عاشت مدينة الفلوجة في محافظة الأنبار، أمس الاثنين، يوما داميا بعد أن سيطرت ما تسمى \”الدولة الإسلامية في العراق والشام\” على زمام الأمور في المحافظة منذ أيام، بنشرها مسلحين كانوا ينوون تنفيذ عمليات واسعة لاحتلال المؤسسات الحكومية.
وشهدت الفلوجة، غربي العراق، أمس، 4 تفجيرات أعقبتها هجمات مسلحة استهدفت مديرية الشرطة.
وقتل شخصان وأصيب 6 من عناصر الشرطة بجروح، جراء التفجيرات والاشتباكات؛ كما احترقت أجزاء من مبنى مديرية الشرطة. بمقابل هذا، شنت قوات الأمن هجوما على مقاتلين تحصنوا بمبنى دائرة كهرباء وقتل في عملية الاقتحام مسلحين اثنين كما تم تحرير مخطوفين.
وبحسب علي الكعبي، وهو صحفي موفد إلى المدينة، فإن شوارع الفلوجة كانت خالية من الحركة بسبب حظر على التجوال فرضته القوات الأمنية في المدينة.
ويقول الكعبي في حديث لـ\”العالم الجديد\” إن \”الفلوجة عاشت خلال الأيام الثلاثة الماضية خوفاً من أن تسيطر القاعدة على المدينة مثلما يحصل في سوريا\”، ويضيف \”بات هذا الهاجس مسيطرا على الأهالي بسبب تمدد (داعش) في سوريا وتحركهم بسهولة داخل العراق وخاصة الانبار\”.
ويرى الكعبي أن \”سكان الانبار لا يثقون بقدرة القوات الأمنية على محاربة القاعدة وأن قوات الصحوة عانت من خسائر كبيرة بسبب تخلي الحكومة عنها الأمر الذي يجعل السكان في خوف مستمر من تنامي نفوذ القاعدة\”.
إلا أن عبد السلام المالكي، النائب عن ائتلاف دولة القانون، يدافع عن القوات الأمنية بقوله إن \”مراقبة الحدود بين العراق وسوريا أمر صعب\”.
ويذكر المالكي في حديث لـ\”العالم الجديد\” أمس، أن \”القوات الأمنية ألقت القبض في الانبار على إرهابيين شيشان وشركس وافغان ومن جنسيات مختلفة قدموا من سوريا\” بعد أن حررت دائرة الكهرباء من تنظيم القاعدة.
ويشير إلى أن \”هناك من يحاول إعادة العراق إلى مربع الحرب الطائفية التي عاشها عام 2006، وأنه بسبب الأوضاع المتأزمة في سوريا، خاصة بعد أن رفعت الولايات المتحدة يدها من توجيه ضربة إلى سوريا، باتت التنظيمات الإرهابية مثل جبهة النصرة أو تنظيم القاعدة تدخل إلى العراق\”.
ويرى النائب أن \”بعض تصريحات السياسيين ورجال الدين الطائفية تشجع القاعدة على ارتكاب مجازر في العراق\”.
وبالرغم من اعتراف النائب المالكي بعدم سيطرة القوات الأمنية بشكل كامل على منع تسلل \”مقاتلي القاعدة\” من سوريا إلى العراق، فانه يستبعد أن تسيطر \”داعش\” على أجزاء من محافظة الانبار مثلما حصل في عدّة مناطق سورية، ويؤكد أن \”الجيش قادر على إحباط هكذا مخططات\”.
ويلفت المالكي إلى أن \”الكثير من أبناء الأنبار يرفضون أن تستولي القاعدة على أراضيهم\”، ويستدرك \”لكن هناك حواضن وقواعد وأجندات واضحة تريد حصول ذلك\”.
بيد أن مظهر الجنابي، عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب، يؤكد في حديث لـ\”العالم الجديد\” أن \”القوات الأمنية في الأنبار مخترقة من قبل التنظيمات الإرهابية\”.
وأعلن اللواء هادي كسار رزيج، قائد شرطة الانبار، أن \”القوات الأمنية التابعة لقيادة شرطة الفلوجة سيطرت على الوضع الأمني\” في المدينة.
وبحسب رزيج فإن شرطة الأنبار قتلت 7 انتحاريين، كان آخرهم متحصنا فوق أحد المباني القريبة من مبنى قيادة الشرطة التي استهدفها الانتحاريون.
ونقلت وكالة \”السومرية نيوز\” عن رزيج قوله إن \”قيادة شرطة الأنبار رفضت تدخل قوة من وزارة الدفاع في عملية تطهير المباني المجاورة لقيادة شرطة الفلوجة من المسلحين والانتحاريين، لأنها سيطرت على الوضع الأمني منذ الساعة الأولى للهجوم\”، معتبرا أن \”الهجوم أثبت قدرة الشرطة على التعامل مع أسوأ الظروف الأمنية، خاصة وان طريقة الهجوم والأسلحة المستخدمة كانت غير مكررة من القاعدة\”.