بات صوت الموج يعلو تحت غواطس المدمرات الأميركية \”راميج\”، و\”ماهان\”، و\”غرافيلي\”، و\”باري\” المتمركزات في البحرين الأحمر والأبيض المتوسط، والحاملات على أكتافهن صواريخ \”توماهوك\” أو \”كروز\”. وباتت دمشق تقترب يوما بعد آخر من الحرب. أميركا وبريطانيا أقرب إلى توجيه ضربات عسكرية لمواقع حساسة تابعة للحكومة السورية، وحملة التوقيعات بدأت داخل أروقة الإدارة الأميركية من أجل \”تخليص الشعب السوري من الديكتاتور\”، والخوف بات يتسلل إلى الدول المجاورة لسوريا، والعراق أوّلها، حيث أعلن حالة \”استنفار قصوى\”، وباتت طائراته تحلّق فوق الحدود السورية خشية تسلل مقاتلين من تنظيم القاعدة منه وإليه.
وفي محاولة – يبدو أنها لدرء الخطر عن انتقال الأزمة السورية إلى العراق – برز حلّ تناقلته وسائل إعلام عن عرض لجوء قدمه رئيس الوزراء نوري المالكي للرئيس السوري بشار الأسد وعائلته في حال وسعت الدول الغربية ضرباتها الجوية على سوريا لتشمل إسقاط النظام.
وبحسب تصريحات مصادر اطلعت عليها \”العالم الجديد\” فإن التحالف الوطني يرى إقدام المالكي على استضافة الأسد \”مجازفة محفوفة بالمخاطر ستكون لها تداعيات\”، لكن مراقبين ينظرون للاستضافة بوصفها ورقة ضغط على المعارضة السورية.
ويقول النائب محما خليل، عضو التحالف الكردستاني، إن \”بغداد عندما تقدم على استقبال الأسد فهو جزء من سياسات الدولة، ولكن لا يجب على الدولة استقبال المسؤولين المسببين بالدماء\”.
ويؤكد خليل في حديث لـ\”العالم الجديد\” أن \”الإقليم يرفض استقبال المسؤولين الذين تلطخت أيديهم بالدماء\”، ويشير إلى أنه \”قبل هذه الفترة كان يمكن التفاهم بشأن عروض من هذا النوع\”. ويضيف \”هناك دول كثيرة من الممكن أن تقدم عروضا للأسد باستقباله\”.
لكن محمد الصيهود، النائب في ائتلاف دولة القانون، يقول لـ\”العالم الجديد\” إنه \”ليس في تفكير الحكومة العراقية استضافة الرئيس الأسد\”.
ويذهب إلى أنه \”يجب على الدول وبمقدمتها الولايات المتحدة إيجاد حلول سياسية بدل اللجوء إلى الضربات العسكرية لأن هذا الأمر سيعقد الأوضاع أكثر\”، ويستبعد أن \”يفكر الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي الآن\”، ويعقب بأن \”التفكير بتنحي الأسد هو موضوع خطير لأنه يقود سوريا إلى المجهول ويسلمها بيد تيار ديني متطرف وخطير\”.
ويبدو العراق مرتبكا أمنيا بعد إعلان احتمالية توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا، إذ تركز القوات الأمنية عملياتها العسكرية الآن في مناطق حدودية وهي مستمرة في تنفيذ خططها الاحترازية، بحسب علي غيدان، قائد القوات البرية.
وتنقل وكالة \”شفق نيوز\” عن مصادر عسكرية عراقية، نشر العديد من أفراد الأمن والعربات على الحدود مع سوريا. وبحسب تصريح مسؤول عسكري \”تم نشر أفراد الجيش على الحدود.. واستخدمنا أيضا المروحيات لتأمين الحدود\”.
ويبلغ طول الحدود بين العراق وسوريا نحو 800 كلم. كما أن الحدود المشتركة بين سوريا والعراق مغلقة، وهناك تنسيق مشترك مع قوات البيشمركة الكردية لحمايتها.
وطبقا لكفاح سنجاري، المستشار الإعلامي لرئيس إقليم كردستان، فإن الإقليم اتخذ إجراءات احترازية للحد من تداعيات الأزمة. ويوضح في تصريح صحفي اطلعت عليه \”العالم الجديد\” بأن \”هذه الإجراءات لن تقف عائقا أمام مساعي الإقليم التي يبذلها لاستقبال اللاجئين السوريين ومساعدتهم\”.
وفي حال تدخل البيشمركة في الصراع السوري إذا ما تعرض الكرد السوريون لهجمة من التنظيمات \”الجهادية\” قال محما خليل إن \”البيشمركة لن تتدخل\”، مستدركا \”المسؤول الأول عن تحريك البيشمركة هو الرئيس مسعود بارزاني وعندما يقرر التدخل في الأزمة السورية فإن الكرد سيكونون على جاهزية كاملة للتدخل\”.