رائد العاني ما يزال يحمل \”اركيلته\” كل يوم ويذهب إلى ساحة الاعتصام في الفلوجة ليصلي التراويح هناك، ويتسامر مع أصدقائه عن الأمور التي آلت إليها البلاد بعد أن مضت أشهر على اعتصام منظم في القضاء الذي انطلقت فيه موجة التظاهرات في 21 كانون الأول 2012.
يقول رائد في حديث لـ\”العالم الجديد\” إن \”الاعتصامات لن تتوقف طالما هناك نفس يصعد وينزل في أهالي الانبار\”، مؤكداً أن مطالب أهل الانبار \”ليست ترفيهية، وأنها من أبسط الحقوق التي يجب أن تحققها الحكومة لشعبها\”.
وبدى صوت التظاهرات في الانبار خافتاً في الفترة الأخيرة، بعد أن شغلت الرأي العام لأشهر طوال، وبعد أن أقلقت الحكومة المركزية في بغداد، الأمر الذي دفعها إلى تشكيل لجنة برئاسة نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني لمعرفة مطالب المتظاهرين, لكن المتظاهرين لم يقبلوا حتى الآن بالذي حققته الحكومة لأجلهم حتّى الآن.
ويؤكد رائد أن \”الحكومة تحاول الضحك على المحتجين من خلال إعطاء وعود لن تنفذها\”، فقانون العفو العام الذي طالب المحتجون بإقراره ما يزال يؤجل في البرلمان، حسب قول رائد.
ويؤكد علي الكعبي، وهو صحفي موفد من إحدى الصحف في بغداد إلى الانبار، في حديث لـ\”العالم الجديد\”، إن \”قيادة عمليات الانبار باتت تضيّق على الصحفيين أكثر فأكثر\”، موضحاً أنها \”تعاملنا بفجاجة أحياناً لأننا نغطي التظاهرات\”.
ولا ينفي الكعبي، أن \”تكون التظاهرات في الصحف خبراً ليس جديداً\”، لكنه أكد أن \”التظاهرات ما تزال في أوجها على الرغم من أن دعم العشائر لها قل\”.
ويؤكد مظهر الجنابي، عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان، ما قاله الكعبي، حيث أشار إلى أن \”قائد عمليات الانبار يمنع الفضائيات من نقل التظاهرات بالبث المباشر، ويهدد الصحفيين بالقتل في بعض الأحيان إذا ما قاموا بتغطية وتصوير التظاهرات\”.
وأوضح الجنابي، في حديث لـ\”العالم الجديد\”، إن \”تظاهرات الانبار لم تخفت ولن تخفت، لأن من يطالب بالحق لا يكف عن المطالبة به إطلاقاً\”، وأوضح أن \”المتظاهرين لا يتركون ساحات الاعتصام وهم يقومون بصلاة التراويح كل يوم في ساحات الاعتصام\”، مؤكداً أن \”رمضان زاد من عزيمتهم\”.
وأشار الجنابي إلى أنه \”لو كان هناك جيش مهني مثل الجيش المصري لكان كل العراقييين خرجوا إلى الساحات للتظاهر وإسقاط الحكومة\”، موضحاً \”نحن السياسيون نستحق كل شيء يقوم به الشعب تجاهنا، فنحن لم نقدّم لهم أي شيء يذكر طوال عشر سنوات\”.
ويقول خالد حمود الجميلي، وهو منظم اعتصام الفلوجة، ان \”الاعتصامات التي تشهدها محافظات العراق الاخرى وخصوصا الجنوبية ما هي الا امتداد لاعتصامات الانبار التي تطالب بالحقوق الشرعية والقانونية دون خلاف مع احد\”، في إشارة إلى التظاهرات التي انطلقت في محافظتي البصرة وذي قار.
وأوضح الجميلي، في حديث لـ\”العالم الجديد\” ان \”المعتصمين في المحافظات الثائرة في جنوب العراق ووسطه وغربه وشماله سيعملون على الضغط ا
لسلمي لاحقاق الحقوق ورفع الظلم كون الحكومة مازالت تماطل وتسوف مع شعبها\”، لافتاً إلى ان \”الشعب العراقي لن يقبل بظلم حاكم او مسؤول وستتغير الاوضاع نحو الظروف الجيدة التي يريدها اي مواطن يحتاج لخدمات ومشاريع وفرص عمل وكرامة لاهله\”.