة النصرة\”، إلا أن هذا الاندماج لم يلبث ان رفضته \”النصرة\”، لكن قائد التنظيم أبو بكر البغدادي مضى في المشروع ليكون أحد الفصائل المقاتلة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، ولتمتد ساحة عملياته إلى العراق.
لا تتوفر معلومات عن حجم مقاتلي تنظيم داعش، لكن مراقبين يؤكدون انه يضم الآلاف من المقاتلين بضمنهم عدد كبير من مقاتلين أجانب.
يلفت المحلل العسكري أحمد الشريفي إلى ان عناصر \”داعش\” على درجة عالية من الكفاءة والتدريب ويمتلكون قدرات وخبرة في حرب الشوارع والعصابات، ويستغلون فكرة الدروع البشرية داخل المدن والأحياء، وهذا ما تحقق جليا في حي الخالديه في الرمادي هذه الايام.. ويؤكد الشريفي ان غالبية مقاتلي داعش هم من العرب والوافدين، لكن من البديهي انهم وجدوا سندا وحاضناً من مقاتلين واتباع وخلايا نائمة داخل العراق، مهدت لهم السبيل، ورسخت تواجدهم في مناطق مختلفة وبالذات في صحراء الانبار.
ان دعوة وزارة الخارجية الاميركية قادة منطقة الشرق الاوسط إلى وقف تمويل وتجنيد عناصر لتنظيمي الدول الاسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة، وايضا وقف تدفق المقاتلين الاجانب إلى سوريا ما هي الا اشاره لانحراف الاهداف المرجوة من السكوت على الجماعات الاسلامية المتشددة التي تقاتل في سورية وخطر انتقالها للعراق بوجود الحاضنة الخصبة ونسف العملية السياسية العراقية بكاملها، وهذا ما لا ترغب به امريكا على عكس دول جوار العراق، التي تسمح لخطبائها بالتحشيد والترويج اعلاميا لملء الفراغ الذي تشغله ايران من وجهة نظرهم مما اعطى الغطاء الديني للمجتمع العراقي من الداخل التعاطف معهم وايواء الاجانب منهم.
وقد انجلى واضحا من خلال اتمام صفقات السلاح العراقية الامريكية والتسريع بها.
لكن عضو اللجنة الأمنية في مجلس النواب شوان محمد طه، يرى أن المجاميع الإرهابية تحصل على تسويق اعلامي يضخّم من قدراتها ويخلط الأوراق، مشيرا إلى أهمية معالجة الأسباب المشجعة لالتحاق شباب عراقيين بالتنظيمات الإرهابية، ليس بالسلاح والقوة، بل بإيجاد حلول لمشكلة البطالة وترسيخ الامن.
وفي قراءة لقدرات تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام عن شروع تنظيم القاعدة منذ عدة سنين في انشاء معسكرات ومخابئ وقواعد في صحراء الانبار، مدعومة من جهات محلية واقليمية.
وفي الاونة الاخيرة جرى التمييز بين عناصر داعش، ورجال العشائر الداعمين للقوات العراقية بأن عناصر داعش غالبا ما يرتدون الملابس السوداء الشبيه بالزي الافغاني، ويكونوا مقنعين، في حين دعت العشائر ابناءها إلى الكشف عن وجوههم للتفريق بين الفريقين.
اذن فتنظيم داعش ليس بتنظيم فضائي أو مجهول الهوية والنسب، تكوَّن ونما في رحم القاعدة وساعده على ذلك التصعيد الطائفي الذي تشهده المنطقة والتوجيه المنبري مستفيدا من الدعم المالي الذي واكب الدعم المتواصل للجماعات المسلحة في سورية.
* كاتب عراقي