لم يكد أحمد داود أوغلو، وزير الخارجية التركي، يطالب أمس الأربعاء بـ\”الإفراج الفوري\” عن طاقم القنصلية \”المخطوف\” في الموصل حتى حملت الأنباء إليه خطف 15 عاملا تركيا جديدا، فيما ذكر كاتب تركي أن تنظيم (داعش) حوّل مبنى القنصلية إلى سجن مؤقت.
ومع أن الحديث عن \”أزمة المخطوفين\” أصبح مقتصرا على السلطات التركية ووسائل إعلامها بسبب حظر تناولها بقرار قضائي، فإن مجلس الصحافة التركي عدّ الحظر انتهاكا لحرية التعبير.
وواصل المسؤولون الأتراك التحذير من \”حرب طائفية\” في العراق مع أن المواجهة المعلنة هي بين العراق وتنظيم (داعش) الذي لم يجرؤ أولئك المسؤولون على وصفه بـ\”الإرهابي\” حتى الآن.
وأولت أنقرة أمس اهتماما للأحداث الإرهابية التي شهدها قضاء طوزخورماتو ونواحيه وقراه، فيما تحدثت عن إرسال مساعدات غذائية للعراق الذي يحتاج منها سد منافذ (داعش) إليه لاسيما وأنها حتى الأمس متهمة بدعمه.
وأفادت الأنباء أمس بإقدام (داعش) على خطف 15 عاملا تركيا في قطاع الإنشاءات، بمنطقة تقع بين قضاء الدور التابع لمحافظة صلاح الدين ومحافظة كركوك.
ونقلت وكالة جيهان عن أحد العمال المفرج عنهم بأن إجمالي العمال المخطوفين يبلغ 60، بينهم 15 تركيا، موضحا أن الإرهابيين اقتادوهم إلى جهة مجهولة.
وبذلك يرتفع عدد الأتراك \”المخطوفين\” لدى (داعش) إلى 95 بينهم 49 دبلوماسيا و31 سائق شاحنة.
وطالب أحمد داود أوغلو، وزير الخارجية التركي، بإخلاء سبيل موظفي القنصلية التركية في الموصل فورا.
ودعا في حضوره اجتماع الدورة 41 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي بجدة إلى توجيه دعوة، جماعية، للجماعات المسلحة والميليشيات لعدم إلحاق الضرر بالمدنيين.
وكتب طورخان بوزكوت، الكاتب التركي، في مقاله \”احتمال ليس ببعيد\” الذي تنشره \”العالم الجديد\” اليوم عن وكالة جيهان، أن \”القنصلية التركية في الموصل محتلّة منذ ستة أيام، ويستخدم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) الإرهابي مبنى القنصلية كسجن مؤقت\”.
طورخان بوزكوت (جيهان)
ووصف مجلس الصحافة التركي القرار الصادر عن الدائرة التاسعة لمحكمة الجزاء بأنقرة فيما يخصّ حظر نشر أي مواد إعلامية مكتوبة أو مقروءة أو مسموعة أو مرئية عن موضوع اختطاف الدبلوماسيّين الأتراك بأنه \”تدخّل سافر في حرية التعبير\”.
وشدّد المجلس في بيان على أن قرار المحكمة القاضي بحظر النشر غير مصحوب بأيّ تبرير على الرغم من أن المادة 141/3 من الدستور الأساسي تنصّ على ضرورة أن تكون جميع القرارات الصادرة من المحاكم مبررة.
شعار مجلس الصحافة (جيهان)
وقال داود أوغلو للأناضول أن بلاده تشعر بقلق بالغ حيال الهجمات التي يتعرض لها التركمان.
وشهدت أطراف مدينة طوزخورماتو أمس مجزرة على أيدي إرهابيي (داعش) راح ضحيتها 35 شخصا.
وكتب مسلم البياتي، الصحفي التركماني المقيم في تركيا، على صفحته في \”فيسبوك\” أن \”المجزرة الإجرامية راح ضحيتها 35 مواطنا من التركمان الشيعة، بينهم شيخ في الـ80 عاما، من أهالي قرى براوجلي وجرداغلي وقرناز الواقعة بين الطوز وسليمان بيك\”. ونقل عن شهود أن \”الضحايا تعرضوا لعمليات تشويه بشعة بقلع العيون وقطع الألسن\”.
ولفت البياتي إلى أن تلك القرى تقع ضمن ما يسمى بـ\”المناطق المتنازع عليها\” التي تفرض قوات البيشمركة السيطرة عليها.
الصورة عن قناة (تركمن ايلي) التلفزيونية الفضائية ويشير الشرح المصاحب لها إلى وقوع 20 شهيدا في قرية براوجلي لوحدها (فيسبوك)
وبحسب مراسل الأناضول فان سكان طوزخورماتو نزحوا من المدينة إلى كركوك بعد تحول الناحية إلى \”مدينة أشباح، الشوارع والأزقة فارغة والمحلات مغلقة\”.
وذكر داود أوغلو أن تركيا تنظم إرسال مساعدات إنسانية عاجلة إلى التركمان بصفة خاصة.
ولفت إلى أن \”فؤاد أوقطاي\” رئيس إدارة هيئة الطوارئ والكوارث التابعة لرئاسة الوزراء موجود حاليا في أربيل للوقوف على حجم الكارثة، وبالتالي معرفة أهم المساعدات التي يحتاج إليها المتضررون. وأشار إلى أن هناك مساعدات غذائية تكفي لما يقرب من 15 ألف شخص قد تم إرسالها في 12 من الشهر الحالي، قبل تطور الأحداث، إلى \”دهوك\”، مضيفا أنه تم توزيعها على النازحين إلى إقليم كردستان.
مساعدات تركية (AA)
وبين \”لقد وفرت وزارة الصحة التركية 217 ألفا و982 علبة دواء من مدينتي اسطنبول وأنقرة… فضلا عن 10 آلاف بطانية و1920 غطاء آخر و2000 طرد غذائي\”.
وعلى غرار معظم دول الخليج وصف الرئيس التركي عبد الله غول ما يجري في العراق بأنه \”بوادر اقتتال داخلي وحرب طائفية\”، في وقت تواصل المعارضة التركية اتهام حزب العدالة والتنمية الحاكم بأنه يدعم (داعش) ويغذيه.
عبد الله غول (AA)