صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

(داعش) يعلن الفلوجة مقرا لـ(الدولة الإسلامية) ويستولي على نصف مساحة (هيت) والقاعدة ينعى (وهيب): خسرنا بطلا فذا

ما بين إعلان نوري المالكي رئيس الوزراء انسحاب الجيش، وتكذيب عبد الملك السعدي لهذا الانسحاب، سقطت عدة مدن من محافظة الأنبار بيد مسلحين وصفتهم الحكومة المحلية للمحافظة بـ\”المجهولين\” في بادئ الأمر من خلال أحد أعضاء مجلسها، إلا أنها عادت وأكدت على لسان محافظها بأنهم من \”داعش\”، إلا أن بعض من الأنباريين يقول أن من نزل إلى الشارع هم \”أبناء العشائر\” تم اختراقهم من قبل العناصر الإرهابية.

وروى مصدر من محافظة الأنبار لـ\”العالم الجديد\” أمس الأربعاء، أنه \”بعد اعلان انسحاب قوات الجيش ورفع فرض حظر التجوال، دخلت مدينة الفلوجة مجموعات مسلحة، قامت بالاستيلاء على دوائر الدولة في القضاء\”.

وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه، أن \”محمد خميس أبو ريشة شوهد وهو يصطحب مجموعة من المسلحين ذوي ضفائر ولحى طويلة، وتجولوا في منطقة الصوفية، ثم اتجهوا نحو مراكز الشرطة وقاموا بحرقها والاستيلاء على آلياتها\”.

ولفت إلى أن \”محمد خميس أبو ريشة كان من قادة الحراك في ساحة الاعتصام، إلا أنه اختفى بعد صدور مذكرة قبض واحضار على خلفية اتهامات بوقوفه وراء مقتل خمسة جنود بالقرب من ساحة الاعتصام\”.

وكان موقع قريب للتنظيمات المسلحة، ذكر أن سبب مذكرة القاء القبض على محمد خميس أبو ريشة ووضع جائزة مقدارها 100 مليون دينار عراقي لمن يلقي القبض عليه ليس سببها مقتل الجنود الخمسة قرب ساحة الاعتصام، بل السبب الحقيقي هو توبته وتصالحه مع دولة العراق الإسلامية، بحسب الموقع المقرب من تنظيم دولة العراق الإسلامية.

وفي الاثناء، قتل القيادي في تنظيم داعش والمطلوب للقوات الحكومية، شاكر وهيب في كمين قرب مركز شباب الرمادي قبيل غروب نهار أمس، بحسب ما أفاد به مصدر من مدينة الفلوجة التي أعلنها عبد الله الجنابي رئيس مجلس شورى المجاهدين مقرا لـ\”الدولة الإسلامية\” في الانبار.

إلا أن أحمد الدليمي محافظ الأنبار، توعد الجنابي واتهمه بالتسبب بوقوع كوارث في المدينة بسبب إعلانه لشورى المجاهدين في السابق، وحث أبناء المدينة على طرده ومحاكمته وعدم الانصياع له، مقرّاً بسقوط بعض مناطق الرمادي في يد \”داعش\”.

وكان الدليمي قد دعا أمس، القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي لإعادة الجيش لمدن المحافظة لضبط الامن والاستقرار فيها، بعد سيطرة المسلحين على بعض مناطقها.

وذكر الصحفي عمر الشاهر أن \”المالكي يستعيد شيئا من توازنه بالعودة الى التنسيق مع أبو ريشة\”.

وكتب على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أنه تحصّل على عدة معطيات اطلع عليها من مصادره الخاصة في محافظة الأنبار، أن \”قوات سوات والشرطة الوطنية تتجمع قرب مجمع القصور الرئاسية في الرمادي، استعدادا لتمشيط منطقة (آل بو جابر) على شارع ٦٠\”، مؤكدا \”مقتل شاكر وهيب في كمين قرب مركز شباب الرمادي قبيل الغروب\”.

ونعى تنظيم القاعدة، مساء أمس، مقتل القيادي في التنظيم شاكر وهيب.

وقال التنظيم في تغريدة له على تويتر، \”على شاكر وهيب فلتبكي البواكي، خسرنا بطلا فذا بالدنيا، الآن وقد نلت الحور\”.

وختم التنظيم تغريدته بالتوقيع \”الدولة الاسلامية في العراق والشام\”.

وكان قائد صحوات عشائر الانبار الشيخ وسام الحردان، قد اعلن عن مقتل الارهابي شاكر وهيب, وهو احد ابرز زعماء تنظيم القاعدة .

وذكر الحردان أن وهيب قُتل خلال اشتباك مع الجيش العراقي في منطقة البو فهد في محافظة الانبار.

وكان قائد شرطة الانبار قد صرّح لبعض وسائل الاعلام عن ورود معلومات (غير مؤكدة) عن قتل وهيب.

ولفت الشاهر إلى أن \”العشائر قدمت معلومات بالغة الأهمية لقادة سوات عن مواقع تمركز مسلحي القاعدة والمخابئ الافتراضية لهم\”، موضحا أن \”هناك فرزا ميدانيا واضحا بين مسلحي العشائر ومسلحي القاعدة\”.

وبين أن \”الرمادي تترقب معركة مهمة الليلة (البارحة) في حال اختار تنظيم القاعدة مواجهة عمليات تمشيط متوقعة لقوات سوات والشرطة الوطنية في مناطق متعددة من المدينة\”.

وذكر الشاهر أن \”أنباء شبه مؤكدة عن توجه رافع العيساوي الى الفلوجة والعمل على اعادة تشكيل جماعة حماس العراق التي تعد من أبرز خصماء القاعدة في الانبار\”.

وأعرب عن اعتقاده بأنه \”يبدو من التطورات المتسارعة، أن الحملة هذه، خرجت من دائرة الخطط الانتخابية لرئيس الوزراء، الى محاولة احتواء التفجر الامني المتوقع بأي ثمن، حتى إذا كان هو السماح لأبو ريشة والعيساوي بلعب دور البطولة الوطنية\”.

 وإلى أعالي الفرات، حيث مدينة هيت التي تعرضت إلى هجوم خاطف نفذته مجاميع مسلحة قدمت من مناطق الثرثار والرمادي مركز محافظة الأنبار.

وأخبر مصدر من هيت لـ\”العالم الجديد\” أمس، أن \”المسلحين يسيطرون الآن على نصف مساحة المدينة بمعونة خلايا تابعة لهم داخل هيت\”.

ولفت إلى أن \”عناصر الجيش والشرطة فروا تاركين الأهالي لمواجهة مصيرهم تحت رحمة المسلحين\”، مشيرا إلى \”حصول إطلاق نار واشتباكات متقطعة بين فترة وأخرى\”.

وبين المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن \”مواطني هيت كانوا يرفضون دخول قوات الجيش إلى مدينتهم إلا أنهم الان يطالبون بقيام الجيش بدعم الشرطة المحلية لاستعادة المدينة من المسلحين\”.

إقرأ أيضا