أظهرت دراسة جديدة أن قرابة اثنين بين كل خمسة أطفال دون الثانية من العمر، سبق لهم وأن استخدموا حاسبًا لوحيًا أو هاتفًا ذكيًا.
ووجدت الدراسة التي أجرتها منظمة “كومن سنس ميديا” (CSM) المختصة بالدفاع عن قضايا الأطفال والأسرة، أن 38 بالمائة من الأطفال تحت الثانية سبق لهم وأن استخدموا أجهزة محمولة للألعاب، ومشاهدة الفيديو أو حتى الأغراض التي تتعلق بوسائل الإعلام.
يُذكر أن النسبة كانت قبل عامين قرابة 10 بالمائة، ما يعني أن هناك زيادة بنسبة 28 بالمائة، وبحسب الدراسة، وصلت نسبة الأطفال البالغين من العمر دون 8 سنوات وممن استخدموا هواتف ذكية، أو حاسبات لوحية أو ما شابه إلى 72 بالمائة.
وقال المؤسس والمدير التنفيذي لمنظمة “كومن سنس ميديا” التي تتخذ من مدينة سان فرانسيسكو الأميركية مقرًا لها، “جيم ستير”، إن هذا يمثل علامة حقيقة على أن “الجيل الرقمي” قد جاء.
وجدت المنظمة التي تختص بدراسة آثار وسائل الإعلام والتقنية على صغيري السن، أن الأجهزة المحمولة تلقى رواجًا سريعًا بين الأطفال صغيري السن، وخاصة ما إذا قورنت بوسائل أخرى. حيث حافظ التلفزيون على نسبة ثابتة لعدد المشاهدين الذي ينتمون إلى هذه الفئة العمرية، وهي 66 بالمائة.
وبحسب الدراسة، فالأمر ليس محصورًا باستخدام الأطفال للحاسبات اللوحية والهواتف الذكية فحسب، فهم أصبحوا يستخدمونها لفترات أطول، حيث تضاعف مقدار الوقت الذي يقضيه هؤلاء على هذه الأجهزة ثلاث مرات بين عامي 2011 و2013، فيقضي الأطفال بين 0 و 8 سنوات ما يعادل 15 دقيقة يوميًا، بعد أن كان مقدار الوقت قبل سنتين 5 دقائق فقط.
ولفت ستير إلى ذلك بالقول، “إننا نشهد تغيرًا جذريًا في طريقة تعامل الأطفال مع وسائل الإعلام”، وأضاف ستير، ان هناك أطفالا لا يستطيعون الكلام، ولكنهم في الوقت نفسه يمشون إلى شاشات التلفاز ويتعاملون معها، وكأنها شاشات “آيباد” أو “آيفون”.
وأوضح ستير أن لزيادة وصول الأطفال إلى الأجهزة المحمولة إيجابياته وسلبياته، حيث يمكن استغلال الحاسبات اللوحية للأغراض التعليمية، ولكن وفي حال تم الإفراط في استخدامها أو اعتبارها كمربٍ افتراضي، فإن ذلك قد يؤدي إلى أضرار في النمو، على حد قوله.
يشار إلى أن الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال توصي أولياء الأمور بحظر الأجهزة المحمولة عن الأطفال دون الثانية، ولكن ستير يرى عكس ذلك، فمن الممكن الانتفاع من الاستخدام المسؤول للحاسبات اللوحية والهواتف الذكية، من حيث الوقت والمحتوى.