ادى تصعيد الرئيس الاميركي باراك اوباما ومن ثم تراجعه مساء السبت الماضي بشأن العملية العسكرية الاميركية ضد الاسلحة الكيمياوية السورية الى خلل وارباك توازن القوى في الشرق الاوسط، بحسب ما اورده موقع ديبكا الاسرائيلي.
وشكل ذلك لكل من اسرائيل والاردن وتركيا ما اسمته المصادر العسكرية الغربية والاسرائيلية في اليوم التالي بـ\”الكابوس العسكري\”.
وتأجل جراء ذلك، التهديد العسكري الاميركي الوشيك ضد بشار الأسد، بعد استخدامه للأسلحة الكيمياوية في 21 اب الماضي، وليس ذلك فحسب، بل أدى ذلك الى تحقيق الأطراف المشتركة الثلاثة (سورية وايران وحزب الله)، مكاسب تكتيكية لم تكن في الحسبان.
وتوجه الرئيس اوباما الى الكونغرس للحصول على التخويل بشن الهجوم، اعطاهم على الاقل فترة اسبوعين لتوجيه ضربة استباقية ضد القوات الامريكية وحلفائها (اسرائيل وتركيا والاردن).
ان الدفاعات الخاصة بسوريا وحزب الله، كما يشير الموقع الاسرائيلي، هي بالأساس على أهبة الاستعداد لمواجهة الضربة الاميركية المعلنة.
وبدلا من الانتظار لحين مناقشة الكونغرس الاميركي هذا الامر، غير ستنتهي مهلته في التاسع من ايلول الحالي، فإنهم قادرون على فرض شروطهم لإلغاء العملية العسكرية الاميركية .
أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فهو من جانبه لن يضيع الفرصة لتحقيق صفقات بيع اسلحة متطورة لكل من ايران وسورية.
وعلق ضابط اسرائيلي رفيع المستوى يوم الاحد قائلا ان \”الحلفاء الثلاثة المعادين لإسرائيل قد حققوا تأجيلا غير محدد للخطر الناجم عن الضربة العسكرية بمساعدة موسكو التي يتوقع ان تمارس الضغط بالطرق الدبلوماسية والعسكرية\” .
ويرى الخبراء الروس والايرانيون ان التحرك المعادي سيرجح كفة صناع القانون الاميركان الذين يعارضون الغزو العسكري الاميركي لسورية.
وربما يتوصل حلفاء سورية الى نتيجة مفادها ان نار الحرب في الشرق الاوسط قد تؤدي الى زيادة الضغط الذي يمارسه اعضاء الكونغرس الاميركي الذين يقفون ضد الخيار العسكري لإبقاء اميركا خارج المنطقة.
ويرى رجال الكونغرس انه حتى العمل العسكري المحدود جدا الذي اقترحه اوباما سيكون كافيا لجر اميركا عميقا في المستنقع السوري.
وقام اثنان من الجمهوريين في الكونغرس الاميركي وهما \”جون ماكين\” و\”غراهام ليندزي\” عقب كلمة الرئيس اوباما مباشرة باطلاق تصريح مفاده انهم سيصوتون ضد العمل العسكري المحدود في سورية، لانه لن يؤدي للإطاحة بنظام بشار الاسد.
ومن الجدير بالذكر ان شهر ايلول هو شهر مهم للإسرائيليين لما يقام خلاله من مناسبات مثل رأس السنة ويوم الغفران وغيرها.
لذلك قررت الحكومة الاسرائيلية عدم السماح بحدوث أي ثغرة ورفع مستوى التأهب العسكري والأمني الى اقصاه على طول حدودها مع سورية ولبنان، ونشر منظومات مضادة للصواريخ وتوزيع الاقنعة لعموم الناس ابتداء من صباح الاحد.