في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات العراقية الأردنية توترا سياسيا، لاسيما بعد الأنباء التي أشارت إلى مشاركة الأردن في الضربات الأمريكية على الفصائل المسلحة مؤخرا، والدعوات البرلمانية التي اقيمت لقطع النفط عنها، مازال العراق ركيزة أساسية في إقتصاد الأردن، سواء من ناحية تصدير النفط بأقل من 13 دولاراً عن التسعيرة الرسمية المقررة أومركزا لتصريف بضائعها.
حيث أعلنت غرفة التجارة الأردنية، اليوم الاثنين، احتلال العراق المركز الأول، كأكبر مستورد للبضائع التجارية خلال شهر كانون الثاني يناير الماضي، بـ61 مليون دينار اردني وهو ما يعادل قرابة 86 مليون دولار امريكي.
يشار إلى أن كل 100 دولار أمريكي تساوي نحو 70 دينارا اردنيا.
اذ قالت الغرفة في بيان، إنه “تم تصدير بضائع وسلع إلى بلدان عربية وأجنبية، خلال الشهر الماضي، بنحو 108 ملايين دينار أردني مقابل 99 مليون دينار أردني للفترة نفسها من العام 2023”.
وأضافت ان “العراق جاء اولا كأكثر الدول العربية استيرادا من الأردن من حيث قيمة السلع المستوردة خلال الشهر الماضي حيث بلغت 61 مليون دينار أردني، تليه الامارات 10 ملايين دينار أردني، ثم مصر بـ8 ملايين دينار، والسعودية بـ6 ملايين دينار، ثم سويسرا 3 ملايين دينار”.
وأشارت إلى ان “غرفة تجارة عمان تقوم بإصدار شهادات المنشأ للمنتجات الزراعية والحيوانية والثروات الطبيعية الأردنية الخام، وللبضائع الأجنبية التي يجري إعادة تصديرها”، مبينة أن “شهادات المنشأ التي ذهبت للعراق بلغت 189 شهادة”.
وأوضحت أن “قيمة صادرات المنتجات الأجنبية (إعادة تصدير) بلغت 66 مليون دينار أردني، ثم الصناعية بقيمة 16 مليون دينار، والزراعية 9 ملايين دينار، والمنتجات العربية نحو 7 ملايين دينار، والباقي للعديد من المنتجات الأخرى المختلفة”.
وكشفت شركة تسويق النفط العراقية “سومو”، في4 شباط فبراير الحالي، عن بيع العراق نفطه للأردن بأقل من 13 دولاراً عن التسعيرة الرسمية المقررة.
وأثارت مشاركة الأردن في القصف الأمريكي على مخازن الحشد الشعبي في الانبار، مطلع الشهر الحالي، موجة انتقادات واسعة، حيث تم جمع تواقيع نيابية لإصدار قرار بإيقاف تصدير النفط إلى الأردن، وذلك في خطوة للرد على الهجوم.
يشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يدعو فيها البرلمان العراقي إلى إيقاد تصدير النفط إلى الأردن حيث كانت عضو لجنة النفط والغاز والثروات الطبيعية البرلمانية زينب الموسوي، قد أكدت في 8 تشرين الثاني نوفمبر 2023، بأن مواقف الأردن “دائما عدائية” تجاه العراق خصوصا مع هيئة الحشد الشعبي الرسمية.
وكانت “العالم الجديد”، تناولت في تقارير سابقة قضية العلاقة بين العراق والأردن، وبحسب تأكيد محللين سياسيين فأن الأردن يعتبر العراق ركيزة أساسية لاقتصاده، كونه معتمدا بشكل كبير على الاقتصاد العراقي، سواء من النفط أو لتصريف بضائعها بالإضافة إلى ميناء العقبة ورؤوس الأموال العراقية فيها.
وبحسب تقرير سابق للصحيفة، فإن وفدا أردنيا زار العراق قبل عامين، وأكد أن هناك 15 مليار دينار أردني (نحو 21 مليارا و157 مليون دولار) هي قيمة الأرصدة العراقية الموجودة في المصارف الأردنية، لكنه رفض أن يتم استثمارها في العراق، حتى يبقى العراق مستهلكا فقط.
يذكر أن العراق اقر موازنة ثلاثية في حزيران يونيو الماضي، الأضخم في تاريخه منذ 20 عاما وبعجز بنحو 48 مليار دولار، جعل من اقتصاد البلاد رهينة لتلقبات اسعار النفط العالمية، لإستنداه على سعر 70 دولارا لبرميل النفط الواحد.